أروى بغدادي quot;نفرتquot; إلى أرض اليمن، أبرز أخبار المملكة مع ساعات صباح الثلاثاء الأولى، حيث غرّدت المعتقلة السابقة قائلة إنها هناك رغم أنف الطغاة.
أروى بغدادي هي ثاني أكثر اسم تردد خلال الفترة الماضية بصحبة رفيقة فكرها المعتقلة السابقة هيلة القصير، المحكومة في قضايا إرهابية والتي تقضي عقوبتها المتبقية في بيتها بعد نحو ثلاث سنوات من السجن الحكومي.
quot;نفيرquot; البغدادي ربما لم يكن مفاجئاً لمراقبي الحراك quot;القاعديquot; في المملكة، لكنه بالتأكيد كان كذلك لقطاعات واسعة من الشعب السعودي الذي كان يتابع بإسهاب حراك عدد من رجال الدين وبعض ممن يتسمون بالحقوقيين ومناضلي حق الرأي.
السعودية شهدت في الآونة الأخيرة وإثر أحداث الربيع العربي سلسلة من الاعتصامات والتظاهرات خصوصا في مدينتي الرياض وبريدة، يطالبون من خلالها إطلاق سراح سجناء، وكل هؤلاء المعتقلين تتهمهم الحكومة بقضايا إرهابية عملا وتمويلا ودعما لوجستيا أو فكريا.
ويخص المتظاهرون المعتقلين الإسلاميين دون سواهم ممن لديهم قضايا فكرية أخرى، في وقت يكاد يكون القاسم المشترك بين غالب المعتقلين في المملكة هي فكرة الإسلام، إذ إن الكثير من قضاياهم تتعلق بالإرهاب، وقليل اعتقلوا على ذمة الاساءة للإسلام.
التظاهرات بدأت بأعداد قليلة وتوسعت حتى أصبحت بالعشرات، إلا أن اللافت فيها هو بروز العنصر النسائي حتى صارت المرأة طاغية فيها خصوصاً في تظاهرات مدينة بريدة قبل نحو شهر.
وخلال تلك الفترة برزت أسماء لنساء معتقلات أبرزهن هيلة القصير التي طالب بها قائد القاعدة السابق في اليمن سعيد الشهري، وكذلك أروى بغدادي.
مركز القاعدة في جزيرة العرب فرع اليمن لم يعلن حتى اللحظة تأكيداً لوصول البغدادي إلى هناك، إلا أن عائلة البغدادي لم تنف الأمر كذلك.
وانتشرت قصص لمعاناة أروى في السجون السعودية، إذ استمر اعتقالها أكثر من عام إثر مقتل شقيقها محمد بغدادي في عملية أمنية في طريق صحراوي وهو يتخفى بملابس نسائية قبل نحو سنتين ونصف، فيما يقضي شقيقها الآخر أنس عقوبة السجن للأسباب الإرهابية نفسها.
القصص الكثيرة تقول في غالبها إن أروى تعرضت لانتهاكات فظيعة، فيما يسجل الواقع أنها تملك ابنين من زوجها السجين ياسين العمري، وهما أسامة خديجة، وكلاهما خرجا للدنيا رغم أن والدهما سجين.
وخديجة حملت بها والدتها خلال فترة اعتقالها، ومن المعروف أن أنظمة السجون السعودية تسهل التواصل بين الزوجين مهما كانت قضيتهما .
أروى خرجت في منتصف العام الماضي 2012، وتواردت الأنباء حينها بانها مراقبة من جهاز المباحث السعودي، وآخرون قالوا انها تخضع لبرنامج المناصحة، إلا أنها قالت في تدوينة لها حينها إن المناصحة ليست إلا برنامج تجنيد لوزارة الداخلية السعودية.
أروى قالت في تغريداتها اليوم الثلاثاء إنها في اليمن، وإنها quot;نفرت إلى أرض الجهادquot;، وأن ذلك حدث quot;رغم أنف الطاغيةquot;، و قالت أيضا quot;إخوتي في سجون الجزيرة، سنثأر لكم وسنحرركم بأناس، الموت أحب إليهم من الحياة فاستبشروا بالخيرquot;.
وتواصل البغدادي تغريداتها quot;أبلغ شباب أمتي الذين تركوا ساحات الجهاد وفرغوها، أنكم تركتموها لنا نكمل فراغكمquot;.
السعوديون أنشأوا مباشرة صفحة خاصة في موقع التواصل الاجتماعي الشهير quot;تويترquot; باسم أروى بغدادي، وهناك تتضح سلسلة التراجعات والمساجلات الفكرية بين المتحاورين، إلا أن الأبرز في تلك الصفحة هو الغياب الكامل لوجوه شهيرة في الخط الإسلامي ومنهم أكاديميون كانوا يطالبون بإطلاق سراحها و باقي الإسلاميين.
وتبرز أيضا دعوات من quot;جهاديينquot; استغلوا الصفحة لجذب الفتيات والشباب لخط القاعدة الفكري، إذ قال أحدهم إن أروى اختارت quot;بلد الحرية (اليمن)quot;، وإنها الآن بصحبة quot;الأنصار من قبائل اليمنquot;، وشهدت الصفحة حملة إعلامية بأسماء مستعارة تمجد موقف بغدادي وتدعو quot;نساء الجزيرة للنفيرquot;.
بغدادي لم تعلن في تغريداتها عن كيفية quot;نفيرهاquot; وهي على ذمة زوج معتقل، وذلك يعني أنها تلقت مساعدة من داخل أسرتها وتنسيقا عالي المستوى من اليمن، على اعتبار أن شرط المحرم مقدس في أدبيات الخط الإسلامي المتشدد، إلا أن quot;الضرورةquot; تقضي بحسب الأدبيات ذاتها إباحة المحرمات.
التعليقات