تهدف زيارة وزير الخارجية الهندي إلى العراق إلى تطوير العلاقات بين البلدين وتوسيعالتعاون مع بغدادفي مجال الصناعات النفطية،خصوصاً إنشاء مصانع للأسمدة والبتروكيمياويات ومصافي النفط، وفي المجالات العلمية والزراعية والتعليم.
لندن: أعلن في بغداد اليوم عن اتفاق لتنفيذ الهند مشاريع للأسمدة والبتركيمياويات ومصافي النفط في العراق وتوسيع تزويد الهند بالنفط العراقي وقيام المالكي بزيارة إلى الهند وتأكيد البلدين على ضرورة العمل من اجل التوصل الى حل سلمي للأزمة السورية والعمل على انّجاح مؤتمر جنيف 2 حول هذه الأزمة.
خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وزير خارجية الهند سلمان خورشيد، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي quot;أن الإرادة السياسية متوفرة بضرورة رفع مستوى التعاون بين البلدين إلى أعلى مستوى وفي مختلف المجالاتquot;.
وأضاف أن آفاق التعاون بين العراق والهند واسعة ومتعددة داعيًا إلى عقد مؤتمر لرجال الأعمال والشركات الهندية في بغداد لاستكشاف فرص الاستثمار والعمل في السوق العراقية. من جانبه أبدى الوزير الهندي رغبة بلاده بتنمية علاقاتها مع العراق وتطويرها في مختلف المجالات، مبدياً رغبة الهند بتطوير تعاونها النفطي مع العراق إلى صناعات نفطية خصوصاً إنشاء مصانع للأسمدة والبتروكيمياويات ومصافي النفط، وفي المجالات العلمية والزراعية والتعليم.
وتلقى المالكي رسالة خطية من رئيس الوزراء الهندي تتضمن دعوة رسمية له لزيارة الهند، حيث أكد أنه سيلبي الدعوة في أقرب فرصة ممكنة.
وكان الوزير الهندي وصل إلى بغداد مساء امس في زيارة رسمية تستهدف تطوير علاقات البلدين وتوسيع عمليات استيراد الهند للنفط العراقي ومساهمة الشركات الهندية في مشاريع التنمية العراقية في زيارة هي الاولى من نوعها لمسؤول هندي رفيع منذ 23 عامًا، أي منذ الزيارة التيقام بهاوزير الخارجية الاسبق آل كي غوجرال عام 1990 الى بغداد لإجلاء الرعايا الهنود في أعقاب حرب الخليج.
زيباري وخورشيد والأزمة السورية
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أكد وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع العراق في مختلف المجالات، وأشار إلى أنّ لجنة التعاون بين البلدين التي يترأسها وزيرا النفط فيهما، ستعقد اجتماعها في بغداد خلال الاسبوعين المقبلين لوضع أسس لتعاون اوسع في مجال الصناعات النفطية. وأوضح أن الماكي سيزور الهند قريبًا لوضع أسس لعلاقات متطورة وتعاون مستقبلي اوسع.
وأشار إلى أنّه quot;في النمو الاقتصادي للهند نحتاج إلى أمن الطاقة، والعراق يرتبط بشكل وثيق باستراتيجية الهند في مجال أمن الطاقةquot;. وردًا على سؤال عمّا اذا كانت العلاقات مع العراق اصبحت ملحة مع تقليل الهند اعتمادها على النفط من إيران التي تخضع لعقوبات مرتبطة ببرنامجها النووي المثير للجدل، قال خورشيد إن quot;هذه نظرة سيئة وماكرةquot;. لكنه اقر في الوقت نفسه أن quot;هذه عوامل ذات صلةquot;.
ويسعى العراق الذي يصدر حالياً نحو 2,6 مليون برميل يوميًا من النفط إلى زيادة الانتاج بشكل كبير في السنوات القادمة، حيث يسعى مسؤولو الطاقة إلى الوصول إلى قدرة انتاج تبلغ 9 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2017. وتعتمد بغداد بصورة كاملة تقريبًا على عائدات النفط، حيث نجحت حكومته بزيادة الانتاج في الطاقة لكن الجهود في تنويع مصادر الاقتصاد باءت بالفشل.
ووأوضح خورشيد أن زيارته تركز أيضا على تعزيز التجارة بين البلدين، خاصة في مجال الصيدلة، والبنية التحتية والزراعة والتنقيب عن النفط. وأوضح أن quot;الصناعة الهندية مرحب بها في العراقquot; على الرغم منالوضع الامني المقلق في البلد، وأضاف: quot;علينا أن نصب جهودنا لتلبية الاحتياجات المحليةquot;.
وعن موقف الهند من تسليح المعارضة السورية أشار الوزير إلى أنّه بحث هذا الامر مع نظيره العراقي زيباري مؤكداً على تطابق موقف البلدين من هذه الأزمة، حيث يؤكدان على ضرورة العمل للتوصل إلى حل سياسي لها ووضع حد للعنف هناك. وحذر من أن استمرار هذه الأزمة لا يؤثر على سوريا وحدها وانما على دول المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى اهمية العمل على انّجاح مؤتمر جنيف 2 في انهاء هذه الأزمة.
ومن جهته أشار زيباري إلى أنّ مباحثات الوزير الهندي في بغداد وضعت أسسًا لعلاقات متطورة اوسع مستقبلاً في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية. وقال إن الشركات الهندية ستوسع من نشاطها في العراق وتساعده على اعادة بناء بناه التحتية في مجالات النفط والغاز والصناعات وزيادة استيراد الهند للنفط العراقي الذي تستقبل منه حاليًا 70 الف برميل يوميًا. وأكد أن الوضع الامني في العراق لن يؤثر على تنفيذ المشاريع الهندية أو توافد رجال الاعمال الهنود على العراق لأن حكومته تضمن امنهم وسلامتهم.
وكان نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني قال في وقت سابق إن الوزير الهندي سيجري مفاوضات في بغداد تهدف إلى زيادة الصادرات النفطية العراقية للهند، مؤكدًا أن العراق مستعد للتفاهم بشأن تلبية الطلب الهندي.
وأضاف الشهرستاني في تصريح صحافي أن العراق يرحّب بهذا الطلب، لأن الهند من أكبر المستوردين للنفط العراقي، فيما يعد العراق الآن من الدول القليلة التي تزيد إنتاجها النفطي لكميات النفط الجاهزة للتصدير خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
وأشار إلى أنه من الطبيعي أن تلجأ دولة نامية وبوتيرة عالية كالهند إلى طلب كميات متزايدة من النفط الخام إلى العراق، الذي ستتوفر فيه كميات من النفط للتصدير، مؤكدًا quot;أننا نرحب برغبة الجانب الهندي وعلى استعداد للتفاهم معهمquot;.
وكانت وزارة الخارجية العراقية أعلنت في التاسع من الشهر الحالي أن وكيل الوزارة للعلاقات الثنائية نزار خير الله، إلتقى بالسفير الهندي في بغداد سوريش ريدي وبحثا ترتيبات الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الهندي إلى بغداد ومباحثاته مع كبار المسؤولين العراقيين، إضافة إلى توجيه دعوة إلى رئيس الوزراء العراقي لزيارة الهند وتوقيع مذكرة تفاهم هناك كما جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها على جميع الصعد وتسهيل عملية دخول رجال الاعمال الهنود إلى العراق لتنشيط التبادل التجاري والاستثمار الهندي في العراق.
يذكر أن الشركات الهندية الكبرى من القطاعين العام والخاص توسع حاليًا من نشاطها التجاري في العراق، في حين اصبح العراق ثاني أكبر مجهز للهند بالنفط، بعد أن حل محل إيران في هذه التجهيزات مؤخراً.. فيما تشكل صادرات العراق إلى الهند البالغة 300 ألف برميل يومياً نسبة 12 في المئة من إجمالي الاستهلاك المحلي للبلد. وترتبط بغداد ونيودلهي بعلاقات سياسية وإقتصادية تمتد إلى عام 1947 من القرن الماضي.
التعليقات