يرى رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري أن أحداث صيدا ليست سوى محاولة لإطلاق رصاصة الرحمة على المدينة، رغم أنه ليس من السهل انتقالالسيناريو الطرابلسيالى عاصمة الجنوب.

بيروت: يؤكد رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري لـquot;إيلافquot; أن الاشتباك الامني في صيدا انتهى البارحة، وفعليًا لم يكن هناك اشتباك بل كان هناك من يقصف لا أحد يعلم على من، وهذا سببه اولاً أن المدينة منذ عام واكثر اصبحت خارج اطار الدولة امنيًا، وكان من واجبات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية أن يمنعا تدهور الوضع الامني في صيدا، وهناك أشخاص يحاولون استجلاب الفتنة الى مدينة صيدا، وهذا مرفوض بغض النظر عن صاحب الاستجلاب، وعن انواعه، ولا شيء يستحق استجرار الفتنة الى صيدا، والبارحة استُبيحت مدينة صيدا من قبل مسلحين، والحدث الامني توقف لكن السؤال الاساسي هل تعود الاشتباكات؟ يجيب البزري ليس هناك من ضمانات بعدم عودة التفجير الامني، خصوصًا وأن المسؤولين لا يراهنون على مصلحة اللبنانيين وهم يراهنون على مصالحهم الاقليمية، وقسم كبير من القوى السياسية اللبنانية بشكل عام يحاول استجلاب الحدث السوري الى الساحة اللبنانية ومن بينها الساحة الصيداوية.

هل من الممكن أن تتحول صيدا الى طرابلس ثانية؟ يجيب البزري:quot; المعطيات الصيداوية تختلف عن المعطيات الطرابلسية لأسباب عدة، منها توازناتها السياسية والسكانية، موقعها الجغرافي، ولكن الحدث أو السيناريو الطرابلسي ليس سهلاً في صيدا، المطلوب ايجاد صيغة لاعادة تثبيت الهدوء واجراء قنوات اتصال رغم أنه احيانًا المشكلة في محاورة من يملك اجندة محلية ممكنة، ولكن من يملك أجندة غير محلية فمن الصعب القيام بذلك.

تقاعس الدولة
ويلفت البزري الى أن اشتباك صيدا البارحة كانت أسبابه مباشرة وغير مباشرة، والاسباب المباشرة أنه منذ يومين quot;نعيش نوعًا من الاشكالات الشخصية بين مجموعة من الاشخاص ومسلحين تابعين لتيار مستحدث في المدينة، وهذا للأسف من واجبات وزارة الداخلية والدولة اللبنانية، لأن القانون اليوم الى جانب المسلح، فعندما تصبح هذه سمة التعاطي، ينفجر الوضع كما جرى امس، وتراكمت وانفجرت من دون مبرر، والبارحة كان هناك ما يقارب الـ400 مسلح لفريق واحد في صيدا.quot;

ويؤكد البزري أن الفتنة تتطل بلبنان كله وليس تحديدًا في صيدا، وحتى هذه اللحظة هناك ضوابط لمنع انتشارها، لأن اللبنانيين لا يريدون الفتنة، لأن استمرارها بحاجة الى امكانيات وقرارات تتعدى الحدود اللبنانية، ويبدو أنه حتى هذه اللحظة الساحة اللبنانية ليست اولوية لأصحاب مشاريع الفتنة، ولكن تبقى على النار، والفتنة أتمنى ألا تطل من صيدا، الضوابط الصيداوية المحلية موجودة بنسبة اكبر من المناطق الأخرى، ولكن هذا لا يكفي اذا لم تكن الدولة موجودة، لأن هذه القوى لا تستطيع أن تحل مكان الدولة، والفتنة ستدخل الى لبنان بفعل غياب الدولة.

ويرى البزري أن صيدا دفعت الثمن كثيرًا وهناك من يحاول أن يطلق رصاصة الرحمة على المدينة، كونها عاصمة للجنوب وبسبب علاقاتها بمحيطها، و70% من الحركة التجارية والصحية والتربوية والادارية والقانونية في صيدا،وقصر العدل، له علاقة بالمحيط اكثر مما له علاقة بالمدينة، هناك من يحاول أن يطلق رصاصة الرحمة على مصالح المدينة، واذا قارنّاها منذ نحو عام واكثر، نلاحظ أن مستوى الانخفاض في تدنٍ كبير واصبح يهدد فعليًا مصير هذه المدينة التي قد تدفع ثمنًا غاليًا عندما تجد أن هناك دوراً كانت ستلعبه قد ضاع نتيجة قناعات البعض أنهم أهم من المدينة.

ويؤكد البزري أن المستفيد من زرع الفتنة في صيدا هو من يزرع الفتنة في مختلف مناطق لبنان، وصيدا ليست جزيرة وكذلك لبنان، نعيش في منطقة يعصف فيها مشروع من اقصاها الى اقصاها، وسيوصلنا الى عناوين كبيرة من الصراعات، المذهبية وغيرها، الفتنة مطروحة في كل المنطقة ومن بينها لبنان، والمستفيد الاكبر أعداء المنطقة.
المستفيد الاول هو اسرائيل اما المستفيد الثاني فمن له مصلحة بوضع اليد على المنطقة، ولم يلاحظ أحد أن البارحة عقدت قمة الثماني في بريطانيا، وهي بدأت عندما العرب قطعوا امدادات البترول، وهذا يظهر أن المنطقة عندما تكون موحّدة تستطيع أن تؤثر على العالم بأجمعه وليس على مصالحها، واليوم مطلوب تفتيت المنطقة ونحن جزء من تلك المنطقة، وما زلنا مادة خصبة لهذا الموضوع.

أحداث سوريا
ويضيف البزري:quot; لا شك أن ما حدث بالامس جزء كبير منه مربوط بما يحصل من صراع سواء اقليمي أو على الساحة السورية، وهذا يثبت نظرية أن لهذه المنطقة، أي بلاد الشام، خصوصية معينة، ومع أحداث العراق تأثرت المنطقة بنسب متفاوتة، ولكن اليوم الحدث السوري أرخى بظلاله على كل المنطقة، فلبنان متأثر به، وكذلك الاردن والعراق، والفلسطينيون ايضًا تأثروا به.