مع مجيء حسن روحاني الى سدة الرئاسة الايرانية تطرح اسئلة عدة حول أسلوب تعاطي ايران مع العالم الغربي ودول الخليج من جهة، وعلاقة ايران بحزب الله في المستقبل من جهة أخرى.


بيروت: يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـquot;إيلافquot; أن اسلوب اجراء الانتخابات في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفوز المعتدل حسن روحاني من الجولة الاولى من الانتخابات، يعدان تغييرًا نوعيًا في ممارسة اصول الحكم في ايران، في حين دول أخرى في المنطقة عريقة في الديموقراطية لم تتمكن من اجراء الانتخابات في هذه الفترة بالذات، وهذه نقطة تحسب لصالح ايران، ويضيف مالك :quot; طبعًا الرجل أي روحاني يوضع في خانة الاصلاحيين، وبعد فترة طويلة من ممارسة الحكم وشكوى ايران من العزلة الدولية، من خلال فرض عقوبات اقتصادية أو غيرها عليها، من شأن منح فرصة للمدرسة التي ينتمي اليها حسن روحاني من تجديد اسلوب التعاطي بين ايران والدول الغربية واكثر تحديدًا الولايات المتحدة الاميركية، ويتابع مالك :quot; علينا ألا نغالي في اعتبار وكأن ما حدث في ايران وكأنه انقلاب، هو ليس كذلك انما هو تجديد صيغة التعاطي في العمل السياسي، وتجديد في اسلوب اختيار رئيس الجمهورية، من دون أن ننسى حقيقة اساسية، مع اهمية منصب رئيس الجمهورية في ايران، لكنه الرقم 2 في التسلسل الهرمي، لأن المرشد الاعلى السيد علي خامنئي هو المرشد الاول. فمن ناحية، وصول روحاني مؤشر جيد من الدورة الاولى مع عدم شكوى من تزوير كما كان يحصل في كل مرة، انما الرجل خاضع لموافقة تامة من المرشد الاعلى على الخطوات التي سوف ينتهجها في الداخل والخارج، من دون أن ننسى أن روحاني حصل على مجمل الاصوات ولكن لا يزال داخل ايران معسكر كبير جدًا من المحافظين، وهؤلاء لن يدعوا الخط المعتدل أن يمر بهذه السهولة، وسننتظر نوعًا من المواجهة ولو ديموقراطية بين حزب الاعتدال الجديد وبين المحافظين في ايران.

الخليج يرحب

ولدى سؤاله بأن دول الخليج والغرب رحبوا بمجيء روحاني، هل هذا يعني أن سياسة ايران ستتغيّر تجاه الخليج واميركا؟ يجيب مالك:quot; الكل يعلم أن العلاقات ليست جيدة على الاطلاق بين ايران واكثر تحديدًا دول التعاون الخليجي، لأسباب متعددة، وانما مع مجيء روحاني ولو من حيث المبدأ، تنفّس الكثير من اهل الخليج الصعداء عندما ايقنوا، أن روحاني سيكون الرئيس الايراني للسنوات الاربع المقبلة، لأن الخليج لا يستطيع مواجهة ايران، لكنه لا يستطيع أن يتخلى عن quot;الهيمنةquot; الايرانية، على قراراته، من هذا المنطلق لاحظنا ترحيب حتى الدول المحافظة، لروحاني، وكأنها تتمنى وتتوقع اجواء جديدة في التعاطي بين روحاني والمجتمع الدولي بدءًا بموضوع الملف النووي الى آخر التفاصيل.

عن انتقاد اسرائيل بالترحيب الغربي بروحاني يرى مالك أنه موقف تقليدي من اسرائيل، وعلينا أن ندرك أن التوجه الايراني نحو اسرائيل لا يخضع لمنطق الاعتدال والتطرف في الداخل الايراني، فاسرائيل بالنسبة الى كل الزعماء في ايران، يعتبرونها شرًا مطلقًا، لذلك لا يجب أن نندهش من ردة فعل نتنياهو، ولكن علينا ألا ننسى ايضًا أن الوضع الايراني كما هو أربك الرأي العام الغربي خلال السنوات الخمس الماضية في طريقة التعاطي بالملف النووي الايراني، ولو كان متاحًا امام الولايات المتحدة الاميركية، او امام اسرائيل توجيه ضربة معينة للمنشآت النووية لفعلوا هذا من زمن بعيد، وانما هذا أمر من رابع المستحيلات أن يحصل لأسباب متعددة، واليوم موقف اسرائيل لم ولن يتغيّر، كما أن موقف ايران بالنسبة لاسرائيل لن يتغيّر.

لبنان

كيف ستكون سياسة ايران المستقبلية تجاه لبنان وبالتحديد حزب الله مع الرئيس الايراني الجديد؟ يجيب مالك:quot; حزب الله من الثوابت الايرانية، اشك كثيرًا في رؤية أي تحوّل جذري من ايران باتجاه حزب الله، فحزب الله متفق عليه من قبل الجهات الايرانية على اختلافها، واستبعد كليًا أن يطرأ أي تعديل سلبي على هذه العلاقات، في كل حال قد نتوقع اسلوباً جديداً من التعاطي ما بين ايران والعالم الخارجي بدءًا بخط الممانعة. ويضيف مالك :quot; شاهدنا في السنوات الماضية تجربة مماثلة مع الهاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي اللذين اتيا بوعود كثيرة، من حيث الانفتاح، ولكن 8 سنوات لم تظهر أي تجديد، ولكن ربما هذه المرة تختلف الامور من حيث التوقيت ويدرك الايرانيون أن التزام التطرف بلا حدود قد لا يفيد في الكثير من الأحيان.