تصريحات قادمة من البيت الأبيض والبنتاغون، واجتماعات لقادة جيوش عربية وغربية، كلها مؤشرات عن قرب اتخاذ قرار باستخدام الحل العسكري مع نظام بشار الأسد.


مع الإعلان عن اجتماع عسكري عال لقادة عرب وغربيين في الأردن خلال أيام، ومع تقارير واردة من واشنطن عن اجتماعات واتصالات تجري على قدم وساق لتدارس الموقف الأميركي من قضايا ساخنة في الشرق الأوسط. فإنه تأكد لدى (إيلاف) أن الحسم بات وشيكاً في الأزمة السورية.
ورصدت (إيلاف) خلال الساعات القليلة الماضية جانباً من هذه التحركات على مستوى الإقليم والولايات المتحدة وما بينهما، ويبدو أن جريمة (كيميائي الغوطة) قد سرّعت في عملية اتخاذ تلك القرارات.
وتزامناً مع الإعلان عن اجتماع وشيك لعشرة رؤساء أركان جيوش عربية وعالمي في الأردن، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة في لقاء خاص مع شبكة CNN قال إنّ الوقت quot;يقترب لاتخاذ موقف نهائيquot; بشأن فظائع يشتبه في كون الحكومة السورية قد ارتكبتها، وكذلك بشأن العنف المتنامي في مصر.
وأضاف في اللقاء الذي بثه برنامج quot;نهار جديدquot; للمذيع كريس كيومو على CNN أنّ quot;الولايات المتحدة تبقى أمة لا غنى عنها بالنسبة إلى الشرق الأوسط وفي المناطق الأخرىquot;.
وقال quot;علينا أن نفكر بعمق استراتيجي في ما سيكون من مصالحنا القومية على المدى البعيد.quot;، وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنّ حكومته تواجه الآن quot;إطارا زمنيا مختصراquot; في ما يتعلق بكل من سوريا ومصر، ردّ أوباما عدة مرات بالقول quot;نعم.quot;
صواريخ كروز
ومن جهتها، ذكرت قناة CBS الأميركية ، ان البنتاغون يجري تحضيرات أولية لهجوم بصواريخ كروز على مواقع تسيطر عليها القوات النظامية السورية.
واوضحت القناة، ان مثل هذا الهجوم لن يحدث حتى يعطي الرئيس اوباما الضوء الأخضر، لافتة الى انه كان واضحا خلال مقابلة اوباما مع CNN الجمعة انه ليس هناك ضوء حتى الآن.
بدروها اكدت شبكة سي إن إن الاميركية ان البنتاغون طور قائمة الأهداف الممكنة في سوريا كنوع من الضغط على أوباما.
وكان المنتج المنفذ في قناة CBS الأميركية،قد كشف ليل الجمعة السبت، ان وزارة الدفاع الاميركية تستعد لتوجيه ضربة عسكرية بصواريخ كروز ضد النظام السوري.
وكتب شارلي كايي في تغريدة له على تويتر ان رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي سيطرح الخيارات العسكرية يوم غد في اجتماع في البيت الأبيض.
تصريحات هاغل
ومثل هذه التطورات تزامنت ايضاً، مع إشارات قوية من وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل محورها ان الولايات المتحدة تضع القوات البحرية في اوضاع مناسبة تحسبا لاي قرار يتخذه الرئيس باراك اوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا بعد استخدام الاسلحة الكيميائية على مايبدو.
وحسب (رويترز) جاءت تصريحات هاغل للصحافيين المسافرين معه الى ماليزيا بعد ان قال مسؤول دفاعي ان البحرية ستزيد من تواجدها في البحر المتوسط بسفينة حربية رابعة مزودة بصواريخ كروز بسبب تصاعد الحرب الاهلية في سوريا.
وقال هاغل ان اوباما طلب من وزارة الدفاع الخيارات المتاحة بشأن سوريا حيث ادى هجوم بالغاز السام على ما يبدو الى تزايد الضغط على الولايات المتحدة للتدخل في الحرب الاهلية الدائرة هناك منذ عامين ونصف.
وقال هاغل ان quot;وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة، وهذا يتطلب وضع قواتنا وامكاناتنا في اوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس.quot;
وسئل هاغل عما اذا كان يمكن للصحافيين ان يقولوا ان الولايات المتحدة حركت عتادا فقالquot;لا اعتقد انني قلت هذا. انني قلت انه يتعين علينا دائما اعداد امكاناتنا حيث يكون لهذه الامكانات القدرة على تنفيذ الطوارئ التي قدمناها للرئيس.quot;
وقال المسؤول الدفاعي الاميركي ان السفينة ماهان كانت قد انهت مهمتها ومن المقرر ان تعود لقاعدتها في نورفولك في ولاية فرجينيا ولكن قائد الاسطول السادس الاميركي قرر ابقاء السفينة في المنطقة.
وشدد المسؤول غير المسموح له بالتحدث علانية على ان البحرية لم تتلق اوامر بالاستعداد لاي عمليات عسكرية في ما يتعلق بسوريا.

خيارات
وكانت مصادر اميركية كشفت في وقت سابق بان المسؤولين الاميركيين يدرسون سلسلة من الخيارات للرد على تقارير بان سوريا استخدمت اسلحة كيميائية ضد المدنيين من بينها احتمال شن هجمات بصواريخ كروز من البحر.
وسئل هاغل عن امكانية القيام بعمل من جانب واحد فقال هاغل ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن حقها السيادي في التحرك ولكنه اضاف ان سوريا قضية دولية.
وختم وزير الدفاع الأميركي قائلا: quot;اعتقد انه يجب على المجتمع الدولي ان يعمل بشكل منسق في هذا النوع من القضايا. وأضاف: quot;اذا اكدت المخابرات والحقائق استخدام اسلحة كيميائية فهذه حينئذ لن تكون قضية الولايات المتحدة فقط وانما قضية المجتمع الدوليquot;.
ضربات كوسوفو... أحد خيارات أوباما للرد على كيميائي الغوطة
ومن بين الخيارات العسكرية المطروحة أمام باراك أوباما، للرد على مجزرة الكيميائي في ريف دمشق، خيار الضربات الجوية المكثفة الذي اتبع في كوسوفو في العام 1999 (التفاصيل).