طرحت جريمة تفجيرات السويد الإرهابية، قضية ضعف تعاون المسلمين مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن المشكوك فيهم حتى لو لم تكن توجد أدلة ومعلومات مؤكدة عن تورطهم في التخطيط لجرائم الإرهاب.

فالمجتمعات الأسلامية عموما لديها نظرة خاطئة تعتبر التعاون مع الأجهزة الامنية عملا تجسسيا محرم دينيا واخلاقيا، وهي لاتفرق بين التجسس بوصفه خيانة في حال حصل لصالح دولة خارجية، وبين التعاون مع أجهزة الأمن داخل البلد من اجل الحفاظ على الحياة والأستقرار ومحاربة الشر والجريمة والإرهاب.

وجريمة التفجير في السويد كشفت لنا من خلال وسائل الأعلام، ان والد زوجة الإرهابي هو شخص عراقي يحمل الدكتاتوراه في العمارة، ومعروف بتوجهاته العلمانية من خلال كتاباته ورفضه للإرهاب وهو ايضا يعيش في السويد، والسؤال: ألم يلاحظ على صهره التحولات الدينية والتطرف، ثم أين دور ابنته زوجة الإرهابي في مراقبة سلوك زوجها؟

شخصيا أرى كان من المفروض بوالد زوجة الإرهابي حتى لو تكن لديه معلومات محددة، ان يبادر الى اخبار الأجهزة الأمنية في السويد لمراقبة هذا الشخص والتحقق من تحركاته، واذا كانت عاطفة القرابة قد تمنع من اتخاذ مثل هذه الخطوة خوفا من كونه قد يكون بريئا.. فمن المعروف عن القضاء والأجهزة الأمنية في دول أروبا واميركا، انها أجهزة محترفة ونادرا ماتخطيء بحق البريء وتظلمه، وهي توفر له كافة الفرص للدفاع عن نفسه، لذا لايوجد خشية وخوف من تعرض الأشخاص المشكوك فيهم للظلم، ويجب ان يبادر كل مهاجر مسلم في أوربا وأميركا الى إبلاغ الأجهزة الأمنية بمعلوماته وشكوكه.

والتعاون مع الأجهزة الأمنية هو واجب اخلاقي وديني وقانوني على جميع المسلمين تأديته لأنه فيه انقاذ لحياة البشر، وكذلك فيه مصلحة للمسلمين في الدفاع عن صورتهم واثبات اخلاصهم لهذه البلدان، وحتى لو حصل خطأ في اعتقال شخص ما بريء.. فأن هذا الخطأ تبرره الغايات الشريفة الهادفة الى منع جرائم التفجيرات والقتل الجماعي للناس.

[email protected]