كشف مسح حديث أن أعضاء المعارضة السورية يريدون في العموم حكومة ديمقراطية تحمي حقوق الأقليات، رغم أن كثيرين يريدون أيضاً دستوراً قائماً على الإسلام.


ثوار سوريون يدوسون صورة للرئيس بشار الأسد

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن تطلعاتهم تحظى بأهمية بسبب قول إدارة الرئيس باراك أوباما إنها أحجمت عن تسليح المعارضة، التي تتعرّض للضرب من قبل قوات الأمن السورية على مدار 18 شهراً، لأسباب عدة، منها الخوف من إثارة عنف طائفي. وكذلك وجود تخوف من إمكانية أن تصل الأسلحة في الأخير إلى أيدي المتشددين الإسلاميين الذين سيهددون الحلفاء في المنطقة.

ووجد المسح، الذي أجراه المعهد الجمهوري الدولي، الذي يدرّب ناشطي الديمقراطية حول العالم، أن هناك دعماً كبيراً للحكومة التي تعترف باحترام بالدين وتتعامل بتساوٍ مع كل الأديان. أما ثاني أبرز الخيارات فكان المتعلق بدستور quot;مبني على الإسلامquot;.

ونقلت الصحيفة عن إليزابيث أوباغي، محللة لدى معهد دراسة الحرب وساعدت معدي الدراسة في الوصول إلى شخصيات في تيار المعارضة، قولها: quot;معظم أفراد المعارضة من المسلمين السنّة، ويتسم تفكيرهم بالطابع الديمقراطي، لكنهم يريدون حكومة قائمة على نوع من أنواع الشريعة الإسلامية أو تتبع المبادئ التوجيهية الإسلاميةquot;.

وقد أجري المسح، الذي تم الكشف عن نتائجه في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، بمساعدة ﻣﺅﺳﺳﺔ ﺑﻳﻛﺗﺭ ﻻﺳﺗﻁﻼﻋﺎﺕ ﺍﻟﺭﺃﻱ التي تستعين بشبكات شخصية من أفراد المعارضة للوصول إلى 1168 مشاركاً عبر الإنترنت، بما في ذلك 315 فرداً من أفراد المعارضة في سوريا اعتباراً من الأول من حزيران/ يونيو وحتى الثاني من تموز/ يوليو.

قناص من المعارضة السورية

وعاودت أوباغي تقول إن كثيرًا من أفراد المعارضة السورية، الذين تحدثت إليهم، قارنوا ما يريدونه بالولايات المتحدة، موضحةً quot;الناس هنا متدينون، ونحن لدينا حكومة ودستور يتسمان بطابع علماني. لكن معظم القرارات التي تتخذ تكون مبنية على معتقدات دينيةquot;.

ورغم اتفاق الغالبية مع هذا الرأي، إلا أن المتشددين دينياً الذين يعرفون باسم السلفيين، الذين يسعون إلى الحكم وفقاً لرؤية محافظة للغاية للإسلام، يعتبرون أقلية صغيرة في المعارضة التي تنمو من حيث العدد والنفوذ، على حسب ما ذكرته أوباغي.

ومضت تقول في الإطار عينه كذلك إن عدد الجهاديين السلفيين يتراوح ما بين 800 إلى 1000 بين كل 60 ألف مقاتل مسلح. وأضافت أن غالبية المقاتلين هم من أطلقت عليهم اسم القوميين المتدينين الذين يحاربون من اجل الديمقراطية والمبادئ القومية، وإن كان الدين يمثل بالنسبة إليهم دوراً رئيساً، بينما يمثل الإسلاميون القريبون من جماعة الإخوان المسلمين ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل، وهي نسبة رأتها أوباغي كبيرة في صفوف المعارضة، وإن أكدت أنها لا تشكل الغالبية حتى الآن.