يستمر الناشطون السوريون في ابتكار الوسائل التي تعوض عنهم حرمان عقود من الحرية، والتي تعضد صمودهم. وإذاعة بلدنا الجديدة تصب في هذا المنحى التطوعي الجامع بين الشتات السوري.


دمشق: إذاعة quot;بلدناquot;، وليد جديد ينضم إلى سلسلة الوسائل الإعلامية التي نمت في ظل الثورة السورية، بعد عشرات السنوات من التعتيم والتضييق الإعلامي الذي مارسه النظام على الإعلام السوري وكوادره.

لا تنتمي هذه الإذاعة إلى أي تيار سياسي أو حزب، بل تسعى إلى إيصال صوت أبناء سوريا وتحقيق التواصل في ما بينهم، في الداخل والخارج. quot;إيلافquot; التقت أبو عمر، المسؤول عن الإذاعة، فتحدث عن وسيلته الإعلامية التي يراد لها أن تكون معبرة عن فكر الثورة وأداة للتواصل بين جميع السوريين.

يقول: quot;الإذاعة مشروع عن منظمة ميثاق سوريا، وهي منظمة مدنية قوامها تجمع من مثقفي الشباب الوطني، الساعي إلى إحلال السلم في المجتمع والمساهمة في تطويره وتقدمه في مراتب الحضارة الإنسانيةquot;.

في ما يأتي نص الحوار:

ما هي إذاعة بلدنا؟ وما الرسالة التي تود إيصالها؟

إذاعة quot;بلدناquot; سورية تم إطلاقها عبر الانترنت، وستبث على أثير الموجة القصيرة قريبًا، كي تصل السوريين في ما بينهم، مقيمين في سوريا وفي المهاجر المختلفة. همها الأول التأسيس لفكر سوريا الجديدة ما بعد زوال الحكم الاستبدادي. وتقوم على إذاعة بلدنا مجموعة من نشطاء الثورة السورية، لدى بعضهم تجارب إعلامية سابقة، والأغلبية لم تربطهم بالإعلام أي علاقة مسبقة. وتتكون أسرة الإذاعة من ستين عضوًا من جميع أرجاء سوريا، يقيمون داخل سوريا، وفي أنحاء مختلفة من دول العالم.

تعددية فكرية

هل تنتمي الإذاعة أو العاملون فيها لتيار سياسي معين؟

لا أبدًا، لا سقف للحوار عبر إذاعة بلدنا، ولا نمارس أي رقابة فكرية على محتويات مواد الإذاعة قبل البث. والعاملون في الإذاعة متطوعون ينتمون إلى تيارات فكرية متعددة ومختلفة، وهم من مناطق سورية متعددة. فالإذاعة مشروع عن منظمة ميثاق سوريا، وهي منظمة مدنية قوامها تجمع من مثقفي الشباب الوطني، الساعي إلى إحلال السلم في المجتمع والمساهمة في تطويره وتقدمه في مراتب الحضارة الإنسانية.

كيف وجدتم تجاوب الشارع السوري مع الإذاعة؟

رائع، الشعب السوري شعب إيجابي ويحب الروح الإيجابية في محتويات برامج إذاعة بلدنا. التفاعل ممتاز مع موقع الإذاعة على الانترنت وصفحتها على موقع فايسبوك وحسابها على موقع ساوندكلاود.

مصاعب.. لكن نستمر

كيف تواجهون مصاعب الاستمرار في ظل انتماء معظم العاملين إلى مجال العمل التطوعي؟

أكبر مصاعبنا انقطاع الكهرباء والإنترنت لدى العاملين في الإذاعة في سوريا. لكن روح التعاون والولاء للوطن هي القيم الأولى التي تدفع الشباب المتطوعين إلى الاستمرار بالعمل على الرغم من كل الصعوبات، وروح التطوع ممتازة في النشطاء السوريين. كما نقوم بتطوير خبراتنا كفريق عامل في الإذاعة باستمرار، من خلال التعاون مع منظمات شبابية أخرى حول العالم، يقدمون لنا خبراء للتدريب، أو يتبرعون بتكاليف السفر كي نتمكن من الاجتماع لتبادل الخبرات.

ما الموضوعات التي تقومون بالتركيز عليها في الإذاعة؟

أكثر ما نركز عليه هو التوعية السياسية والفكرية، وبرامج الدعم النفسي، والبرامج التي تساعد السوريين في كل مكان على التواصل وتبادل الآراء والحوار، من جميع الأطراف. فأكثر من 40 في المئة من السوريين بعيدون عن الوطن بسبب اللجوء في دول عديدة. فبينما يقيم في سوريا 22 مليوناً من السوريين، يعيش في المغتربات حول العالم نحو 17 مليوناً آخرين، يعشقون سوريا ويرغبون بتقديم أنفسهم وخبراتهم لخدمة وطنهم وشعبهم في سوريا.