نشر موقع العربية يوم السبت 18 ديسمبر بيانا صادرا عن والد زوجة ارهابي السويد، اعلن فيه براءة عائلة الزوجة مما حدث، وقد وردت في مضمون البيان عدة نقاط جديرة بالنقاش كونها عبرت عن مشكلات عامة تتعلق بحياة الكثير من المهاجرين المسلمين في دول اروبا واميركا.
ذكر والد زوجة الإرهابي :
((أتحدى أي أب قدم ما قدمته لعائلتي بهذا الصدد، لقناعتي المطلقة بسطوة الوعي وضرورة التثاقف والإنفتاح على الآخر بالود بعيدا عن العدوانية، ))
وعند البحث عن تطبيقات اثر هذه التربية لعائلته، والدور الفاعل لـ (( سطوة الوعي )) حسب تعبيره نجد الأب يعترف في بيانه قائلا :
((ابنتي منى التي مكثت مغررا بها ولا علاقة لها بأي أمر وعوملت مثل (أمة أو جارية) كما يراد لها بعقلية السلفيين الإسلاميين، ))
ترى اين دور الوعي الذي زرعه الاب في شخصية ابنته، وكيف قبل هو ووافقت هي على العيش بهذه المهانة (( مثل أمة أو جارية )) ولماذا لم يدافع عن ابنته وينقذها من هذا الاضطهاد، ثم لماذا لم تنتفض البنت لكرامتها؟
واغرب ماجاء في البيان هو حديث الاب عن تعليم وثقافة ابنته حيث قال :
((الوعي الذي تتمتع به ابنتي التي تعلمت في أحسن المدارس وأرقاها ونهلت من الثقافات الفرنسية والسويدية والإنكليزية وأتقنت ست لغات من ضمنها العربية، وهي في نهاية المطاف قد حصلت على شهادة الماجستير في إختصاصها (علم النفس التربوي).))
هل هذا معقول.. انسانة تجيد ست لغات، وتخصصت في علم النفس، ومع هذا قبلت العيش مع زوجها الارهابي مثل جارية؟.. هذه كارثة شنيعة، اذا كان التخصص في علم النفس، وهذا الكم من تعلم اللغات والثقافة العامة.. ومع هذا قبلت العيش كجارية مع هذا المجرم الهمجي، اين دور الوعي والثقافة في تنمية الشخصية واستقلالها ومنحها قدرةالدفاع عن حقوقها خصوصا انها تعيش في ظل القوانين الاوربية التي تقف الى جانب حقوق المرأة، ولاتوجد مشكلة لدى المطلقة من ناحية المعيشة والسكن فكل شيء متوفر لها مجانا.
والسؤال الكبير هو : لماذا سكتت ولم تبلغ الأجهزة الأمنية عن شكوكها وافكار زوجها الارهابية؟
والد الزوجة اجاب عن هذا السؤال بقوله :
((ابنتي بعد أن أخبرتني أنها نادمة على سكوتها غير المبرر عليه، والذي كان خطأها الوحيد لكنه مبرر، كونها اختارت التدين القويم والالتزام الأخلاقي ))
ولعل اهم واخطر ماجاء في البيان هذه الفقرة، التي سبق وان تطرقت اليها عدة مرات في مقالات سابقة عند الاشارة الى سبب امتناع المسلمين عن التعاون مع الأجهزة الأمنية، واعتقادهم ان هذا التعاون محرم دينيا واخلاقيا... لاحظوا كلام والد الزوجة، فهو من ناحية اعترف بتقصيرها لأنها اختارت السكوت، ومن ناحية اخرى برر هذا السكوت بانها اختارت التدين والالتزام الاخلاقي، وهنا لب المشكلة، فالمهاجرون - اكثرهم - يفضلون غض الطرف والسكوت عن تحركات الارهابين وعدم الابلاغ عنهم لأنهم يعتبرون التعاون مع الأجهزة الأمنية تجسسا، ولايفكرون بنتائج جرائم التفجيرات وقتلها للبشر ويفضلون على حياة الانسان نصوصا جامدة انتجتها عقول رجال الدين الظلامية المتخلفة!
الخلاصة : البيان جاء مرتبكا، بل كرس اللوم والادانة للزوجة على تقصيرها، والسؤال : هل هي ضحية ثقافة دينية متخلفة جعلتها تعتقد ان طاعة زوجها واجبة شرعا حتى لو كان يخطط لقتل الناس، أم انها كانت متواطئة معه وتعلم بكافة التفاصيل؟.. نترك الحكم لتحقيقات الأجهزة الأمنية.
تنويه: ارجو من المعلقين الاكراد الابتعاد عن مشاعر الانتقام من والد الزوجة والتهجم عليه بسبب مواقفه السياسية المعارضة للاحزاب الكردية.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات