التشاؤم هو القاسم المشترك بين عدد كبير من المعارضين السوريين إزاء نتائج مؤتمر باريس للمعارضة السورية المقرر عقده الاثنين في فرنسا، الا أن الآراء اختلفت حول أسباب انعقاد المؤتمر، وشعاره غير المعلن أي الرغبة الدولية في استهداف الاسلاميين.


لندن: رأى زاهر إحسان بعدراني، رئيس تيار المستقبل السوري المعارض، في تصريح لـquot;ايلافquot; إن الهدف من الدعوة لعقد هذا المؤتمر، في ظلِّ الظروف الحالية التي تمرُّ بها سوريا داخليًا، خصوصًا تقدُّم الثوَّار المُذهل على الأرض وبإمكانياتهم المحدودة، هو الانقلاب على الثوَّار، وجُلّهم من أنصار التيار الإسلامي بوجهيه المعتدل والمتشدّد، يجتمعون على إقامة دولة الإسلام مع اختلاف الرؤية لآلياتها.

قال بعدراني: quot;هناك محاولةُ لتصحيحِ خطأ التَّقصير عبر دعم وتمويل وتسويق الأحزاب والتَّيارات العلمانية أو الليبرالية ومن شابههم، ممَّن يؤمنون بفصل الدّين عن الدّولة، ودفعهم نحو التجمع في كيانٍ يكون بمستوى العَلَم الذي رُفِعَ في أوَّل ثورتنا، والمحافظة عليه بعدما غيَّبه سوادُ راية العُقاب النبويَّة المُحمَّديّة، وصولًا إلى توليد كيانٍ جديدٍ بولادة قيصريّة وبمقاييس فرنسيّة، هدفه تحجيمُ دور الائتلاف والمجلس الوطني بتعطيل محرّكهما الأساس، أي جماعة الإخوان المسلمين، فزَّاعةَ الغربquot;.

على الحبلين

أشار بعدراني إلى محاولة خلق محاورين باسم الشعب السوري، يرضون بطبخة تقسيم سوريا، التي يجري إنضاجها على نارٍ أميركية - روسيّة.
قال: quot;في ظلِّ هذه الرؤية، لن يكون هناكَ ما يُقدَّم للشعب المسكين إلا الوقت الكافي ليحسمَ النظام أو الثوار المعركة، فإن كانت العلبة للنظام، الفريقُ المُساهم في قيادة المرحلة القادمة قيد الإعداد الفرنسي، وإن كانت للثوار، فلا بدَّ من مؤتمرٍ سريع لأخذ قرار الحسم العسكري، وتمكين الفريق المُعدّ فرنسيًا لقيادة مرحلة ما بعد بشار الاسد، وعلى رأس أولوياته اقتلاع الغول الاسلامي الذي نما من جديد quot;.
وشدد بعدراني على أن هذا المؤتمر هو quot;مؤتمر الفتنة بين معارضة الخارج وتقسيمهم من جديد بين مؤمن وغير مؤمن، وبين يمين متطرِّف ويسار مُتطرِّف، في صراع يطحنُ ما بقي من وطنٍ ومواطنquot;.
وختم قائلًا: quot; في نهاية الامر، سيهنأ بشَّار الأسد بترتيب آخر أوراقه، فإما دولةٌ و كيانٌ مستقل، أو خروجٌ آمنٌquot;.

عقدة ذنب فرنسية

أيّدت الصحافية والناشطة السورية خولة غازي بعدراني في تقدير نتائج مثل هذه المؤتمرات على الشعب السوري، وانها لن تقدم جديدًا، لكنها قالت لـquot;ايلافquot; إن الصراع صراع مصالح، وإن الاسلاميين مجرد أداة بيد الممولين.
أضافت: quot;يشعر الاسلاميون الآن أكثر من ذي قبل أنهم مستهدفون، خصوصًا بعدما ساعدهم المال الخليجي على الظهور العلني في سوريا، فباتوا في دائرة الضوءquot;.
ورأت غازي أن ظهور الاسلاميين حرّف مسار الثورة السورية، وأن المجتمع الدولي لن يناصر أي جماعات متشددة أو أي جماعات مشرذمة من دون ضابط ايقاعquot;.
من ناحية أخرى، لفتت إلى أن فرنسا تشعر بعقدة الذنب تجاه السوريين، وتحاول جذب العلمانيين طالما هي تحارب الاسلاميين في شمال مالي، quot;وهذا الوضع الجديد ضيّق من أفق تصريحات الفرنسيين وجعلها محكومة في إطار متهاوِquot;، مؤكدة أن موقف الفرنسيين ينسحب على بقية الدول، وأن الكل في انتظار ما سيرثه، لأن أساس اللعبة الدولية مصلحة كل دولةquot;.