للمرة الأولى، تستهدف المروحيات السورية وسط بلدة عرسال بالقصف، وللمرة الأولى، يتوعد الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران التي تستهدف الأراضي اللبنانية، ما ينذر بمواجهات دامية يغرق فيها الجيش اللبناني.


بيروت: لطالما كانت بلدة عرسال اللبنانية الحدودية هدفًا لقذائف جيش النظام السوري، إلا أن هذه القذائف لم تتجاوز أطرافها وجرودها، بحجة أن هذه المناطق هي ثغرات يتحرك عبرها عناصر الجيش الحر، الذين يجدون في عرسال وأهلها بيئة حاضنة لثورتهم على بشار الأسد. إلا أن اليوم شهد للمرة الأولى قصفًا سوريًا على وسط عرسال.

وذكر مصدر أمني لبناني أن مروحية سورية قصفت البلدة بثلاثة صواريخ، أدى أحدها إلى سقوط جرحى بين المدنيين في ساحة البلدة، بينما سقط الاثنان الآخران على اطرافها.

أول استهداف

أصدر الجيش اللبناني بيانًا حول الحادثة، قال فيه إن طوافة حربية سورية اخترقت بعد ظهر اليوم الأربعاء الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال في البقاع، على حدود البلاد الشرقية المحاذية لسوريا، عند الساعة 13:50 بالتوقيت المحلي، وأطلقت صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة بلدة عرسال، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات.

وقال شهود عيان إن مروحية عسكرية سورية أطلقت بعد ظهر اليوم ما بين ثلاثة إلى ستة صواريخ على حي البلدية في البلدة، ما أدى إلى اصابة مواطنين من آل البريدي. وقد سقط صاروخ أمام منزل عبد الرحمن محمد الحجيري، وصاروخ في باحة خلف الجسر، واحد الجريحين يدعى محمد احمد البريدي، وهو جندي متقاعد في الجيش اللبناني.

ويأتي اطلاق الصواريخ على عرسال اليوم بعدما استعاد حزب الله وجيش النظام السوري بلدة القصير السورية ومحيطها من المعارضة السورية في الأسبوع الماضي، خصوصًا أن عرسال استقبلت عائلات سورية كثيرة نازحة من القصير، وجرحى أجلتهم المنظمات الانسانية من المدينة المدمرة.

الجيش سيرد

في تصعيد بياني حاد اللهجة، هو الأول من نوعه، ختمت قيادة الجيش اللبناني بيانها بأنها اتخذت إجراءات الرد الفوري على أي خرق سوري جديد، وذلك بعد ساعات حادث عرسال.

وقالت قيادة الجيش في بيانها إن وحداتها اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل. وهذه هي المرة الأولى التي يهدد الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران السورية، خصوصًا في عرسال، بعدما كانت أطراف سنية اتهمت قيادته بالتعاطف مع حزب الله، وعدم الدفاع عن المواطنين اللبنانيين السنة في المناطق الحدودية.

وهذا الاتهام نفسه وجهته أصوات شيعية، موالية لحزب الله، للجيش اللبناني في منطقة الهرمل، التي تتعرض لقصف بالصواريخ من منصات تابعة لمقاتلي المعارضة السورية، التي تقصف مواقع حزب الله، بعد خروجهم من القصير.

ويتمتع الجيش اللبناني الذي يعاني نقصا في التجهيز، بعلاقة تعاون وثيق مع الجيش السوري الذي يخوض منذ اكثر من عامين في نزاع دام مع المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.

توريط متعمد

واعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار بعد اجتماع لها ان عرسال تتعرض للقصف في محاولة لتوريطها في مواجهة مع محيطهاquot;.

وكانت عرسال مسرحًا للعديد من الحوادث في الآونة الأخيرة، خصوصًا قضية الخطف المتبادل بين آل الحجيري السنية من أهالي البلدة وبين آل جعفر الشيعية من قرى مجاورة، على خلفية الانتماءات الطائفية، والانقسام الحاصل في لبنان، على وقع الحرب السورية.

وكان هذا الانقسام قد تفاقم مع مشاركة حزب الله الشيعي إلى جانب نظام الأسد العلوي في سوريا، ما أدى إلى تصاعد حاد في لغة التخاطب السياسي في لبنان، المنقسم بين موالين للرئيس السوري بشار الاسد ومعارضين له.