تتباين الآراء حول جدوى اعادة فرز وعد اصوات بغداد العاصمة، فهناك من يرى ان هذه العملية تعطي مصداقية للانتخابات ونتائجها المعلنة وقد تؤثر على النتائج بأكثر من مقعد نيابي والذي من شانه تغيير الخارطة السياسية لصالح جهة على حساب اخرى مما يمكنها من تشكيل الحكومة، بينما يرى آخرون أن عد وفرز الاصوات لا قيمة لها في ظل المعطيات الحالية اذ أن الفرق في نتيجة قائمتي العراقية ودولة القانون هو مقعدان لذا حتى لو شكلت عملية العد تأثيرا على النتائج، فلن يكون ذو اهمية تذكر، بل تدخل العراق في وضع اصعب بكثير مما هو عليه الآن، فكما نرى الآن مع وجود فارق بين نتيجة القائمتين لا تستطيع الفائزة منهما تشكيل الحكومة وتواجه صعوبات جمة فاذا ما غيرت عملية العد والفرز النتيجة فماذا تحصل؟ وهل تعترف الجهة الاخرى بالنتيجة الجديدة ام لا؟

سؤال مهم يشغل بال المتابعين السياسيين والمواطن العراقي البسيط، وهو ما الفائدة من اعادة عد وفرز اصوات 11 الف محطة انتخابية ببغداد وهل تشكل هذه الخطوة خدمة للعملية السياسية ام انها فقط محاولة لحفظ ماء وجه قائمة كانت تتوقع قيادتها أن تحصل على غالبية اصوات العراقيين مما يمكنها من تشكيل الحكومة لوحدها؟ واذا كانت هناك خروقات انتخابية، فلماذا لا تتم عملية الانتخابات بدل عد وفرز الاصوات، فالمشكلة الاساسية هي التزوير التي اثرت على النتائج وليست اخطاء حسابية في العد؟.

بتصوري ان عملية عد وفرز الاصوات لا تشكل حلا للمأزق السياسي الحالي في العراق، فاذا كانت هناك مطالبة بتصحيح الوضع، كانت لابد ان تكون المطالبة باعادة اجراء الانتخابات وليس عدها فقط، اما اذا كان الحال هكذا ولايطالب احد باعادة الانتخابات، فالأفضل ان تمر النتائج مرور الكرام هذه المرة خصوصا وأن كلتا القائمتان الكبيرتان قامتا بدورهما وبنسب متفاوتة بخروقات انتخابية في مناطق نفوذهما، وأهم من ذلك ان العراق حاليا بحاجة الى ترسيخ مؤسسات الدولة وتثبيت الاستقرار والامن وتقديم الخدمة للمواطنين وليس اشغال الجميع والرأي العام بمسألة شكلية نتيجتها معروفة سلفا وهي ان لانتيجة لها!


كاتب وصحفي كردي- السليمانية