يواجه الإسلاميون في مصر تحدياً جديداً بعد قيام نشطاء مصريين معارضين بتنظيم رقصة quot;هارلم شيكquot; الشهيرة أمام مقر الجماعة في القاهرة، ليس هذا فحسب بل أن الناشطين توعدوا بتحويل الأمر إلى ظاهرة تتكرر يوم الخميس من كل اسبوع.


القاهرة: فيما وصف بالتحدي الجديد للتيار الإسلامي، وفي إطار الإحتجاجات المتصاعدة ضد الرئيس المصري محمد مرسي، أدى المئات من الشباب رقصة quot;هارلم شيكquot;، أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، بالقاهرة، حيث يتواجد مكتب الإرشاد. وردد الشباب هتافات معادية للإخوان ومرسي، ومنها: إرحل.. إرحل يا مرسيquot;، على أنغام الدي جي.

تحدٍّ جديد

جاءت تلك النوعية الجديدة من الإحتجاجات لتمثل تحدياً جديداً، للسلطة الإسلامية في مصر، لاسيما أن مشروعهم الأساسي، هو إقامة الخلافة الإسلامية، وتطبيق الشريعة، بما يحرم الكثير من المظاهر غير الإسلامية، ومنها الأغاني والرقص، لكن يبدو أن ثمة تحدياً حقيقياً يواجهه الإسلاميون، وقد لا يستطيعون إجتيازه بسهولة.

الرقص بالإستبن

وأطلق الشباب الألعاب النارية والشماريخ في سماء منطقة المقطم، أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان، ورقصوا الهارلمشيك على أنغام الدي جي، حاملين quot;الكاتشوكquot;، وارتدى بعضهم جلاليب، ووضعوا على وجوههم اللحى، في إشارة ساخرة من الإسلاميين.

وهتف الشباب quot;يسقط حكم المرشدquot;، وquot;إرحل إرحل يا مرسيquot;، كما وضعوا على رؤوسهم أشكال quot;خرفانquot;، في إشارة إلى أن النشطاء على فايسبوك، يشبهون أعضاء الجماعة بـquot;الخرفانquot;، نظراً لأن الجماعة تقوم على السمع والطاعة للمرشد العام، ويأتمرون بأمره، وهو ما يعتبره النشطاء المعارضون، أن الجماعة تدار بمنطق قطيع الأغنام.

ليست للشواذ

وقال وليد جاد، عضو بصفحة quot;هارلمشيك مصرquot;، التي شاركت في تنظيم الرقصة، لـquot;إيلافquot; إن الرقصة معروفة عالمياً، مشيراً إلى أن مدتها تتراوح ما بين 15 و30 ثانية. وأضاف أنها لا تعتبر رقصة للشواذ جنسياً، حسب ما يروج الإسلاميون في مصر وتونس، موضحاً أنها لا تؤدى بالملابس الداخلية، ولا تحتاج إلى خلع الملابس، كما هو الحال في رقصات quot;الإستربتيزquot;.

ولفت إلى أن الشباب الاربعةالذين تعرضوا للإعتقال على خلفية أدائهم لتلك الرقصة، ساهموا في تشويهها، عندما خلعوا ملابسهم، ورقصوا بالملابس الداخلية فقط، فتصور الناس أنهم شواذ جنسياً واعتدوا عليهم بالضرب واستدعوا الشرطة لهم، وألقي القبض عليهم، بتهمة إرتكاب فعل فاضح في الطريق العام.

وقال إن المئات من الشباب شاركوا في الرقص أمام مقر المرشد العام للإخوان وهم يحملون quot;إستبناًquot;، وهي إطار الكاتشوك الإحتياطي للسيارة، في إشارة إلى أن الرئيس محمد مرسي، كان المرشح الرئاسي الإحتياطي للإخوان.

ولفت إلى أن فعاليات الإحتجاج، لم تشهد أياً من مظاهر العنف، ولم يتم التعرض للمقر أو أي من المنشآت العامة أو الخاصة بالضرر.

الرقص أسبوعياً

ونبّه إلى أن الدعوة للرقص أمام مقر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، جاءت بعد إلقاء القبض على هؤلاء الشباب، مشيراً إلى ضرورة الإفراج عنهم، لأنهم لم يرتكبوا جريمة، ولم تكن بحوزتهم مخدرات، ولا ينبغي معاملتهم مثل المجرمين.

وأضاف أن الرقصة تمثل أحد المظاهر الإحتجاجية الجديدة للمصريين ضد حكم الإخوان، منوهاً بأنه سيتم تنظيم العديد من الرقصات الجماعية أمام مقرات الإخوان، ولاسيما حزب الحرية والعدالة، ووزارة الداخلية، وقصر الإتحادية، ولفت إلى أن الفعاليات سوف تتم يوم الخميس من كل أسبوع.

ولاقت دعوة الشباب صدى واسعاً على صفحات التواصل الإجتماعي، لاسيما فايسبوك وتوتير، وبدأت الدعوة على صفحة quot;النضال الثوري الساخر، وأعلن نحو 12 ألف شخص نيتهم المشاركة في الرقص أمام مكتب الإرشاد، لكنّ المشاركين الفعليين كانت أعدادهم تتراوح ما بين ألف والف و500 شخص على اقصى تقدير.

وانتشر العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في محيط المقر، من أجل حمايته، فيما أغلقوا أبوابه بـquot;الجنازيرquot; والسلاسل الحديدية، ونقلوا جميع المقتنيات الثمينة خارج المقر منذ أمس الأربعاء، تحسباً لوقوع أعمال عنف، أو محاولة حرق المبنى، كما حدث أثناء الإحتجاجات التي وقعت في نهاية العام الماضي.