نقلت يوم امس الخميس وكالات الأنباء بيان الخطوط الجوية العراقية حول مطاردة دولة الكويت من خلال الخطوط الجوية الكويتية الرسمية لطائرات الخطوط الجوية العراقية بدعوى أن نظام صدام حسين عام 1990 قد نهب ممتلكات الخطوط الكويتية وبينها ست او تسع طائرات يقول العراق أن اثنين منها دمرتا أثناء حرب تحرير الكويت عام 1991 وبقية الطائرات أرسلت إيران تجنبا لتدميرها فأعداتها ايران للكويت.

كان من المفروض أن تكون الكويت أكثر الدول العربية مساندة للشعب العراقي لانها عانت جزء مما عاناه هذا الشعب بسبب حماقات صدام حسينز لكن الذي يحصل منذ عام 2003 ان الكويت تتحين كل فرصة للتعبير عن عقد الضعف لديها من جارها الشمالي وتستغل كل مناسبة للتنكيل بالعراق والعراقيين ثارا لما حصل عام 1990. مع العلم أن كل الحكومات العراقية مابعد عام 2003 تعلن تعاطفها مع الكويت وتدين الاحتلال لها.

وبات امر الكويت غريبا جدا من قبل العراقيين. فمن جهة الديون وهي تقضم مانسبته خمسة بالمئة من عائدات النفط العراقي حتى اليوم بدعوى تعويضات خسائر الغزو الذي يعلم الجميع أنها مبالغ بها مئات المرات. وترفض حتى اطفاء جزء من هذه الديوان الوهمية. وقد تنازلت معظم دول العالم عن ديونها تجاه العراق الا الكويت.

وكان رد الكويت جنونيا تجاه وضع الحجر الاساس في ميناء الفاو الكبير ولما تزل تسعى لمنع اقامته حتى اليوم. ساعية لقضم مساحات مائية او برية من العراق كما فعلت سابقا بعيد عام 1990.

وحين هم العراق الجديد باعادة تشكيل خطوطه العراقية جن جنون الكويت منذ عام 2004 فراحت تدفع ملايين الدولارات هنا وهناك لشركات محاماة من أجل منع عودة الخطوط الجوية العراقية لسابق عهدها فصادرت بعض الطائرات العراقية التي اشتراها العراق من كندا وفرحت الكويت بحصولها على حكم من محكمة انكليزية بمصادرة كل ممتلكات الخطوط الجوية العراقية. لتستند على هذا الحكم في اعاقة أي تقدم ولو خطوة واحدة لمساعدة العراقيين المغتربين في ارجاء المعمورة. فهاجمت من خلال محاميها احتفالية عودة رحلات الطيران العراقية نحو لندن محاولة حجز اول طائرة تنبين أنها مسـاجرة من شركة سويدية لتعمد على احتجاز المدير العام للخطوط الجوية العراقية في لندن وتقاضي الشركة الانكليزية المتعادقة مع الخطوط العراقية التي ستساعدة بنقل العراقين من والى بلدهم بعد عقود من الاغتراب.

أمام هذه الواقع المخزي من قبل الجارة الصغرة للعراق ومن قبل الحكومة العراقية التي مازالت كتلها السياسية تتنافس عىل ارسال سفيرا منها للكويت دون أن نسمع أي تصيح من مسؤول سياسي شديد اللهجة تجاه ممارسات الكويت ضد العراق بل مايجري هو عمليات تبويس لحى لاتعكس سوى واقع مذل تعود عليه ساسة مابعد عام 2003.

ترى لو كان صدام حسين حياً اليوم هل تجرأ احد المساس بهيبة العراق؟

لقد بات العراقيون يفتقدون هذا الرئيس الذي برغم كل ماشبه فلا يختلف اثنان على بطولته وشجاعته وعدم خضوعة لأي ابتزاز.

اذا كانت الحكومة العراقية خائفة من جيرانها وهو كذلك الواقع فلماذا لم تستمع لنصيحة خبراء القانون وتلغي الخطوط الجوية العراقية أو تعلن إفلاسها وتؤسس على انقاضها خطوط العراق للطيران أو الطيران العراقي أو أي اسم لتتخلص من ملاحقة الكويت لها. أما خطاب السيادة البائس واسم الخطوط ورمزها الرسمي فهو حديث مضحك اليوم ونحن نرى عمليات تبويس اللحى لهذا الجار او ذاك. لإاين السيادة مافاقديها؟

أبلغ رد على توسلات وزير النقل العراقي في بيانه يوم أمس على أزمة الكويت والخطوط العراقية قوله أن الخطوط العراقية تقوم بدفن رأسها بالرمال على طريقة النعامة تجاه ملاحقة الكويت لها. فهي تعلن عن افتتاح خطوط لها مع عدة دول ولاتسعى لحل المشكلة الاصلية مع الكويت أولا.