طمأن المجلس الوطني السوري المعارض الطائفة العلوية التي ينتمي اليها بشار الأسد، مؤكدا أنهم لن يتعرضوا لاعمال انتقام في حال سقوط النظام السوريّ.


بيروت: وجه المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين quot;رسالة الى العلويينquot;، طائفة الرئيس السوري بشار الاسد، دعاهم فيها الى عدم quot;القلق من انتصار الثورة والتغييرquot;، مؤكدا انهم لن يتعرضوا لاعمال ثأر او انتقام في حال سقوط النظام.

وجاء في هذه الرسالة التي تلقت فرانس برس نسخة منها quot;نطمئن اهلنا العلويين وجميع السوريين من كل الاتجاهات والتيارات والاطياف ومن جميع المكونات القومية والدينية والطائفية ان المسؤولية القانونية ستطال المرتكبين انفسهم فقطquot; في اشارة الى كبار المسؤولين في النظام من سياسيين وامنيين.

واضافت الرسالة quot;ليس لاحد ان يقلق من انتصار الثورة والتغيير الا من تلطخت ايديهم بدم الشعب وتورطوا بالفساد وسرقة المال العامquot;.

مقاتلون من المعارضة السورية المسلحة

وجاء ايضا في هذه الرسالة التي تتزامن مع استعار المعارك وتعثر مهمة المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي quot;لن نسمح باي اعمال ثأر او انتقام او اعتداء على الابرياء ممن لم يتورطوا بالارتكابات والقتل وسفك الدماء ونطمئن اخوتنا العلويين وجميع السوريين بان اوضاعهم في سوريا الحرة الدولة الديموقراطية المدنية التعددية القادمة ستكون افضل حالا بما لا يقاس من اوضاعهم اثناء حكم آل الاسدquot;.

وينتمي الرئيس السوري بشار الاسد وعدد كبير من اركان حكمه وخصوصا المسؤولين الامنيين، الى الطائفة العلوية المتحدرة من المذهب الشيعي، وينتشر ابناؤها بشكل خاص في شمال غرب سوريا على الساحل السوري.

وفي الوقت الذي تواصل فيه مسلسل العنف في سوريا الاثنين حاصدا 76 قتيلا بينهم سبعة اطفال، رسم المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي امام مجلس الامن صورة قاتمة للوضع في سوريا، معتبرا ان الاصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية quot;وما يجب القيام به هو التغييرquot;.

وبعد ان قدم احاطة حول الاتصالات التي قام بها بشأن الوضع في سوريا امام اعضاء مجلس الامن ال15 ادلى بتصريح صحافي قال فيه quot;ارفض التصديق ان اناسا عقلاء لا يدركون انه لا يمكن العودة الى الوراء، لا يمكن العودة الى سوريا الماضيquot;، في اشارة الى النظام السوري الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له منذ اذار/مارس 2011.

واكد الابراهيمي ان quot;القيام باصلاحات غير كاف، ما يجب القيام به هو التغييرquot; من دون تقديم ايضاحات اضافية.

واستبعد الموفد الدولي الى سوريا احراز quot;تقدم اليوم او غداquot; لتسوية النزاع في سوريا التي اعتبر ان الوضع فيها quot;بالغ الخطورة ويتدهور يوما بعد يومquot;، مضيفا ان quot;لا وجود لخطة كاملةquot; لتسوية النزاع حتى الان.

واوضح الابراهيمي انه quot;سيعود الى المنطقةquot; بعد ان يجري اتصالات خلال اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء، وقال quot;آمل في العودة لاحقا للقاء مجلس الامن ولاعرض له بعض الافكار حول كيفية التحرك مستقبلاquot;.

ورغم اشارته الى quot;المازقquot; الذي تمر به سوريا، اعرب عن امله في quot;احداث اختراق في مستقبل غير بعيدquot;.

وفي الكلمة التي القاها امام مجلس الامن اكد الابراهيمي ان ليس لديه حاليا quot;خطة عمل جديدةquot; لتسوية الازمة السورية، واشار الى المقترحات التي قدمها سلفه كوفي انان مشيرا الى ان خطة هذا الاخير تبقى quot;افضل سبيلquot; لحل الازمة، بحسب ما نقل دبلوماسي عنه.

وقال الدبلوماسي الجزائري ايضا ان نظام الاسد يقدر بخمسة الاف عدد الاجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة في سوريا وان دمشق تزداد اقتناعا بان الحرب الدائرة في البلاد هي quot;مؤامرة من الخارجquot;، بحسب ما قال لفرانس برس سفراء حضروا الاجتماع.

وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي للصحافيين ان خطة انان تبقى صالحة quot;في مضمونهاquot;. وقال quot;لدينا خطة. انها خطة (انان) من ست نقاط تبناها مجلس الامنquot; مضيفا ان المانيا quot;تدعم عمل الابراهيميquot;.

واضاف ان المانيا quot;ستستمر في السعي للحصول على موقف موحد في مجلس الامن وتحريك عملية سياسيةquot; في سوريا. وحاليا تعرقل روسيا والصين الجهود في مجلس الامن بعد ان استخدمتا الفيتو للحؤول دون تبني ثلاثة قرارات غربية للضغط على نظام دمشق.

واكد الابراهيمي ان تعذيب السجناء اصبح quot;امرا معهوداquot; وان السوريين باتوا يخشون التوجه الى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام.

واوضح ان 1,5 مليون شخص فروا من منازلهم وان البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية لان المحاصيل اتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.

ميدانيا، سجل الاثنين سقوط سبعة اطفال قتلى في غارات جوية وقصف مدفعي للجيش السوري النظامي. وبلغ عدد القتلى 76 هم 44 مدنيا وعشرة مقاتلين و22 جنديا، بحسب حصيلة اعدها المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقصف الطيران الحربي السوري مواقع في قلب مدينة حلب ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال من عائلة واحدة وتدمير عدد من الابنية، حسب المرصد.

وبثت المعارضة السورية شريط فيديو على موقع يوتيوب يظهر فيه احد الابنية وقد دمر تماما نتيجة القصف الجوي في حي المعادي في الوسط التاريخي لمدينة حلب حيث يتمركز معارضون مسلحون.

وشاهدت مراسلة لفرانس برس امام احد المستشفيات شرق مدينة حلب جثث ثلاثة اطفال ملفوفة بكفن ابيض في حين كان عدد من المقاتلين يخضعون للعلاج من جروح اصيبوا بها.

وقال مسعف يعمل في المستشفى لفرانس برس ان quot;طائرة قصفت ابنية امام المستشفى لافساح المجال المرة المقبلة لقصف المستشفى نفسهquot;.

واكد مراسل اخر لفرانس برس ان المعارك امتدت الى ساحة سعد الله الجابري وهي الساحة الاساسية في حلب.

كما قتلت فتاة صغيرة في غارة جوية استهدف حيا اخر في حلب حسب المرصد.

وشهدت احياء في العاصمة دمشق معارك وقصفا دمر ثلاثة منازل على الاقل.

وبحسب المرصد شمل قصف قوات النظام السوري الاثنين بلدات في محافظات حمص (وسط) حيث قصفت بلدات السعن وتيرمعلة والقصير ما اسفر عن مقتل امرأة وريف دير الزور (شرق) حيث سقط جرحى في قصف على قرى الحسينية والبغيلية.

وشمل القصف ايضا حماة (وسط) حيث سقط ايضا جرحى في بلدة ابو رمال ودرعا (جنوب) حيث قصفت مدينة داعل بينما قتل ستة جنود نظاميين في هجوم بعبوة ناسفة استهدف شاحنتهم في المحافظة.

من جهة ثانية افاد مراسلو فرانس برس الاثنين ان مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ اشهر عدة.

وافاد المراسلون انهم خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا احيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط امنية تابعة للنظام. الا انهم كانوا احيانا يقومون بالدوران حول ثكنات او بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وقال صحافي لفرانس برس زار منطقة ادلب في شمال غرب سوريا في آذار/مارس الماضي ثم زارها اليوم، انه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر الى قرى وبلدات عديدة.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في اغلب الاحيان ولا يتدخلون الا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

وسيطر الجيش السوري الحر على مدينة الاتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة اشهر اثر معارك ضارية لا تزال اثارها ظاهرة على منازلها.

ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر انهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.