يواظب على صبغ شعره باللون الأصفر الفاقع كمواظبته على مهاجمة الأسلام والمسلمين، وصبغ الشعر بهذه الطريقة له أكثر من معنى وتفسير فالرجل يحاول من جهة أن يخفي بعض ملامحه الشرقيه (حيث ينحدر من أم هندية وأب هولندي) ومن جهة أخرى يحاول الطرق الخفيف على وتر العنصرية لمغازلة وكسب ود البيض الغير مهجنيين للوقوف معه في حملته الشعواء التي يشنها ضد المسلمين، والطرق الخفيف معناه عدم الذهاب بعيدآ بأتجاه الحركات النازية والفاشية التي بدأت تنشط في بعض أجزاء أوربا وهذه الحركات تعادي كل الأعراق في أوربا ومنهم اليهود، هذا هو السيد خيرت فيلدرز بأختصار والذي لم تكن أغلب مراكز أستطلاعات الرأي الهولندية تتوقع أن يحقق حزبه المسمى بحزب الحرية المعادي للتواجد الأسلامي خاصة والأجانب عامة في هولندا أكثر من خمسة الى ثمانية مقاعد أضافية في الأنتخابات التي جرت مؤخرآ تضاف الى مقاعده في البرلمان السابق والبالغة تسعة مقاعد، فقد خابت أغلب هذه التوقعات والأستطلاعات التي أجرتها هذه المراكز على عينات عشوائية من المجتمع الهولندي، حيث أستطاع هذا الحزب من تحقيق مفاجأة غير متوقعة بحصوله على 24 مقعدآ أي بأضافة 15 مقعدآ ليصبح عدد مقاعده في البرلمان الحالي 24 وليحتل بذلك المرتبة الثالثة بعد الليبراليين والعمل متقدمآ في الوقت نفسه على الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم والذي فقد أكثر من نصف مقاعده في هذه الجولة من الأنتخابات


لا شك بأن التواجد الأسلامي والأجنبي عامة في هولندا وعموم أوربا قد أصبح مادة دسمة لكثير من وسائل الأعلام الصفراء وأخذ يخضع للمزايدات السياسية والدعايات الأنتخابية لكثير من الأحزاب المفلسة سياسيآ والتي ليس لها أي برامج أنتخابية حقيقية حيث أخذت هذه الأحزاب على عاتقها الطرق على وتر العنصرية لزيادة رصيدها الأنتخابي، وظاهرة فيلدرز خير شاهد على ذلك فالرجل سطحي بكل معنى الكلمة ولا يملك أي رؤيا واضحة لمعالجة بعض المشاكل في المجتمع الهولندي غير نشر البغضاء واثارة الأحقاد بين أفراد المجتمع للفت الأنتباه له، لكن تجاوزاته وإساءاته المتكررة للأسلام والمسلمين ذهبت بعيدآ جدآ ووصلت الى حدود تهدد سمعة هولندا التي لا تتحمل المزيد من الضرر، فمجزرة سربرنيشيا التي أقترفها صرب البوسنة بحق المواطنين المسلمين الذين كانوا تحت حماية القوات الهولندية العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة لا زالت ماثلة في الأذهان علاوة على مشاركة هولندا الفعالة في حربي العراق وأفغانستان، كل هذه أمور تجعل من الكثيرين يعتقدون بأن لهولندا أجندة في إستهداف الأسلام والمسلمين


حقيقة الأمر بدأنا نخشى من أصوات أخذت في التعالي في العالمين العربي والأسلامي مطالبة بضرورة مقاطعة هولندا سياسيآ وأقتصاديآ وطرد الهولنديين الذين يعملون في الدول العربية والأسلامية وغلق السفارات الهولندية وأستبدال عملاق الشركات النفطية الهولندية (شل ) بشركات روسية وصينية وهندية، حيث ترى هذه الأصوات أن هذا الشعبوي ذو الخطاب الديماغوجي يجد نوعآ من السكوت تصل الى درجة الرضى والقبول وحتى التشجيع والتواطئ من قبل بعض المنظمات الرسمية وغير الرسمية في هولندا، إضافة الى أن بعض الأصوات ذهبت أبعد من ذلك حيث طالبت بالتضييق على الجاليات المسيحية الكبيرة التي تعيش في العالمين العربي والأسلامي وخاصة في مصر وسورية ولبنان والأردن والجاليات المسيحية الحديثة التي بدأت تتغلغل في دول الخليج العربي.


أن مبادئ حرية الرأي والتعبير هي من الأمور المحترمة والمكفولة في كثير من الدساتير على أن لا تصل الى إهانة أمم وتسفيه ديانات وإزدراءها وممارسة العنصرية بحق أتباعها وإحتقارهم ووصمهم بأبشع الصفات،لذلك يتوجب على هولندا وساستها ونخبها الفكرية المثقفة أن تعالج مثل هكذا أمور شاذه لا تمت لمبادئ حرية الرأي والتعبير بأي صلة،لا سيما وأن جهود هولندا وطموحاتها المتواصلة على مدى عقود في خلق مجتمع متجانس قد تذهب سدى ما لم تسابق الى سن قانون يجرم الأساءة الى الأسلام والمسلمين أسوة بتجريم معاداة السامية.

[email protected]