تأتي زيارة احمدي نجاد رئيس النظام الايراني الى لبنان في الوقت الذي يواجه فيه نظام الملالي ازمات سياسية واقتصادية متصاعدة وتفاقم الغضب واستياء الشعب الايراني، بهدف تصدير الارهاب والازمة الى المنطقة كخطوة عملية عاجلة. ومن الواضح ان السيطرة على المنطقة يعد جزء من سياسة الملالي الغير قابلة للتجزئة للحفاظ على سلطتهم المخزية، وان لبنان تعتبر احدى مواطيء القدم الاساسية للنظام في المنطقة.

وكانت صحيفة رسالة الحكومية قد كتبت في تموز/ يوليو 1991 نقلا عن محسن رفيق دوست قائد قوات الحرس في آنذاك حول تفجير مقر المارينز الامريكيين في بيروت قائلة: laquo; ان المتفجرات وكذلك الايدئولوجيا التي اودت 400 ضابط وجندي في مقر قيادة المارينز الى الجحيم كانت قد وفرتها ايرانraquo;. وكان مصطفي محمد نجار وزير داخلة حكومة احمدي نجاد الذي تم ادراجه برفقة 7 آخرين من رموز النظام في قائمة السوداء لارتكابهم جرائم ضد حقوق الانسان ويجب مطاردتهم ايضا في قضية الارهاب، يتولى آنذاك قيادة قوات الحرس في لبنان.

ويعيش نظام الملالي والاطراف والعناصر المتعاونة معه في المنطقة في اسوأ ظروفها بسبب اوضاع النظام والازمات التي يواجهها. ولهذا يريد نظام الملالي من خلال هذه الزيارة واستعراض القوة يطمئن تلك الاطراف والعناصر بانه يواصل دعمها لها وباستطاعته ان لا يتردد في ضرب امن المنطقة متى يكون الحاجة لذلك.
كما يحاول النظام ومن خلال الزيارة تصدير ازماته المستعصية الى خارج البلاد آملا لصرف الانظار عن الصراع الداخلي التي تتمعق في قمة النظام والانتفاضة الشعبية العارمة والمتصاعدة ضده وليجد التنفس من خلال اشغال المجتمع الدولي بقضايا حامشية.

ويعتبر زعم مساعدة لبنان او تسليح جيشها من قبل النظام الايراني في الحقيقة جزء من خطته في دفع البنانيين الى مشاكل جديدة وضرب وحدتهم. ان هذا كله يعد جزء من سياسة المراوغة التي ينتهجها حكام ايران ليظهروا بانهم يقفون بجانب شعوب المنطقة ويدافعون عنها، في حين من الواضح للجميع ان النظام يمول ويسلح ويعزز عناصر تابعة له باتجاه ضرب الاستقرار والامن في البلاد.

وليست زيارات رئيس الملالي الاخرى مستنثى عن هذه القاعدة حيث كل مرة تجلب لنفسه فضيحة. وخلال زيارته الى نيويورك في الشهر الماضي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة واجه باكبر مظاهرات مواطنينا في الويات المتحدة الامريكية الذين كانوا يهتفون laquo;لا لاحمدي نجادraquo;. ان المظاهرة قد حظيت بدعم وتضامن واسع من نواب الشعب الاميريكي في الكونغرس والشخصيات السياسية بينهم رودلف جولياني مرشح الرئاسة الجمهورية وعمدة نيويورك السابق وجان بولتون سفير الولايات المتحدة الامريكية في الامم المتحدة سابقا.

وكانت عمدة مدينة روما قامت بقطع تيار الكهرباء للمدينة لمدة دقيقة واحدة احتجاجًا على زيارة أحمدي نجاد لهذا البلد.
ان الطريق الوحيد لردع التدخلات العدوانية والإرهابية لهذا النظام وافشالها هي اعتماد سياسة صارمة وفرض العقوبات الشاملة عليه والمطالبة بمطلب قاطبة الشعب الإيراني وهو اسقاط هذا النظام العائد للعصور الوسطى واحلال الديمقراطية والسلطة الوطنية في إيران.

وعقب المزاعم المثيرة للإشمئزاز اطلقها أحمدي نجاد في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي الإراضي الأميركية حول ضلوع الولايات المتحدة في كارثة 11 سبتمبر، قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية عندما يسمح لرئيس الفاشية الدينية الحاكمة أن يدخل المنظمة الدولية ويصل إلى الولايات المتحدة بدلاً عن إحالته إلى المحاكم لجرائمه ضد البشرية، فليس من المستغرب أن يتخذ أحمدي نجاد مثل هذه الخطوة إلى الأمام وأن يطلق مثل هذه المزاعم أمام ذوي الضحايا وأهالي نيويورك.

د.سنابرق زاهدي: رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية