جدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان تمسكه بسياسة النأي بالنفس إزاء الأزمة السورية، مشددًا على ضرورة أن يعكس أي موقف أو إقتراح من قبل الوزراء اللبنانيين هذه السياسة.


بيروت: أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال اجتماعه مع عدنان منصور وزير الخارجية والمغتربين السبت quot;أن أي موقف أو إقتراح من قبل المسؤولين والوزراء اللبنانيين، وتحديدًا وزير الخارجية، في المحافل الدولية، يجب أن يعكس سياسة النأي بالنفس من دون أي التباس، ويستوجب التشاور المسبق في شأنه مع رئيس الجمهورية، الذي يتداول بدوره هذا الموضوع مع رئيس الحكومةquot;.

كما نوه في هذا الصدد إلى اعتماد مجلس الوزراء اللبناني سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، فضلًا عن التوافق بشأنها في هيئة الحوار الوطني. يذكر أن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور طالب في كلمة له، أمام مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته التاسعة والثلاثين بعد المائة، بإلغاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وأثارت تلك الدعوة انتقادات واسعة داخل لبنان؛ باعتبارها خرقًا لـquot;سياسة النأي بالنفسquot;، التي يقول لبنان إنه يتبعها بشأن الأزمة السورية.

وكانت الجامعة قد قررت في تشرين الثاني (نوفمبر)2011 تجميد مقعد سوريا، متهمة النظام بقمع الاحتجاجات التي بدأت سلمية في آذار (مارس)من العام نفسه للمطالبة بإصلاحات سياسية.

وفور عودته من القاهرة إلى بيروت، تلقى الوزير منصور رسالة من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. وفي البداية نفى الوزير أن تكون الرسالة قد وصلته، ثم عاد واعترف مساء أمس الجمعة بوصولها إلى مكتبه، بينما كان يقدم العزاء في السفارة الفنزويلية في وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.

وردًا على هذا النفي، هددت الأمانة العامة لرئاسة الحكومة اللبنانية بنشر الرسالة التي وجّهتها إلى منصور على خلفية دعوته الجامعة العربية إلي رفع تعليق عضوية سوريا.

وكانت مصادر مقرّبة من رئيس الوزراء قد صرّحت لـquot;الأناضولquot; بأن quot;الرسالة جاءت بقرار من ميقاتي؛ بعدما تكررت مواقف منصور التي لا تعبّر عن توجهات الحكومةquot;، وفقًا للمصادر.

وبينما رفض منصور الإفصاح عن مضمون الرسالة، قالت تقارير صحافية لبنانية السبت إنها quot;رسالة شديدة اللهجة تلومه (وزير الخارجية) على موقفه من الملف السوري، وتجاوزه سياسة الحكومة القائمة على النأي بالنفسquot;.

وقد انتقدت قيادات المعارضة، وعلى رأسها سعيد الحريري زعيم quot;تيار المستقبلquot;، موقف وزير الخارجية، وشنّت هجومًا حادًا على الحكومة، التي يشارك فيها حزب الله، حليف رئيس النظام السوري بشار الأسد.

بينما اعتبر رئيس كتلة quot;حزب اللهquot; البرلمانية محمد رعد أن موقف وزير الخارجية يعبِّر بكل quot;دقة ومسؤولية وطنية وقومية عن الموقف الرسمي اللبناني إزاء الأزمة السوريةquot;.

وتسلم الرئيس الللبناني السبت دعوة رسمية من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني عبر سفير قطر في بيروت سعد المهندي من أجل حضور القمة العربية في الدوحة يومي 26 و27 من الشهر الجاري.

وانتهت مداولات وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الأسبوع الماضي إلى دعوة quot;الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريةquot; إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة.