انتقد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر دعوات رئيس الوزراء نوري المالكي إلى المصالحة السياسية، معتبرًا أنها جاءت متأخرة. وسخر الصدر من عناق المالكي لخصومه متسائلًا: quot;هل التقبيل والمعانقة تمحي المفخخاتquot;؟


لندن: قال الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إن دعوات المالكي إلى تصالح السياسيين جاءت متأخرة وتساءل قائلاً هل أن التقبيل والمعانقة تمحي المفخخات وأكد دعمه للمتظاهرين في جنوب البلاد المطالبين بالخدمات والكهرباء وحذر من مظاهرات شعبية لا حزبية ولا طائفية كالتي في مدينة الناصرية حاليًا والإعتصامات المستمرة فيها منذ ايام.

جاء ذلك في رد للصدر على سؤال وجهه له احد المواطنين يقول فيهquot;إن بلدنا بلد الخيرات والثروات وما زال الفرقاء السياسيون منشغلين بالمشاكل والصراعات تاركين شعبهم يعيش ذلة البحث عن لقمة العيش وتوفير الخدمات التي هي من حقوقه المشروعة، وهذه الايام تشهد محافظة الناصرية تظاهرات المظلومين المطالبين بتوفير الخدمات لهم وهي مازالت مستمرة لحد الآن فهل لديكم رأي بذلك؟quot;.

وقد اجاب الصدر على ذلك في بيان اطلعت عليه quot;إيلافquot; قائلاً إن دعوات رئيس الوزراء نوري المالكي للتصالح جاءت متأخرة، مخاطبًا إياه quot;هل التقبيل والمعانقة تمحي المفخخاتquot;؟.. وحذر من تظاهرات شعبية لا حزبية ولا طائفية داعيًا السياسيين إلى الكف عن البعد عن الله وعن الشعب ودعاهم إلى خدمة الشعب وحذرهم قائلاً quot;والا اذنوا بتظاهرات شعبية كالتي في الناصرية الفيحاء والإعتصامات المستمرة فيها للمطالبة بالكهرباء، الطاقة المفقودةquot;.

وقال الصدر: quot;لن يرعوي هؤلاء السياسيون بل مازالوا دائبين على تكريس نفوذهم وتقوية سلطانهم والحفاظ على كراسيهم، فبعد أن ملأت الخلافات السياسية والصراعات الطائفية البلد لعدة سنوات، بعد الانتخابات المنصرمة وإلى يومنا هذا والآن (رئيس الوزراء) يدعو إلى تصالح السياسيين بكل أطيافهم ومذاهبهمquot;! فأين كنت طيلة هذه السنوات، هل التقبيل والمعانقة تمحي المفخخات?!. أيها السياسيون التفتوا إلى شعبكم عسى الله أن يرحمكم وكلامي إلى الجميع إلى الأحرار قبل غيرهم وإلى غيرهم قبل الاحرار، لا استثني أحدًا إلا بعض الثلة التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة أو يزيد بقليل، فاخدموا شعبكم فالسياسة ليست مباراة لكرة القدم ولا جريًا في الميدان ولا رماية بل هي الفناء في الله وحب الوطن وحب الوطن من الايمان وخدمة المحتاجين هي عزة لكم والعار كل العار لمن زادت ثرواته من قوت شعبه ولقمتهم، وتبت يد كل من تلاعب بمقدرات الشعب وحقوقهم من اجل اثبات الكرسيquot;.

وأضاف: quot;كفاكم بعدًا عن الله جل جلاله وعن الشعب وهلموا لخدمة شعبكم والا اذنوا بتظاهرات شعبية مباركة لا غربية ولا شرقية ولا حزبية ولا طائفية كالتي في الناصرية الفيحاء والإعتصامات المستمرة فيها للمطالبة بالكهرباء الطاقة المفقودة بأي ذنب لا نعلم !. بارك الله بكم ايها الاحبة في الناصرية وحافظوا على سلمية مظاهراتكم واستقلالها وإياكم ان يجيرها حزب أو تيار أو جهة فهي لكم، ولله خالصة ونسأله جل جلاله أن يكلل مساعيكم بالنصر والنجاح quot;ونسألكم الدعاءquot;.

وينتقد الصدر بذلك لقاء السياسيين السبت الماضي تلبية لدعوة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم حيث شهد اللقاء عناقًا بين رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي بعد قطيعة استمرت عدة اشهر.

يأتي ذلك رداً من الصدر على التظاهرات والاعتصامات الشعبية التي تشهدها مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغدد) منذ ايام حيث تظاهر المعتصمون اليوم أمام مديرية توزيع كهرباء المحافظة في اليوم السابع لحراكهم المطالب بتحسين إمدادات الطاقة والخدمات.

وتشهد الناصرية، تظاهرات يشارك فيها المئات للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدمات بالمحافظة، منذ ستة أيام مرددين شعارات مناهضة للحكومة وائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيسها نوري المالكي، واتهموا وزارة الكهرباء والحكومة المحلية بـquot;الفساد وهدر المال العامquot;، ومنها quot;وين الكهرباء يا دولة القانونquot; وquot;يا وزير الكهرباء أنت نايم على المكيف وأني نايم بالعراءquot; وquot;يجي مجلس ويروح مجلس والمواطن دوم مفلسquot;.. وquot;صارلهم عشر سنين رواتبهم ملايينquot;.. وquot;ساعة ونص ينطوها والباقي يبيعوهاquot; وغيرها، كما نقلت ذلك وكالة القدس برس من المدينة الجنوبية.

ويقول الشيخ عبد الزهرة شيال، (70 سنة)، الذي يعد من منظمي التظاهرات البارزين وهو يرتدي كفنه تعبيراً عن استعداده لـquot;الشهادةquot; دفاعاً عن مطالب المتظاهرين، إن quot;محافظة ذي قار تعاني منذ سنة 2003 وحتى الآن من نقص كبير في الخدمات الأساسية لاسيما الكهرباءquot;، ويشير إلى أن quot;مشكلة المحافظة ليست في نقص إنتاج الكهرباء إنما في خطوط الشبكات والتوزيع التي تعاني من التقادم والانهيار نتيجة عجزها عن استيعاب الأحمال المتناميةquot;.

ويضيف شيال، أن quot;المتظاهرين أعلنوا، اليوم، عن اعتصامهم في ساحة الحبوبي على أن ينسحبوا بعد صلاة المغرب لاستئناف فعالياتهم الاحتجاجية والمطلبية مساء الجمعة، حيث ستنطلق تظاهرة كبيرة من ساحة الحبوبيإلى مديرية توزيع كهرباء ذي قار للمطالبة بتأمين إمدادات الطاقةquot;، ويبين أن quot;المواطن ما عاد يعرف كم هي حصته من الكهرباء نتيجة الانقطاعات المتكررة في التيار كل ربع أو نصف ساعةquot;.

ويدعو الشيخ عبد الزهرة شيال، المسؤولين عن الكهرباء إلى quot;مساواة ذي قار بحصة المحافظات الأخرى كالبصرة وميسانquot;، ويلفت إلى أن quot;مساكن المواطنين في المحافظة تحولت إلى مقبرة بسبب انقطاع الكهرباءquot;. ويتهم شيال، أعضاء البرلمان والوزراء وأعضاء الحكومة المحلية وائتلاف دولة القانون، بأنهم quot;يتجاهلون معاناة الأهالي وينظرون لهم بعين واحدةquot;، ويعتبر أنهم quot;يتجاهلون احتياجات المواطنين ومعاناتهم بمجرد الجلوس على مقاعدهمquot;.

من جانبه يقول الناشط المدني، ابا ذر الأشرف، (27 سنة)، في حديث إلى (المدى برس)، إن quot;المواطنين في الناصرية يواصلون لليوم السادس على التوالي اعتصامهم وتظاهراتهم في ساحة الحبوبي للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدماتquot;، ويؤكد أن quot;التظاهرات ستتواصل وتتسع حتى تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة كافةquot;.

بدوره يقول الناشط عماد الموسوي، وهو من منظمي التظاهرات، في حديث إلى (المدى برس)، إن quot;التظاهرات والاعتصامات تهدف إلى تأمين الخدمات وليس لأغراض سياسية كما يحاول بعض السياسيين تصويرها، كالبطاط والضاريquot;، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله تنظيم العراق، واثق البطاط، ورئيس هيئة العلماء المسلمين حارث الضاري. ويذكر الموسوي، أن quot;تواصل الاعتصامات يهدف إلى تحفيز أكبر عدد من الأهالي للمطالبة بحقوقهمquot;، ويتوقع quot;ارتفاع المشاركة الجماهيرية بالتظاهرات والاعتصامات خلال الأيام أو الاسابيع المقبلة حيث يشتد حر الصيف وتتفاقم الانقطاعات الكهربائيةquot;.

ويبين الناشط المدني، أن quot;واقع الكهرباء إذا ما استمر في التردي فسنشهد فعاليات احتجاجية ومطلبية أكبر وأوسعquot;، ويكشف عن quot;عزم الناشطين في مجال التظاهرات التحرك على أقضية المحافظة ونواحيها لتفعيل المطالبات بتحسين واقع الكهرباء والخدماتquot;.

وكان المئات من أهالي مدينة الناصرية، تظاهروا في ساعة متقدمة من ليل الاثنين الماضي احتجاجًا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهددوا بمنع موظفي دائرة الكهرباء من الوصول إلى مقر عملهم في حال عدم توفير الطاقة، فيما اتهموا الحكومة بـquot;الكذب وهدر المال العامquot; بمشاريع وهمية.

وانطلق نحو 700 متظاهر من حسينية الحاج عبد الزهرة شيال في منطقة المنصورية باتجاه جسر النصر، وسط مدينة الناصرية، مرددين شعارات منددة بسياسة الحكومتين المحلية والمركزية واتهموهما بالكذب ونهب المال العام والضحك على ذقون المواطنين.

وشهدت محافظة ذي قار وعاصمتها الناصرية على مدى السنوات الماضية تظاهرات عديدة احتجاجاً على تردي واقعها الكهربائي، لاسيما خلال الصيف، مما أدى إلى إعلان حظر للتجوال وتدخل قوات الجيش ومكافحة الشغب لتفريقها بالقوة كونها، بحسب الشرطة، quot;غير مرخصةquot;، وهو ما أدى إلى حصول صدامات مع المتظاهرين ووقوع قتيل واحد وحوالي 10 إصابات، من جانب المتظاهرين بحسب شهود عيان، وست إصابات بجانب الشرطة، في حين تم اعتقال العشرات بتهمة quot;إثارة الشغبquot;، جرى إطلاق سراحهم باليوم التالي بكفالة.

يذكر أن العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ العام 1990، فيما ازدادت ساعات القطع بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات ووصلت إلى حوالي عشرين ساعة في اليوم الواحد، لم تتمكن الحكومة ووزارة الكهرباء، من إيجاد معالجات جذرية للمشكلة رغم المبالغ الطائلة التي أنفقت على قطاع الطاقة وعشرات المشاريع التي أعلن عنها، فضلاً عن الوعود التي أطلقها كبار المسؤولين وأكثرها quot;دراميةquot; من وجهة نظر المواطنين، ذلك الذي أطلقه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، في (الثاني من نيسان 2012 المنصرم)، وتعهد فيه بإنهاء مشكلة نقص امدادات الكهرباء بحلول العام 2013 الحالي، حيث سيصل إجمالي الإنتاج قبل نهايته إلى نحو 20 ألف ميغا واط، وبهذا quot;سيكون بمقدورنا تلبية حاجة البلاد من الطاقة بالكامل، بل ونسعى إلى تصدير الفائض إلى الأسواق المجاورة.