حذرت بريطانيا والولايات المتحدة أنهما بصدد إعادة التفكير في دعمهما للمعارضة السورية في حال لم تشارك في (جنيف 2)، فيما قال تقرير صحفي إن أزمة اللاجئين السوريين أكبر كارثة في التاريخ الحديثquot;.


يقولمسؤول ينتمي للائتلاف الوطني السوري المعارض إن quot;بريطانيا والولايات المتحدة مصممتان على ضرورة حضور المعارضة السورية مؤتمر quot;جنيف 2quot; .

ويضيف المسؤول الذي رفض الكشف عن إسمه في تصريحات لـ (بي بي سي): quot;من الواضح أن البلدين لن يستمرا بدعمهما لنا كما في السابق في حال عدم مشاركتنا في المؤتمرquot; ، مشيراً إلى أن quot;عدم مشاركتنا في مؤتمر جنيف 2 سيفقدنا مصداقيتنا أمام المجتمع الدوليquot;.

ويتابعquot;إننا لا نتعرض لمثل هذه الضغوط من قبل الدول الأخرى المؤيدة للإئتلاف السوري الوطني، ففرنسا طلبت من الائتلاف السوري المعارض حضور quot;جنيف 2quot;، لكنها اكدت وقوفهاإلى جانبنا في حال حضرنا المؤتمر أم لا، وكذلك السعودية وتركيا اللتان أعلنتا أنهما تفضلان مشاركتنا في المؤتمر، إلا أنهما أكدتا لنا أنهما لن تتنازلا عنّا في حال لم نشارك فيهquot;.

ويردفقائلاًquot;من دون المعارضة المعتدلة، الخيار الوحيد الباقي في سوريا هو الرئيس السوري بشار الأسد أو المتشددونquot;، موضحاً quot; ما البديل، هناك ديكتاتور لا يرحم يستخدم الأسلحة الكيميائية من جهة، والقاعدة من جهة أخرى. وفي الأخير، يتساءل المسؤول quot;مع من سيتعاملون إذاً ، في حال تخلوا عنا؟quot;.

الأزمة الكبرى

وإلى ذلك، كرست صحيفة (الغارديان) اللندنية افتتاحيتها وتغطية اخبارية موسعة لأزمة اللاجئين السوريين، وجاءت افتتاحيتها تحت عنوان quot;أزمة اللاجئين السوريين: نقاط في محيطquot;.

ورأت الصحيفة أنه وسط الانشغال بمتابعة التحضيرات لمحادثات جنيف المقررة الأسبوع المقبل والتقارير عن المذابح التي يرتكبها المسلحون الجهاديون في شمال سوريا والتخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، يتم تجاهل quot;المأساة الإنسانية الكبرى في سورياquot;.

وقالت الغارديان: لا عجب أن توصف أزمة اللاجئين السوريين بأنها quot;أكبر كارثة انسانية في الأزمنة الحديثةquot;، فثمة نحو 6 ملايين نازح ممن اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بسبب النزاع المسلح في سوريا، وتمكن نحو 2.3 مليون منهم من عبور الحدود ليصبحوا لاجئين في دول الجوار. وأن نصف هذا العدد الكبير من النازحين هم من الاطفال.

وتتوقف الصحيفة في عرضها الذي نقل فصولاً منه موقع (بي بي سي العربي) عند دعوة وجهتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل على توفير الغذاء والملابس والمواد الأساسية للاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف إنسانية ومناخية قاسية للشتاء الثالث منذ اندلاع النزاع المسلح في سوريا.

الأكثر عرضة للخطر

ودعت المفوضية إلى نقل نحو 30 ألفًا من اللاجئين الأكثر عرضة للخطر إلى بلدان أخرى قبل نهاية عام 2014. بينهم نساء وفتيات عرضة للخطر، وناجون من التعذيب ومعوقون وكبار السن وذوو الحالات الصحية الخاصة، فضلاً عمن يحتاجون إلى لمّ الشمل مع عوائلهم.

وتقول الصحيفة إن استجابة جاءت من المجتمع الدولي، إذ من المتوقع أن تستوعب الولايات المتحدة بضعة آلاف من اللاجئين السوريين ضمن هذا المنهاج، كما أعلنت ألمانيا عن أنها ستقبل نحو 10 آلاف منهم على مدى ثلاث سنوات، وقبلت كل من النرويج وفنلندا والسويد ما بين 400 إلى 1000 لاجئ لكل منهم. وقبلت فرنسا والنمسا 500 لاجئ ومولدافيا 50 لاجئًا.

ودعت (الغارديان) بريطانياللإسراع في إعلان مساهمتها في برنامج قبول اللاجئين السوريين، مشيرة إلى حديث نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليج عن اللاجئين السوريين أمام مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي حين قال إن المملكة المتحدة قد قبلت quot;مئات ومئات quot; من السوريين ضمن التزامات قوانين اللجوء البريطانية.

وردت الصحيفة في افتتاحيتها على نائب رئيس الوزراء البريطاني بالقول إن نحو 1500 أو ما يقارب من طالبي اللجوء السوريين الذين استقبلتهم بريطانيا في عام 2013 لا يمثلون سوى قطرات في محيط بالنسبة لعدد اللاجئين السوريين أو عدد الناس الذين يسمح لهم في العيش في بريطانيا سنويًا.

اللاجئون الفلسطينيون

وتكرس الصحيفة ذاتها تغطية خاصة في صفحاتها الداخلية لأزمة اللاجئين السوريين، وضمنها تحقيق كتبه موفدها باتريك كينغسلي من مدينة الاسكندرية المصرية عن المعاناة الكبيرة للاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا في مصر، وتعرضهم للاحتجاز لأشهر من قبل السلطات المصرية التي تجبرهم على العودة إلى مناطق القتال التي فروا منها في سوريا.

وفي الشأن السوري أيضًا تتوقف صحيفة ديلي تلغراف عند خبر إرسال بريطانيا لفرقاطة عسكرية للمساعدة في الجهود الدولية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ.

وتختم الصحيفة قائلة: إن بريطانيا تخطط أيضاً لتقديم معدات تقدر قيمتها بـ 2.5 مليون جنية استرليني فضلاً عن التدريب للمساعدة في تدمير الترسانة الكيميائية السورية بأسرع وقت ممكن.