في الخامس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، يحتفل العالم المسيحي بعيد الميلاد المجيد، أي بميلاد يسوع الناصري، وبعده برأس السنة الجديدة، على الرغم من أن لا دلالة واضحة على أن هذا التاريخ هو فعليًا يوم ولادة الناصري، ولا ذاك بداية السنة الميلادية.


بيروت: ارتبط عيد الميلاد برأس السنة الميلادية الجديدة، إلا أن الأدلة التاريخية تؤكد أن أقرب احتفال برأس السنة كما نعرفه اليوم حصل في العام 2000 قبل الميلاد، في بلاد ما بين النهرين أي في العراق، إلا أن التوقيت كان مخالفًا.

لم يكن الأول من كانون الثاني (يناير) بداية العام، إلا حين قررت الكنيسة الكاثوليكية في روما اعتماده بداية للسنة الميلادية، وكان ذلك في العام 1582. فالرومان القدامى احتفلوا برأس سنتهم في الأول من آذار (مارس)، واحتفلت به ثقافات عند الاعتدال الخريفي، وأخرى أثناء الانقلاب الشتوي.

كان الاحتفال كنسيًا عامًا، أو يتبع تقاليد الشعوب، التي كانت ترى في هذا اليوم قطعًا مع عادات سيئة وابتداءً بعادات جيدة، من دون هدايا واحتفالات... حتى كان الفرس أول من بدأ بتقديم البيض في هذه المناسبة تبركا بالخصوبة.

صينيون وهنود حمر

كان الأميركيون أول من أطلق الألعاب النارية في رأس سنة 1904 في تايمز سكوير في نيويورك. ثم بدأوا في العام 1907 بإضاءة كرة رأس السنة. لكنها في الحقيقة عادة دينية تتمثل في طقس عبادة جماعي، إذ اعتقد المزارعون القدماء أن الأرواح الشريرة هي السبب في إتلاف محاصيلهم الزراعية، فكانوا يتجمعون ليلة دخول السنة الجديدة ويقرعون الطبول وينفخون في الأبواق بقوة لطردها.

واعتقد الصينيون أن قوات النور أو quot;يانغquot; كانت تهزم قوات الظلام quot;ينغquot; كل عام، فكان الشعب يجتمع ليلة دخول السنة الصينية لقرع الصاجات وتفجير الألعاب النارية. ولعب الهنود الحمر دورًا في المسألة، إذ أضافوا إليها شرب الخمر والأغاني والرقصات، وأخذها منهم المستعمرون الهولنديون.


عن الوثنية

في الميلاد، تقول دائرة المعارف الكاثوليكية في طبعة العام 1911: quot;لم يكن عيد الميلاد واحدًا من الأعياد الأولى للكنيسة الكاثوليكية، وأول دليل على هذا الاحتفال جاء من مصر، فقد تحولت العادات الوثنية الخاصة ببداية شهر كانون الثاني (يناير) في التقويم الروماني القديم إلى عيد الميلاد.

ويعترف الآباء الكاثوليك بأن الكتاب المقدس لم يسجل أن أحدًا كان يحتفل أو أقام مأدبة كبيرة بمناسبة يوم ميلاده، إن الآثمين والخطأة مثل فرعون وهيرودوس هم وحدهم الذين يجعلون من يوم مجيئهم إلى هذا العالم مناسبة للابتهاج العظيمquot;.

لا معرفة مؤكدة

ينقل الباحث الأميركي هربرت أرمسترونغ عن دائرة المعارف الأميركية، طبعة العام 1944، الآتي: quot;وفي القرن الرابع الميلادي، بدأ الاحتفال لتخليد ذكرى هذا الحدث، وفي القرن الخامس أمرت الكنيسة الغربية بأن يحتفل به إلى الأبد في يوم الاحتفال الروماني القديم بميلاد سول، نظرًا لعدم معرفة ميلاد المسيح معرفة مؤكدةquot;.

يضيف أرمسترونغ: quot;المسيح لم يولد في الشتاء، وفق أدلة من الأناجيل مفادها أن الرعاة كانوا يحرسون أغنامهم ليلًا وقت ميلاد المسيح، وهو ما لم يكن يحدث في فلسطين شتاءً، إنما قبل منتصف تشرين الأول (أكتوبر)quot;.