أقر رئيس الوزراء العراقي اليوم بأن الاوضاع السياسية والأمنية في بلاده قد انتكست بسبب التطورات الخطيرة للأزمة في سوريا، رغم المؤشرات عن تلاشي توجيه ضربة عسكرية لها.. فيما أعلنت الخارجية العراقية تأييد المبادرة الروسية في اخضاع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته الاسبوعية إلى العراقيين الاربعاء إن القادة العراقيين اثبتوا مسؤولية كبيرة في مقرراتهم التي اتخذوها خلال اجتماعهم الطارئ امس الاول لمواجهة تداعيات الأزمة في سوريا على العراق واوضاعه الداخلية، موضحًا أن العمل يجب أن يتركز الآن على تفعيل وتنفيذ هذه المقررات.

وأضاف أن الاجتماع قد نجح في توحيد الموقف العراقي من الأزمة quot;خاصة وأن المؤشرات تؤكد تلافي هذه الضربةquot;، وكذلك دعم الاجهزة الأمنية العراقية للقضاء على الارهاب وحماية البلاد وأمن مواطنيها.

وأشار إلى أن موقف القادة العراقيين في رفض ضرب سوريا يأتي ادراكًا منهم لما تجره على العراق من آثار سلبية، ولذلك يجب أن يكون التوجه مركزًا نحو بدء حوار بين الاطراف المتنازعة هناك، موضحًا أن هذا ما سيعبر عنه رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي في مباحثاته مع القادة الاتراك والايرانيين في زيارته الحالية لانقرة وطهران، وكذلك وزارة الخارجية عبر الجامعة العربية. وشدد على أن العراق يسعى لحل سلمي في سوريا يبعدها عن الاقتتال الداخلي على اساس رفض كل تدخل أجنبي في شؤونها.

وأكد المالكي أن الوضع الداخلي في العراق قد شهد انتكاسة سياسية وأمنية بسبب التطورات الخطيرة للأزمة السورية، الامر الذي يتطلب داخليًا دعم خطوات المصالحة الوطنية ورفض التحريض الطائفي والفتاوى التكفيرية ومواجهة المليشيات والجماعات المسلحة وبحث مطالب المتظاهرين سواء التي كانت سلمية أو غير ذلك، والتي اكد ضرورة تنفيذها داعيًا المتظاهرين إلى التعبير عن حراكهم بعيداً عن الارتباكات الأمنية.

وكان القادة العراقيون أكدوا إثر اجتماع طارئ دعا له المالكي الاثنين الماضي لبحث آثار ضربة عسكرية متوقعة لنظام الأسد رفضهم لهذه الضربة ودعوة الاطراف الداعية لها إلى دعم الجهود السلمية بدل اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا وإدانة استخدام السلاح الكيميائي من أية جهة كانت واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع استخدامه في المستقبل ضمن إطار الشرعية الدولية وضرورة تكثيف الجهود واستمرارها لايجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق طموحات الشعب السوري.. إضافة إلى العمل على تهدئة الساحة السياسية العراقية ونبذ الخطاب الطائفي والتحريضي من أية جهة كانت، ودعوة الأجهزة الاعلامية إلى التزام المهنية والابتعاد عن التحريض والحرص على سيادة القانون وهيبة الدولة ومساءلة من يتجاوز على ذلك.

العراق يدعم مبادرة روسيا لاخضاع كيميائي الأسد لرقابة دولية

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان صحافي اليوم الاربعاء إن quot;هذه المبادرة تأتي لتخفيف حدة التوتر والتصعيد العسكري للأزمة السورية وفي اطار دفع الامور باتجاه تعزيز فرص الحل السياسي، حيث طالب العراق ويطالب منذ بداية الأزمة بحل سياسي وفق المبادرات التي طرحها حقنًا لدماء الشعب السوري الشقيق وأمن المنطقةquot;.

وكانت روسيا أعلنت الاثنين الماضي عن مبادرة لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، حيث وافقت الحكومة السورية عليها بالرغم من أن الاطراف الغربية لاتزال تشكك في صدقيتها وتهدد بعمل عسكري ضد نظام الأسد.