بعد استقالة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي سُمي النائب تمام سلام في الإستشارات النيابية رئيسًا للحكومة العتيدة، فهل سيتمكن من تشكيل حكومته وكم من الوقت سيستغرق تشكيلها؟.


بيروت: منذ العام 2005 حتى اليوم لم يكن تجاوز مرحلة التكليف سوى الخطوة الأولى لرؤساء الحكومات المتعاقبين، فتشكيل الحكومات كان هو الأصعب، فالحكومة الأولى لفؤاد السنيورة التي شكلها في 19 تموز/يوليو 2005 استغرق تأليفها تسعة عشر يومًا، أما الحكومة الثانية فتم تشكيلها في الحادي عشر من تموز /يوليو بعد 44 يومًا من تكليفه.

اما سعد الحريري الذي كلف للمرة الأولى في 27 حزيران/يونيو 2009، قدم تشكيلته بعد 72 يومًا على تكليفه لكن فريق 8 آذار/مارس لم يوافق عليها فاعتذر عن تشكيل الحكومة ليعاد تكليفه في 16 أيلول/سبتمبر 2009. هذه المرة تمكن الحريري من تشكيل حكومته في 9 تشرين الثاني/نوفمبر أي بعد حوالي شهرين.

في حين أن حكومة نجيب ميقاتي شكلت في 13 حزيران/يونيو 2011 أي بعد حوالي خمسة أشهر من تكليفه.

بعد استقالة نجيب ميقاتي تمت تسمية النائب تمام سلام في الإستشارات النيابية، فهل سيتمكن من تشكيل حكومته وكم من الوقت سيستغرق تشكيلها؟

ضوء اخضر بتسهيل الامور

يرى النائب نضال طعمة ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن الاجماع الذي هبط في تكليف تمام سلام لرئاسة الحكومة يثير الكثير من التساؤلات، وهناك ضوء أخضر من مكان ما بتسهيل مهمة تأليف الحكومة، ويلفت طعمة الى وجود صعوبات عدة في تأليف الحكومة وشكلها بالدرجة الاولى، وبيانها الانتخابي وهل ستتضمن الجيش الشعب والمقاومة، وليس من المفروض أن تكون هناك مواجهة مع أحد لا حزب الله ولا غيره، ولكن لا بد أن يكون هناك تشديد على اولوية الدولة، التي وحدها تحمل السلاح وتعلن السلم والحرب في لبنان، وسوف تصادف الحكومة بعض الصعوبات في تأليفها، لان الانانية موجودة عند البعض، وحب التسلط ايضًا، ولكن شخصية رئيس الحكومة التي تتميز بالسماحة وتعرف كيف تتدور الزوايا، نتمنى الا تكون هناك صعوبات تواجهها في المستقبل.

عن الضوء الاخضر لتسهيل مهمة تأليف الحكومة يقول طعمة إنه أتٍ من السعودية وايران كما يشاع، واليوم يمكن للمرة الاولى نشهد رئيسًا للحكومة في لبنان لا يكون لسوريا رأيها فيه بطريقة مباشرة، ولكن العلاقات الدولية لا يمكن للبنان أن يتجاهلها، ولا شك أن هناك ضوءًا أخضر من السعودية لتسهل ايران بطريقة ما بعدما التمسوا أن الوضع في سوريا يحتاج الى نهاية وخلاص، ويمكن هناك تخوف داخلي من فتنة لا سمح الله بين السنة والشيعة، ويحتاج حزب الله الى مرونة للابتعاد عن تلك الفتنة.

ويلفت طعمة الى أن المعارضة والموالاة ستبقيان حتى لو تغيرت التسميات، وسيبقى هناك رأيان، الاول يقول بلبنان اولاً ويؤمن بالدولة اللبنانية، وفريق آخر يؤمن بايران وسوريا اولاً، ولكن وجود الارتياح الذي شكّله تكليف تمام سلام رئيسًا للحكومة، سيخفف من الحدة والكيدية في التعاطي السياسي، ولكن سيبقى هناك فريقان الاول متشبث بالدولة وكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وفريق لديه اولويات خارج الدولة اللبنانية، مع ملحقين يبحثون عن مصالحهم الشخصية هنا وهناك.

ويرى طعمة أن هذه الحكومة ستنجز بند قانون الانتخابات لأن هناك اجماعًا لمسناه بالامس بين البطريرك الراعي والقوات اللبنانية وغيرهما من الفرقاء، حيث هناك توجه اليوم نحو القانون المختلط، بحيث لم يعد قانون الستين في الواجهة وذهب الى غير رجعة، والقانون المختلط عرف توافقًا بنسبة 99%، هو نصف نسبي ونصف اكثري.

ويؤكد طعمة أن الانتخابات ستتأجل تقنيًا بضعة اشهر وستعود بعدها.

ويرى طعمة أن تمام سلام تحدث عن حكومة مصلحة وطنية وكل التوجه بمن فيهم رئيس الجمهورية أن يكون هناك نوع من الوحدة الوطنية وكل الاطراف ممثلة فيها.

اجماع على التأليف أيضًا

بدوره يرى النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) لـquot;إيلافquot; أنه اذا ما تمت الامور وفق ما هو يجب أن تكون عليه، لتسهيل عملية التأليف، وما اعلنته المقومات السياسية التي اجمعت على تسمية الرئيس المكلف تمام سلام، فيجب السير في ترجمة هذا الاجماع في مسيرة التأليف كما كان عليه التكليف، واذا ما كانت الامور على هذا النحو فإن الاتجاه لتسهيل تأليف الحكومة، لكن نعرف تمامًا، يضيف قاسم أنه منذ مدة وعملية تأليف الحكومات اللبنانية اصبحت تأخذ بعضًا من الوقت حتى في حكومات الوحدة الوطنية، والفريق الواحد، اذا ما صح التعبير، كان هنالك وقت نسبي طويل لتشكيل الحكومات، ولكن نأمل في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي اتت بهذا الاجماع والسرعة في التأليف أن تسير على النحو ذاته في التأليف، والجميع اعلن وبشكل واضح عن تسهيله لعملية تأليف الحكومة.