مقدمة حول المجتمع العراقي
ان دراسة علمية ومنهجية للمجتمع العراقي وللشخصية العراقية يجب ان تقوم على معرفة الذات ونقدها قبل الدفاع عنها وجلدها، لأن معرفة الذات هي أول درس في الانثروبولوجيا الفلسفية، كما ان النقد والنقد الذاتي ضروريان لبلورة رؤية موضوعية ليست ذات بعد واحد وتقوم على الربط الجدلي بين الفكر والممارسة العملية من الممكن ان تساعدنا على تجاوز وضعنا الراهن والسيطرة على وجودنا واعادة الاعتبار الى ذاتنا المنكسرة، بعد الازمات والمحن والحروب والحصار والاحتلال والخراب، وأن نحاول قدر الامكان دراسة هذه الازمات والتأزمات وتشخيص ظواهرها وفهمها وتحليل اسبابها تحليلاً علمياً موضوعياً بعيداً عن التصورات الايديولوجية والبكائيات القومية والولاءات الاثنية والقبلية والطائفية ومعالجتها من جميع جوانبها المجتمعية والنفسية. لذا فإن أية معالجة أخرى سريعة او متسرعة ولا تمس الواقع الاجتماعي والنفسي والاقتصادي والثقافي إلا من الخارج السطحي والمخادع لا توصلنا الى الأسباب الحقيقية الكامنة والعوامل الفاعلة، الشعورية واللاشعورية، التي تتحكم في حياتنا.
كما ان معرفة الذات ونقدها تستدعي ضرورة معرفة الظروف والشروط الموضوعية والذاتية، التاريخية والجغرافية والاجتماعية والنفسية والثقافية، حيث مر العراق بفترات مظلمة عديدة في تاريخه الاجتماعي والحضاري كونت قطيعات حضارية هي:
1- القطيعة الاولى بدأت مع سقوط بابل بيد الفرس عام 539 ق م. واستمرت حتى الفتح الاسلامي للعراق تخللها احتلال العراق من قبل الرومان عام 331 ق م ولمدة قرنين.
2- القطيعة الثانية بدأت من سقوط بغداد على يد هولاكو عام 1258 م واستمرت حتى تأسيس الدولة العراقية الحديثة.
3- والقطيعة الحضارية الثالثة بدأت من بداية الحرب العراقية- الايرانية وما زالت مستمرة.
خصوصية المجتمع العراقي
المجتمع العراقي مجتمع فسيفسائي متعدد ومتنوع الاعراق والأديان والقبائل والطوائف واللغات من جهة، وفيه من الصراعات والانقسامات والخلافات والاختلافات العديدة شيئا كثيرا من جهة اخرى.
ان هذا التعدد والتنوع والتداخل كان من المفروض ان يكون عامل غنى وتطوير وإبداع، ولكنه ادى، تحت ظروف وشروط ذاتية وموضوعية غير طبيعية، الى تطوير مجتمع غير مستقر ومنسجم وموحد والى عدم تطور وعي اجتماعي وثقافي ومجتمع مدني من الممكن ان يشكل هوية وطنية واحدة.
العراق مجتمع يبحث عن أمة
كان تشكيل الدولة العراقية في بداية القرن الماضي نتاج مشوه لنمط الهيمنة الكولينيالية الذي ساد انذاك، وكان العراق انذالك مجتمع يبحث عن أمة، حيث تم تكوين جماعات تحالف تقليدية وتشكيل نخب سياسية غير منسجمة في الواقع(عسكر عثماني وشيوخ عشائر ووجهاء وتجار وافندية)، حاولت بناء العراق وتحديثه، غير انها لم تستطع تشكيل هوية وطنية وتطوير روح مواطنة لها قابلية على الثبات والاستمرار.
ومن الممكن تقسيم تاريخ العراق الحديث الى ثلاث مراحل تمثل كل مرحلة منها جيلا، على اعتبار ان عمر كل جيل هو ثلاثون عاما، وهي مراحل تقريبية وليست جامدة وغير متحركة وهي:
أولا_ جيل التأسيس ( 1915 - 1945)
ثانيا - جيل البناء (1945 - 1975)
وثالثا - جيل الحرب والحصار (1975 - 2005) وهو جيل الهدم والضياع
ويمكننا تقسيم المرحلة الى جيلين:-
أولا - جيل ما قبل صدام حسين
الذي حافظ على ثوابته الوطنية وعلى خصائص شخصيته ومقوماتها وتميز بقيم ومعايير اجتماعية وثقافية واخلاقية ايجابية وفي مقدمة تلك الثوابت انه كان جيلا حضريا مستقرا ومتماسكا و متسامحا اجتماعيا ودينيا واخلاقيا وسياسيا، ملتزما خلقيا بالعيب والحلال والحرام، قانعا ببساطة العيش وتحمل المشاق من اجل المحافظة على كرامتة. مما ساعد على تنامي بدايات مؤسسات المجتمع المدني ودولة القانون وتطور الطبقة الوسطى التي حملت على اكتافها التحديث والتقدم الاجتماعي.
ثانيا - جيل ما بعد صدام حسين وهو الجيل الذي ولد خلال اعوام الحرب والحصار وعاش المآسي والاهوال والمجاعة والامراض والتلوث والفساد وهو جيل الحواسم والفرهود.
جيل الاحتلال:
يلي ذلك جيل الاحتلال وهو جيل الفوضى والدمار الذي بدأ مع سقوط النظام السابق على ايدي قوات الاحتلال عام 2003. انه جيل العنف والاحتراب والمفخخات والمحاصصة الطائفية، جيل الفساد والرشوة والخراب وما زال هذا الجيل مستمرا. ومن المبكر اعطاء نتائج متكاملة عنه في هذه المرحلة الانتقالية المعقدة.
المتغيرات البنيوية
من أهم التغيرات البنيوية التي حدثت خلال العقود الثلاثة الاخيرة، التي شوهت الشخصية العراقية وهزت ثوابتها الوطنية هي:
أولا: التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق
ان تركة ثلاث عقود من الاستبداد والقمع والاستلاب جعلت العراقيين يعيشون واقعا مريرا مملوءا بالظلم والقهر والحروب والحصار والمقابر الجماعية. وقد بدأت تلك التركة الثقيلة بمشروع الهيمنة الذي استخدمه النظام السابق لإخضاع الشعب العراقي بكل الطرق والوسائل القانونية وغير القانونية وكان هدف الهيمنة السيطرة على:
- السلطة: الهيمنة على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية
- الثروة: الهيمنة على واردات النفط، حيث تحولت الدولة الى دولة ريعية لا تاثير للمواطن عليها
- المعرفة: الهيمنة على الثقافة،الاعلام، التربية والتعليم والمنظمات الجماهيرية وغيرها.
كل ذلك قاد الى عسكرة المجتمع التي قادت بدورها الى حرب الخليج الاولى التي ولدت بدورها quot;حربا تلد أخرىquot;، وقادت بالتالي الى الاحتلال وسقوط العراق في دائرة من الفوضى والخراب.
ثانيا- الحروب والحصار وكان من آثارها ما يلي:_
- انهيار البنية التحتية كالمصانع والطرق والجسور والماء والكهربا وغيرها والتضخم النقدي والمجاعة والهجرة القسرية الى خارج العراق.
- تفكك البنى الاجتماعية والنفسية والثقافية وتمزق النسيج الاجتماعي والعائلي والاخلاقي الذي ظهر في المآسي التي حلت بالعائلة والطفولة وتزايد نسبة الارامل واليتامى والمقعدين وارتفاع نسبة الامراض النفسية والعصبية والسرطانات وكذلك ارتفاع نسبة الجريمة والجنوح والعصابات والزمر الاجرامية وانتهاكات حقوق الانسان التي شملت الاغتيالات وقطع الايدي والاذان والمقابر الجماعية، الى جانب انحراف القيم والتحلل الاجتماعي. وقد سبب كل ذلك ضمور الطبقة الوسطى وارتفاع نسبة البطالة وازدياد القحط والمجاعة بحيث اضطر البعض الى بيع مكتباتهم وشبابيك دورهم.
- عودة القبيلة: وللمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث شهدت الدولة العراقية اندماج العصبية القبلية بالمؤسسة العسكرية والاقتصادية والسياسية وتلاحم العشائر الريفية بالحزب، وفي ذات الوقت، عملت الدولة على ضرب الحزب بالعشيرة وضرب العشيرة بالحزب وكسر شوكتها.
- شيوع خوف مركب من السلطة ومن الانا ومن الاخر بحيث اصبح الانسان يخاف حتى من جدران بيته.
ثالثا - الحصار:
كسر الحصار القاتل ظهر الانسان واهان كرامتة واضعف هيبة الدولة وحطم الجيش وهيأ لاحتلال العراق وإذلاله. وتعتبر هزيمة الجيش العراقي من الكويت نهاية النظام وبداية سقوطه.
الردة الحضارية
ان الازمات والمحن والمآسي والانكسارات التي مر بها المجتمع العراقي كونت quot;ردة حضاريةquot; اصابت المجتمع العراقي وأرجعته قرونا عديدة الى الوراء، أي الى مرحلة ما قبل تأسيس الدولة العراقية في بداية القرن الماضي.
وهناك مؤشرات عديدة لهذه الردة، فحتى السبعينات من القرن الماضي كان هناك تحديث وتقدم اجتماعي وثقافي، أما اليوم فهناك تراجع ونكوص نحو الخلف وانحطاط اجتماعي وثقافي وحضاري وبجميع المستويات. ومن أهم مؤشرات هذه الردة الحضارية ما يلي:
اولا- الفوضى الشاملة:
لقد أدى الاحتلال الى فوضى عارمة والى تفكيك الدولة ومؤسساتها واداراتها الرئيسية والى الانفلات الأمني وسرقة الذاكرة العراقية وتأجيج الحواسم والفرهود مما سبب انفجار العنف والارهاب والمليشيات والعصابات الاجرامية وفتح الحدود لدخول القاعدة وشيوع الحركات الدينية التكفيرية.
ثانيا - ضعف الدولة وروح المواطنة:
ان ضعف الدولة وروح المواطنة قوى القبيلة والطائفة ومزق الهوية الوطنية، حيث برزت على السطح حالة من الاصطفاف القومي والقبلي والديني والطائفي لم يشهدها العراق من قبل وقادت الى صراع على الهوية كاد ان يقود الى حرب اهلية.
ثالثا - فشل النخب السياسية:
لقد فشلت النخب السياسية في الداخل والخارج في التوحد في جبهة وطنية (قامت المعارضة منذ1991 على اساس المحاصصة الطائفية) كان من نتائجها ترسيخ المحاصصة الطائفية وادخال العراق في نفق مظلم.
رابعا - شيوع ثقافة العنف والارهاب:
-ظهور الحركات والافكار الاصولية التكفيرية والميليشيات والعصابات المنظمة وغير المنظمة والتعصب الاعمى ضد النساء ومنع الاختلاط في الحرم الجامعي وغلق محلات تصفيف الشعر للنساء وبيع مواد التجميل النسائية.
-تسييس الدين وتعميق الفوارق والاختلافات الدينية والمذهبية والصراعات الطائفية،الذي ادى الى النزوح الطائفي القسري والقتل على الهوية والمراهقة السياسية وتردي الاداء السياسي.
-قتل واختطاف وتهديد المئات من النساء والاساتذة والاطباء والقضاة والصحفيين وغيرهم.
خامسا - تصدع البنى السايكولوجية
ان تصدع البنى الاحتماعية والنفسية ادى الى تفكك النسيج الاجتماعي والعائلي والتحلل القيمي والاخلاقي وما اعقبه من تخلف وتدهور في طرائق التربية والتعليم وانتشار الفقر والبطالة وانهيار المستوى الصحي واستشراء الفساد والخراب.
خصائص الشخصية العراقية
الثوابت والمتغيرات
بالرغم من ان الشخصية العراقية هي شخصية حية ومسالمة بطبيعتها ولها قابلية على تحمل المشاق واجتياز اصعب المحن وانها شخصية متسامحة ولها اهتمام بالادب والفن والشعر ومتعلقة بالارض فلا تعرف الهجرة، فانها تعرضت الى محن وكوارث واضطهاد وقمع واحتلال وتدمير للدولة وروح المواطنة احدث خللا اجتماعيا وسايكولوجيا وعدم توازن اجتماعي يظهر في السلوك اللاعقلاني وعدم الربط بين التفكير والممارسة ربطا جدليا بحيث اصبحت مشوهة ومفككة ومنكسرة ومتعارضة ومنقسمة على ذاتها.
الانقسام على الذات
لقد اصبحت الشخصية العراقية منقسمة على ذاتها الى:
شخصية متسلطة عدوانية تشترك بعناصر سادية في سلوكها في تقديم قيم الموت والفناء على قيم الحب والتعاون والحياة وقيم الكراهية حتى الموت على قيم التسامح والوئام، كما انها تتصف بضعف الضمير و الوازع الديني والاخلاقي. وهي ترتدي أي لباس أيديولوجي لتغطي فيه عدوانيتها، وذلك لان عقدة الشك والاضطهاد وعدم الثقة بالاخرين تمتلكها وتتحكم فيها. وهي لا تشعر بالأمن والراحة النفسية إلا باقصاء الاخرين وانزال الاذى بهم والتلذذ بعذاباتهم، وشخصية خاضعة لا عقلانية خائفة وقلقة ومتقوقعة على نفسها ونكوصية مغتربة ومستلبة وعاجزة عن رد الأذى والضيم ولا أبالية وتقول أنا شعلية..!
هذه الثنائيات جعلت العراقي قلقا غير مستقر على حال وليس عنده حل وسط وهو ما يفسر المزاج العاطفي المتقلب السريع التأثر والتأثير( فهي كالحلفاء سريعة الاشتعال والانطفاء) والمرتهن بانقسامات وتعارضات زمية وتزامنية عديدة مثل: عنيف وقاسي مقابل بسيط وطيب، متدين مقابل لا ديني، مندفع مقابل انطوائي، سني مقابل شيعي، بدوي مقابل حضري، وطني مقابل رجعي..الخ
وتعود ثنائية التسلط والخضوع في اصولها الى:
1 - النظم الاستبدادية والقمع والتخلف
2 - النزعة الابوية-البطريركية- الذكورية التي تكون علاقة هرمية تتحكم في العلاقة بين الأب وافراد العائلة وبين المرأة والرجل. وتنتقل من العائلة الى المدرسة والى المجتمع حتى تصل الى رأس السلطة حيث يصبح الحاكم هو الاب والقائد والراعي وعلى الرعية الطاعة والخضوع. مثل هذه الشخصية لا تنمو الا في ظل ثقافة العنف والهيمنة والامتثال وتحويل الجمهور الى قطيع لتكريس منطق العجز والخضوع والسكوت على الظلم وتثبيت الواقع بالقوة حيث يتحول quot;المستبدون الصغارquot; الى quot;صدامين صغارquot;، وبهذا يصبح القاتل والضحية واحدا.
ثانيا: شخصية ذات نزعة تغالبية:
ترتبط برواسب الثقافة البدوية بقيمها واعرافها وعصبياتها، التي ما زالت ترسباتها كامنة في اللاشعور الفردي والجمعي.(انصر اخاك ظالما ومظلوما، جيب نقش واخذ عوافي، السبع الذي يعبي بالسكلة رقي..الخ).
ان النزعة التغالبية انتجت العصبيات العشائرية والطائفية والحزبية و الفرهود والحواسم واستشراء الفساد والغش والحيلة والمرجلة والنفاق والتكالب على الثروة والوظيفة والسلطة والحصول على حصة من الكعكة. وقد صدق على الشرقي حين قال: قومي رؤوس كلهم أرأيت مزرعة البصل !
ثالثا- شخصية جدالية:
انها شخصية جدالية وماضوية، صوتية وشفاهية لاتدوينية، محافظة تقليدية لاعقلانية، عنيدة ومعاندة. فحين يتجادل شخصان لابد وان يفحم أحدهما الاخر وينتصر عليه بالحق او بدونه (افحمه!) واتكالية غير منتجة وتعتمد على البطاقة التموينية مثل quot;تنابلة السلطانquot;.
رابعا:- شخصية انفعالية:
والشخصية الانفعالية مزاجية، فردية مندفعة، قلقة ومترددة ومتقوقعة على ذاتها، سريعة التأثر والتأثير(فهي كالحلفاء سريعة الاشتعال والانطفاء)، وفي ذات الوقت، جنائزية حزينة لا تعرف الفرح وتقضي ربع السنة بالبكاء واللطم والنواح.
خامسا:- شخصية مغتربة:
فهي مغتربة عن ذاتها و مجتمعها و وطنها، عاجزة نكوصية وسلبية، غير قادرة على تحمل المسؤولية.
واخيرا:
من المحتمل ان تكون السنين القادمة اكثر صعوبة وتعقيدا وذلك:
1- لأن هذا الجيل، الذي يعيش ويتبنى ويشارك في الخراب والمذابح والمحاصصة الطائفية والفساد والرشوة وتحت خيمة الاحتلال وحمايته ولا يستطيع تغيير نفسه، سوف ينشأ ويربي ويعلم جيلا جديدا من المحتمل ان يكون اكثر عنفا وقلقا وانقساما على ذاته.
2- اذا كان من الممكن اعادة انتاج البنية التحتية وكذلك جزء من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تفككت بفعل الحرب والقمع والاحتلال بوقت قصير نسبيا، فان اعادة بناء الانسان المكسور والنسيج الاجتماعي والنفسي والاخلاقي الممزق في سنوات قليلة ليس سهلا.؟!
ومع ذلك علينا ان لا نيأس فهناك بارقة أمل في ان يستعيد العراق عافيته، ولكن ينبغي علينا ان نعمل اولا على تغيير ثقافتنا وذهنيتنا وسلوكنا ونبدأ بما يلي:
-اعادة بناء الدولة وروح المواطنة والهوية الوطنية الموحدة
- تجنب ثقافة العنف والالتزام بالتواصل والتسامح والحوار
- اعادة النظر في الخطاب الفكري والاجتماعي والسياسي على اساس النقد والنقد الذاتي
-اعادة النظر في التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم على أسس علمية وديمقراطية لا تقوم على التلقين والحفظ والتسلط والقمع وانما على التفاهم والحوار والنقد والنقد الذاتي.
_______________________________________________
القيت هذه المحاضرة بدعوة من المنتدى العراقي في همرسمث بلندن يوم السبت 19 حزيران 2010. وهي موجز لبعض فصول من كتاب حول quot; الشخصية العراقية quot; سوف يصدر للمؤلف قريبا.
التعليقات