الرئيس الإيراني خلال افتتاح قمة عدم الانحياز يوم الخميس

اجتهدت إيران لإضفاء مظاهر الانسجام الدبلوماسي على قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في طهران، لكن جهودها ذهبت أدراج رياح ملفها النووي الشائك والنزاع السوري الدامي.


طهران: تختتم قمة دول عدم الانحياز أعمالها الجمعة بعد يومين من الخطابات المتعارضة في بعض الاحيان بخصوص الملف النووي الايراني والازمة السورية، ما همّش جهود ايران الهادفة للحصول على دعم في مواجهة الغربيين.

ويتوقع ان يتبنى ممثلو الدول الاعضاء ال120 مساء وثيقة تؤكد المواقف التقليدية لهذه الحركة التي تم إنشاؤها خلال الحرب الباردة ردا على هيمنة الدول العظمى: عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وquot;إضفاء الطابع الديمقراطيquot; على مجلس الامن الدولي وادانة العقوبات الاحادية ودعم قيام دولة فلسطينية او نزع الاسلحة النووية.

ولم تخف ايران التي تتولى الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز لثلاث سنوات، طموحاتها لاستخدامها اداة لمحاربة الهيمنة الغربية.
ورغم ان ثلاثين رئيس دولة او حكومة فقط شاركوا في القمة، فان طهران اعتبرت ان عقدها دليل على فشل الجهود الغربية لفرض عزلة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

لكن ملف ايران النووي القى بظلاله على القمة.
وردا على انتقادات المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي لquot;ديكتاتوريةquot; مجلس الامن الذي أدان ايران وفرض عقوبات عليها مرارا، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طهران الى احترام القرارات الدولية التي تطلب منها وقف انشطة تخصيب اليورانيوم التي تثير قلق الاسرة الدولية.

وحذر بان من ان quot;دوامة من العنفquot; قد تفضي quot;سريعاquot; الى نزاع عسكري منددا بالتهديدات الإسرائيلية بضرب المواقع النووية الايرانية وايضا بالتصريحات الايرانية الحاقدة quot;غير المقبولةquot; التي تهدد بتدمير دولة اسرائيل في حال تعرضت لهجوم.
وجاء تحذير بان بعد ان نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا الخميس كشف ان ايران ضاعفت مؤخرا قدرات موقع فوردو للتخصيب النووي تحت الارض، الوحيد الذي يعتبر في منأى من الضربات العسكرية.

كما احيت الوكالة الشكوك حول اهداف ايران النووية المتهمة بquot;عرقلةquot; جهودها لإجراء عملية تفتيش في موقع بارشين العسكري بعد ان ازالت طهران آثارا مشبوهة في الموقع.
واكد خامنئي ان ايران لا تسعى الى امتلاك السلاح الذري ولن تتخلى عن quot;حقوقهاquot; النووية.

ورفض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الجمعة اتهامات الوكالة بعرقلة التحقق من منشأة مشبوهة في موقع بارشين العسكري.
ونقلت الوكالة عن صالحي قوله ان quot;مثل هذه التصريحات لا اساس تقنيا لها. يعرف الخبراء انها مجرد حجج وانه لا يمكن تنظيف موقعquot; عبر القيام باشغال.

وحذرت واشنطن مجددا طهران من ان وقت الدبلوماسية لتسوية ملفها النووي لن يستمر quot;الى ما لا نهايةquot;. ودعت فرنسا من جهتها الى تشديد العقوبات ضد طهران.
كما كان للازمة السورية حيز خلال قمة عدم الانحياز.

وصرح بان خلال لقاء الجمعة مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الحكومة السورية يجب ان تكف عن استخدام أسلحة ثقيلة بعد اليوم.
وقال بان في مؤتمر صحافي بثه تلفزيون برس تي في الايراني الناطق بالانكليزية quot;ذكرت بأنه على جميع الاطراف وقف كل شكل من اشكال العنف والجزء الاكبر من المسؤولية يقع على عاتق الحكومة السورية التي عليها الكف عن استخدام اسلحة ثقيلةquot;.

والتقى بان الحلقي والمعلم على هامش قمة عدم الانحياز.
وخلال اول زيارة له لايران، قال الرئيس المصري محمد مرسي خلال إلقاء خطابه في قمة دول عدم الانحياز في طهران الخميس ان quot;النظام الظالمquot; اصبح quot;غير مشروعquot; في سوريا ما حمل الوفد السوري على مغادرة القاعة.
واكد خامنئي مجددا دعمه لنظام دمشق قائلا ان quot;ابرز المسؤولين الخفيين عن المشاكل المؤلمة في سوريا هم اميركا والنظام الصهيوني اللذين اغرقا سوريا بالاسلحة ودعما ماليا المجموعات غير المسؤولةquot; من المعارضة.

واضاف quot;ان الحكومة السورية هي الضحية في هذه الازمةquot;.
وأدان بان خلال القمة التصريحات quot;العنصريةquot; وquot;المهينةquot; للقادة الايرانيين الذين يدعون بانتظام الى تدمير دولة اسرائيل او ينكرون المحرقة.
كما دعا لهذه المناسبة النظام الايراني الى الافراج عن مئات المعتقلين السياسيين محذرا من ان quot;تضييق حرية التعبير والغاء عمل الناشطين الاجتماعيين لا يؤدي سوى الى عرقلة التطور وزرع بذور عدم الاستقرارquot;.