quot;أريد أن أكتب. نعم أنا أشعر بميل لأن أكتب.. ولكني لا أدري ما الذي ينبغي أن أكتبه. إني لا أعرف بالضبط هذا الشيء الذي أريد كتابته. ولكن ما هي الكتابة، وما نوعها، وما الغرض منها، هذه التي أتكلم أو أكتب عنها. ما المقصود بالكتابة؟ كتابة حروف جامدة كهذه التي سبقت، أم أن هناك نوعاً آخر من الكتابة يشفي ما في الصدر من ألم وشعور ملح نحو الكتابة. الكتابة كما أعرفها ويعرفها الجميع هي تعبير عن فكرة أو جملة أفكار.. والفكرة أو جملة الأفكار هي الكلام النفسي الخفي الذي بدونه لا يمكن أن توجد نفس إنسانية يكون صاحبها جديراً بأن يسمّى إنساناً...quot; محمد عابد الجابري، الثاني من يناير 1959
هذه كلمات كتبها الجابري في مطلع شبابه. والله والتاريخ والناس تشهد أن الجابري كتب، وأمضى حياته خادماً لما كتب.. بدءاً من دفاتره التي سوّدها بكتاباته المختلطة من شعر ومذكرات، حين كان صبياً في بلدته المغربية (فجيج)، وحتى
رحيل مبتكر quot;العقل المستقيلquot; المفكر المغربي الكبير عابد الجابري |
مشروعه الأخير الذي أنجزه حول فهم وتفسير (القرآن الكريم)، والذي هدف من خلال أجزائه إلى التعريف بالقرآن الكريم تعريفاً quot;ينأى به عن التوظيف الأيدلوجي والاستغلال الدعوي الظرفي من جهة، ويفتح أعين الكثيرين على الفضاء القرآني كنص محوري مؤسس لعالم جديد كان ملتقى لحضارات وثقافات شديدة التنوع..quot; وهو المشروع الذي صرح الجابري بأنه أراده كمشروع العمر بالنسبة له..
هكذا بدأت حياة الجابري؛ بفكرة أنه يريد الكتابة. وفكرته ووعيه بالكتابة لم تكن لأجل الكتابة ذاتها، بقدر ما كانت متراصفة مع مهمته في عداوة الجهل.. فقد استقرت في ذهنه صغيراً، ومنذ كان طالباً في الابتدائية، فكرة وجوب (التحصيل والاجتهاد)، لأن الاستعمار إنما تغلب علينا بسبب الجهل المنتشر عندنا... (حفريات في الذاكرة، ص127).
* * *
توفي بالأمس في الدار البيضاء وعن عمر يناهز الخامسة والسبعين المفكر المغربي محمد عابد الجابري. أمضى الجابري -رحمه الله- حياةً حافلة بالدراسة والتأليف، وبنشاط سياسي وأكاديمي وفكري.. ألف عبرها ما يزيد عن ثلاثين كتاباً، وعدد لا يحصى من المقالات الفكرية الرصينة. كان من أهم كتبه (العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي) 1971، (نحن والتراث) 1980، (إشكاليات الفكر العربي) 1986، (المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل، ونكبة ابن رشد)1995، (نقد العقل العربي، 4 أجزاء)1982-2001، (في نقد الحاجة إلى الإصلاح) 2005، (مدخل إلى القرآن الكريم) 2006.
* * *
أرى أن فرادة فكر الجابري وتميزه كانت تكمن في تحصله على ثلاثة أشياء: أنه كان مقروءاً، ومنهجياً، وباذخاً في نفس الوقت. وهذه المزايا هي ما تنقطع دونها حبال الكتّاب ومطامحهم. لم تنتشر كتابات الجابري لأنها كانت فقط ميسرة للقراءة لغير المتخصص، بل أيضاً لأنها كانت تحمل نوعية فكرية مميزة، وأسلوب منهجي رصين.
المشاريع في عالم الفكر العربي كانت متعددة. ورغم أن هناك الكثير من الإسلاميين والعلمانيين الغاضبين عليه، إلّا أن مشروع الجابري الفكري كان الأكثر تأثيراً وشعبية، لأن حقله كان مضماراً ممتداً تتداخل فيه ظلال واسعة من الفكر الإسلامي والعلماني على حد سواء.. يحدث اليوم أن نسمع من يمارس التأرخة للفكر العربي المعاصر فيقول quot;فكر ما قبل الجابري، وفكر ما بعد الجابري.quot; وما هو معلوم هو أن الفكر العربي بعد كتابات الجابري في (نقد العقل العربي) قد أُصيب بحرفة لم تعده إلى سابق أزمانه أبداً..!
كنت مراقباً لانتشار كتابات الجابري في وسط الشباب السعودي. خصوصاً بين الشباب من ذوي التوجه الإسلامي.. فلكثير منهم؛ مثلت كتابات الجابري القنطرة التي مكنت من العبور إلى مساحات أرحب للرؤية والتأمل الفكري. انتشر تأثير الجابري حتى أصبح مألوفاً أن تسمع من يقول quot;هؤلاء ممن غرر بهم الجابري.quot; ويُقصد بذلك وصف لمن يلاحظ عليهم قدر من الانفتاح والتحرر الفكري..
* * *
أهم وأعظم ما قدمه انتشار مشروع الجابري يتمثل في كونه أفاد على مستوى آليات النظر والتفكير.. فهو محاولة ومشهد فكري لو تم امتصاصه والاستفادة منه لأستطاع أن يمثل منطلقات إلى عوالم أخرى، قد تتفق وقد تختلف.. لا يهم.
قد يختلف أحدهم مع الجابري في وصفه للعقل بالعربي، أو في تقسيماته له: البياني/ العرفاني/ البرهاني. كل هذا شيء طبيعي، فالاختلاف في المعرفة تكامل لا تنافر. المهم هو أن تنتشر وعلى مستوى مرضٍ تلك الدراسات التي تغرس حِرفة الفكر، وتدعم القدرة على القراءة المعرفية الواعية. فليست القراءة أن يمسك أحدهم بكتاب..! ففرق كبير بين من يقرأ التاريخ قراءة سردية للأحداث كما كتبها ابن كثير أو الطبري، ومن يقرأه وهو يدرب نفسه على ملكة التحليل والربط والاستنتاج.. فيفهم حينها لماذا حدث ما حدث، وتكون ذاته المعرفية حاضرة بدورها.
كتابات الجابري وحفرياته في التراث كانت تهدف إلى جعل هذا التراث مفهوماً، ومقروءاً، وحياً بيننا، حياة تعايش لا تسيد.. فليس للتراث أن يُلبس قداسة ليست له، وليس لنا أن نقوم بتهميشه والابتعاد عنه. ولذا قدّمت كتابات الجابري عبوراً، وتوافقاً فكرياً تعطش له كثيرون.
* * *
البيئة في بلداننا، حتى في الأوقات الحديثة، كانت تميل إلى جعل المعرفة عملية شبه تلقينية. فليس لك أن تقرأ إلّا ما يراد لك أن تقرأ، وأن تفهم ما يراد منك أن تفهم..! أدبيات متسيدة ومنتشرة مارست التخويف من إبداء الرأي ومن الخطأ.. على طريقة (فلا تكتب بكفك غير شيء * * يسرك في القيامة أن تراه).. وهي أدبيات تجمّد العقل والمعرفة. فالكتابة سلوك مثل أي سلوك آخر، قد يخطئ فيها الإنسان، وقد يكتب غداً غير ما يراه اليوم..! المفارقة الخطيرة هي أن الكتابة نفسها عملية معرفية مستمرة، يفترض أن يشجع عليها الناس، فبمجرد أن يبدأ إنسان الكتابة، ستتوارد عليه الخواطر، وستتوفر له أبوب الفهم والتعرّف، ومن يُحرم منها فهو يحرم نفسه من باب واسع من أبواب المعرفة، لا يقل أهمية عن باب القراءة. المبالغة في التحرج من الخطأ ليست إلا جالبة للشلل والجمود. هناك نخب تقدم أدبيات تخيفك من الكتابة والرأي حتى تجعلها لهم وحدهم..! بينما التوجس منها لا محل له طالما بذل الإنسان جهداً مرضياً في محاولته تجويد لعمله. ولو انتظر الإنسان حتى يضمن أنه سيقول الصحيح الذي لا يشوبه خطأ، فسيطول انتظاره، فلن يكون هناك وحيٌ معلق يبحث عنه..
قال لي أحد أساتذتي يوما quot;الكتابة الحقيقة هي التي يختلف حولها العقلاء.quot; بمعنى أن نصف القراء قد يكونوا معك، ونصفهم ضدك. وفي هذا دلالة جميلة على أن الموضوع المطروق موضوع بحثي بالفعل، فهناك مساحات للتغليب والاستدلال والمحاجّة، وهو ما يستفيد منه الناس في معرض تنميتهم وإثرائهم وتطويرهم لأنفسهم.. أمّا الكتابة التي لا يختلف حولها العقلاء، والتي تطلب لنفسها الصحة دائماً مثل أن quot;الصدق فضيلةquot; أو أن الناس يجب أن quot;يفعلوا الخير ويجتنبوا الشرور،quot; فهي كتابة تربوية ووعظية لا علاقة لها بالفكر.. فالفكر كما قال (بلوتارك) quot;زناد يقدح وليس وعاء يملأ.quot; كثير من الشباب اليوم تجاوزوا مرحلة أن يوعظوا وأن تتم تربيتهم وتلقينهم، فهم متحسسين لكثير من المشاكل اليوم، وعقولهم تحتاج إلى التحدي اللازم الذي ينقلهم إلى دائرة مسؤولية وإحساس أعمق بالحياة. فالكثير الآن يعلمون -دون أن يخبرهم أحد- أن مسألة التفكير هي مسألة وجود..
* * *
عبر هذه النقطة نجد أن كتابات الجابري قد أحسنت كثيراً في خدمتها للفكر. فكتاباته كانت مساحات واسعة تمتلئ بالمساجلة والنقد والتحليل للموضوع المطروح. وأحدهم لا يغادر كتابته إلا ومساحات كبيرة من الأخذ والرد، والعصف الذهني قد جالت في رأسه، مما يتيح فضاءاتٍ أرحب للتأمل وإعادة التفكير. كانت كتاباته ودراساته خليطاً من المناهج، مع تركيزه على المجال (الإبستيمولوجي) في نقده للفكر العربي. والإبستمولوجيا لمن لا يعرفها هي فلسفة العلوم، أو نظرية المعرفة، وهي تدرس المناهج لا من حيث ما تنتجه هذه المناهج، ولكن من ناحية كيف تنتجه، فتدرس طرائقها، ومبادئها، وحدودها، وفرضياتها دراسة نقدية لكي تُعرف قيمتها الموضوعية.
بالنسبة له كانت مشكلة العقل العربي تتمثل في انعدام الاستقرار الإبستيمولوجي. يقول الجابري ملخصاً هذه المشكلة quot;لقد كان أجدادنا إذا قالوا برأي ختموه بالقول quot;الله أعلمquot; أو quot;المسألة فيها قولان...quot; أما اليوم فإن التعقيب الذي حل محل تواضع العلماء القدامى يكتسب صيغة التأكيد التالي: quot;هذا أعلم.quot; ذلك أن الحقيقة لدى كثير من quot;المثقفين/القرّاءquot; العرب، بل ولدى كثير من الباحثين في الوطن العربي، فضلاً عن المثقف العادي، هي ما يقوله آخر كتاب قرءوه ولربما آخر حديث استمعوا له، الشيء الذي يدل على رسوخ الاستعداد للتلقي وغياب الروح النقدية في نشاط العقل العربي المعاصرquot;(نقد العقل العربي،ج1، ص44).
* * *
لقد رحل الجابري.. الرجل الذي كتب، وأثرى الحياة بكتابته.. قدّم الجابري جهداً جباراً مستمراً سيكون مخلِداً لاسمه في سماء الفكر العربي. رحل الجابري الذي أحرج السياسة بالتاريخ، والذي أسقط سدنة المعرفة وسلاطينها. الذي كتب أن quot;حق الإنسان في الكلمة هو الحق الذي من دونه يفقد الإنسان هويته كإنسان.quot; الذي أخبرنا أن quot;باب الاجتهاد لم يقفل في الأصل ولكن انغلق عندما انغلق الفكر الذي كان يمارسه،quot; والذي أورد أن احتياج اليوم ليس quot;اجتهاداً في الفروع بل في إعادة تأصيل الأصول.quot; وأنه لم يحدث أن كتب التاريخ عبر قوى متطرفة، بل دوما كان التاريخ يكتب عبر القوى التي تتصارع في الوسط..
كتب الجابري عن (الصحوة) أو (الصحوات) التي اجتاحت العالم الإسلامي في عقوده الأخيرة. يقول quot;... إن النائم الذي ينام ليلته ليصحو في الغد، يستطيع أن يتابع مسيرة حياته كالمعتاد... أمّا أهل الكهف ومن هم في معناهم فلا تكفيهم (الصحوة) لمتابعة مسيرة الحياة.. بل يحتاجون إلى تجديد عقولهم أولاً حتى يستطيعون أن يروا الحياة الجديدة على حقيقتها...quot; فيبين هكذا أن الصحوة (انفعال) لا (فعل)، والمسلمون مطالبون بالفعل (التجديد).
ويتساءل الجابري في كتابه (فهم القرآن الحكيم): هل يصح القول -باسم القرآن-: quot;الدنيا من أجل الآخرةquot;: من أجل الدخول إلى الجنة، أو المصير إلى النار، كما درج على القول بذلك كثير الناس، (علماء و عامة)، في جميع العصور التي تلت عصر النبوة و الخلفاء الراشدين؟! أم أن الأمر بالعكس من ذلك تماما، و هو أن الآخرة، أعني الجنة و النار، هما من أجل الدنيا، من أجل أن يسود فيها العدل، و التسامح، و السلام، و التواصي بالصبر و الرحمة، و الدفع بالتي هي أحسن...!!quot;
* * *
إذا قلتُ المُحال رفعت صوتي * * * وإن قلت اليقينَ أطلت هَمسي
يشرح حكيمنا أبو العلاء المعري في هذا البيت حاله وحال كثير من الناس. فمن هو متأكد وواثق مما يقول، لا يحتاج إلى رفع الصوت والصراخ والضجيج. بل يكفيه إيصال ما لديه بطريقة هادئة وبسيطة. وكأن هذا البيت من المعري ينطبق على الحالة الفكرية لصاحبنا الجابري. فقد كان الرجل الهادئ والواثق من نفسه ومن طريقه. كان حريصاً على الإنتاج، متحرصاً من المشاكسات والمناكفات المستهلكة للطاقة والجهد. العام الماضي في زيارته إلى معرض الرياض للكتاب، تعرض الجابري لهجوم عنيف، وصدرت ضده فتاوى وكتابات كثيرة، تشكك في شخصه وفي دينه. ومع ذلك بدا الجابري ذلك الواثق، الهادئ والممتص للصدمات والتوترات. نجح بفكره وشخصيته وردوده على الناس في محاضرته في تذليل وتهدئة هذه الهجمات وعدم تصعيدها عبر المقابلة بالمثل. وكأن لسان حاله يقول quot;هذه ثماري فأروني ثماركم.quot;
نقد الجابري كان هادئاً، ومع ذلك يصاحبه تأثير عميق. لأنه نقد يجيد اصطياد مواضع الجروح، والعلل. ومثال على هدوءه، ونقده المتزن، نجده في حديثه عن (السلفية) كما في كتابه (نقد الحاجة إلى الإصلاح). فعلى عكس ما يمارسه بعض المفكرين، نجد أن الجابري لم يقم بنسف السلفية، أو إقصائها من دائرة الحل، كأن يعتبرها مجرد بنية مغلقة لا تحمل أية حلول، ولا تمارس سوى إلغاء الخارج والتشرنق على الداخل. لقد ميّز الجابري من السلفية أفضل نماذجها، والوجه القابل للحداثة فيها، واستلهم فيها النموذج الذي تخلص من الماضوية حين يكون نموذجا يمارس quot;العودة إلى الماضي ليس من أجل الماضي نفسه، بل من أجل التحرر مما تراكم من (انحرافات) و(ظلمات) في المسار الذي يفصل الحاضر عن تلك النقطة المضيئةquot; (أنموذج علّال الفاسي). ويعلن أيضاً أن الناس لا تقبل الأفكار الإصلاحية إلا إذا قدمت لهم بوصفها ذات أصول في تراثهم، وأن فكرة الربط بالأصول تخدم النظام الفكري كله بنظاميه القديم والجديد (ص142).
* * *
كان سبب كتابة الجابري لكتابه (المثقفون والحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد) هو أنه قد استشعر أزمة ثقافة عربية. فالمثقفين في الحضارة العربية -سابقاً وحديثاً- يظهرون وكأنهم لا يرتبطون بمرجعية، ولا يستندون على أصل.. كأنهم معلقين في الهواء. يوجد غياب حاد للمرجعيات، وتهميش للوجود الثقافي. وما نستطيع نحن أن نفيد منه هو أن نعرف أن كثافة المحاولات والمشاريع الفكرية قادرة على خلق مرجعيات لعوالم فكرية أكثر خصوبة ورحابة. وما أنا متأكد منه هنا هو أنه بعد مرور الجابري على هذه الأرض، فإن هذه الأزمة للعالم الثقافي العربي قد صَغُر حجمها..
وبحسب تعبير الجابري فإنه لا يوجد مثقف يفكر من الصفر. فلكنا بطريقة أو بأخرى نستوحي ونستلهم من غيرنا، وغيرنا يستلهم منّا.. وهكذا.. المثقف بصورة أو بأخرى قد يكرر آخر، أو يتجاوزه، أو يعارضه.. الخ... بهذا الطريقة في التواصل الثقافي كان الجابري حيّاً أمامنا، وسيظل.. مادامت كتاباته ماثلة تعيش بيننا...
* * *
هذه كلمات جميلة، تطرأ على بالي مع أي فقدٍ لعزيز، أحببت مشاركتها مع القارئ. يقول الإمام (بديع الزمان النورسي) في (رسائل النور):
quot; الموت ليس إعداما نهائياً، وليس فراقاً أبدياً، وإنما مقدمة وتمهيد للحياة الأبدية، وبدايةً لها. وهو إنهاء لأعباء مهمة الحياة ووظائفها، ورخصة منها وراحة وإعفاء. وهو تبديل مكان بمكان، وهو وصال ولقاء مع قافلة الأحباب الذين ارتحلوا إلى عالم البرزخ... هكذا، بمثل هذه الحقائق شاهدت وجه الموت المليح الصبوح، فلا غرو أنّي لم أنظر إليه خائفاً وجلاً، وإنما نظرت إليه بشيء من الاشتياق...quot;
التعليقات