بلا أدنى مبالغة فإن بداية هذا العام 2011 هى أسوأ بداية مرت علىّ فى حياتى عندما علمت بمذبحة كنيسة الإسكندرية، ليس فقط لإرتفاع عدد الضحايا فى أول حادث منظم بإحتراف من هذا النوع فى مصر، ولكن لأن الحادث يشكل منعطفا خطيرا فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، وإن كان المسلمون غاضبون لهذا الحادث الإجرامى قيراطا واحدا فإن المسيحيون غاضبون أربعة وعشرين قيراطا، ومن يلومهم؟؟ مجرمى حادث نجع حمادى فى عيد اليملاد الماضى حتى الآن لم يتم الحكم عليهم فى مماطلة غريبة من القضاء المصرى (عندما يحب أن يماطل)، كان يجب محاكمة هؤلاء وأمثالهم أمام محاكم عسكرية سريعة، او تشكل قوانين خاصة ومحاكم خاصة لمحاكمة أمثال هؤلاء المجرمين، الشخص الذى أخذ فى الإسكندرية ينتقل من كنيسة إلى أخرى لطعن المسيحيين طلعوه مجنون، ومن قبلهم بسنوات المجرمون مرتكبوا جرائم قتل المسيحيين فى الكشح طلعوا زى الشعرة من العجين، والأمثلة أكثر من أن تعد وأن تحصى، وعندما إعترض المسيحيون فى العمرانية على تدخل الأمن السافر لإيقاف بناء كنيسة لهم تم معاملتهم معاملة الإرهابيين، بالله عليكم دلونى على مسجد واحد فى مصر أخذ تصريحا بالبناء، أنا شخصيا أعرف ثلاث مساجد فى أحياء مختلفة من القاهرة تم بناؤها فى حدائق عامة بدون أى إذن أوتصريح ولم يتحرك أى أحد لإيقاف هذا الإعتداء، تخيلوا معى للحظة لو إجتمع نفر من المسيحيين وقرروا إغتصاب أرض ملكية عامة (حديقة مثلا) وقرروا بناء كنيسة عليها بدون تصريح، ما سوف يحدث لهم لا أستطيع كتابته هنا لأنه قد يخدش الحياء!
....
الموضوع وصل مرحلة حرجة جدا والقاهرة أصبحت أكثر تشددا من طهران وقندهار ووزيرستان، الحرب ضد الإرهاب هى حرب فكرية، لذلك إخترت عنوان مقالى بهذا الشكل، فالنقاب هو أقصى درجات التطرف والتشدد الدينى، وفى الماضى عندما كنا نرى بعض سيدات الخليج يرتدين النقاب كنا نتعجب ونقول أن تلك عاداتهم الصحراوية ولا علاقة لها بالدين الإسلامى، ولكنى لم أتخيل أن أعيش لأرى نسبة مخيفة (وفى إزدياد) من بنات وسيدات مصر يرتدين النقاب، وإنتشار النقاب ومن قبله الحجاب قسم المجتمع المصرى تقسيم واضح، أن المسلمة ترتدى النقاب أو الحجاب (وهذا أضعف الإيمان) أما المسيحية فهى تمشى كاشفة عن شعرها، حتى أن بعض المشايخ شبة (السافرات ndash; وهى كلمة بغيضة) بالعاهرات!!
ومع وصول النقاب إلى القاهرة كان ولا بد وأن يلازمه الإرهاب، لأنه التطرف يعلن عن نفسه وبكل وقاحة فى كل أنحاء مصر، حتى أن بعض العاهرات المحترفات (حقيقة) فى مصر أصبحن يلبسن النقاب لكى لا يعرفن عندما يذهبن إلى شقق الزبائن.
ولقد أصبت بالغثيان عندما أخذت قناة لهلوبة الفضائية المشهورة تذيع على مدار يوم كامل بأن الموساد والصهيونية العالمية وراء مذبحة الإسكندرية، وإذا كانت إسرائيل وراء سمك القرش فى شرم الشيخ، ووراء إرتفاع أسعار السكر والحديد، ووراء عدم إكتفاء مصر الذاتى من القمح ووراء إختلاط مياه المجارى بمياه الشرب ووراء غضب زوجتى منى فى الأسبوع الماضى! طالما هم شاطرين لهذا الدرجة، لماذا لا نعطيهم مصر لكى يديروها بطريقة أفضل بدلا من يتسببوا فى كل شئ تعيس فى حياتنا، ويفعلون هذا ومعنا معاهدة سلام فما بالك لو كنا فى حالة حرب معهم؟!! وللأسف وجدت أن بعض المسيحيين مقتنعون بأن مذبحة الإسكندرية من فعل الموساد!!

ياحضرات السادة تنظيم القاعدة هو إختراع مصرى بدأ للتصدير فقط مثل غيارات (جيل) القطنية، ولكنه يبدو أن quot;بضاعتنا قد ردت إليناquot;، القائد العظيم لجريمة 11 سبتمبر محمد عطا هو مصرى، أيمن الظاهرى القائد الحقيقى لتنظيم القاعدة مصرى إبن مصرى، فلماذا تستكثرون على تنظيم القاعدة (بعد إنتشاره العالمى، وبعد أن أصبح فرانشايز) أن يقوم بعملية (من نفسه) فى مصر، ومن أفضل من المسيحيين كهدف معقول فى ظل التطرف الدينى الخانق فى مصر؟

لكى تنهض مصر من كبوتها تلك والتى قد تكون الأسوأ فى تاريخها الطويل والعظيم، يجب إتخاذ إجراءات على أعلى مستوى لنزع فتيل الإحتقان والتطرف الدينى:

أولا: تعديل المادة الثانية من الدستور لتصبح:quot;الشرائع السماوية تعتبر دليلا للتشريع المدنىquot;

ثانيا: إقرار قانون دور العبادة والمساواة فى بناء دور العبادة بغض النظر عن الدين

ثالثا: إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية وجواز السفر وشهادة الميلاد وكل الوثائق الرسمية والغير رسمية
رابعا: منع إرتداء النقاب فى الشارع المصرى، وعلى من ترتدى النقاب أن تلزم بيتها

خامسا: تشريع قوانين جديدة لمحاكمة كل محرض على الكراهية كائنا من كان شيخا كان أم قسيسا ومحاكمة
مروجى الإشاعات والتى من شأنها بث الكراهية والتحريض على العنف، كيف نسمح لشخص يدعى أنه مفكر إسلامى يدعى كذبا بأن المسيحيين يقومون بتخزين الأسلحة والذخائر فى الكنائس والأديرة، هل تعلمون معنى إنتشار شائعة كريهة بهذا الشكل وخاصة فى ظل الإحتقان الدينى الذى نعيشه؟؟

سادسا: عمل رقابة على القنوات الدينية المنتشرة (زى الرز) مسلمة كانت أم مسيحية وغلقها بالضبة والمفتاح
إن قامت بالتحريض أو زرع الكراهية أو أساءت إلى دين أو مذهب منالمذاهب.

سابعا: إعادة النظر فى المناهج الدينية فى المدارس الدينية وغير الدينية وشطب كل ما يحرض على الآخر أو يبث روح الكراهية.

ثامنا: تحويل بعض المعاهد الأزهرية إلى مدارس مهنية لتخريج المهن التى يحتاجها المجتمع حقيقة، مجتمعنا يحتاج إلى سباك ماهر وكهربائى ماهر ونجار ماهر ومبرمج إلكترونى ماهر، كفاية مشايخ الله يخليكم.

تاسعا: السماح للمسيحيين بتولى أى وظيفة كانت إبتداء من رئيس الجمهورية وحتى أصغر ضابط مباحث.

عاشرا: عمل كوتا (رغم أنى لست من أنصار الكوتا) للمسيحيين فى مجلس الشعب والمجالس المحلية ولو لمدة إنتقالية (عشر سنوات مثلا)

حادى عشر: على كل الأحزاب وفى مقدمتهم الحزب الوطنى أن يضعوا فى قوائمهم فى إنتخابات المجالس التشريعية والمحلية نسبة من االمسيحيين لا تقل عن عشرة بالمائة

ثانى عشر: على المسيحيين أن يدركوا جيدا أنهم ابناء هذا الوطن وليسوا ضيوفا عليه وأيضا على المسلمين أن يدركوا أنهم أبناء هذا الوطن وليسوا ضيوفا عليه.

ثالث عشر: التخلى عن شعار الهلال يعانق الصليب لأنه شعار يؤكد فكرة بأننا فئتين فى هذاالمجتمع، يجب أن نعرف بأننا مصريون فقط.

رابع عشر: يجب أن نناقش مشاكلنا بكل صراحة وننشر غسيلنا الوسخ على الملأ ثم نقوم بتنظيفه وغسله من جديد، وبدون أن نجد غسيلنا الوسخ ونعترف أنه وسخ فلن ننظفه أبدا.
....
ومين عارف رب ضرة نافعة، قد تكون هذه إشارة إنذار خطيرة لما قد يحدث فى المستقبل إذا لم نتصرف ونبدأ على الفور، لأن مذبحة الأسكندرية قد ننساها بعد شهر، ولكن أساب المشكلة مازالت موجودة حتى لوقبضنا على المجرمين وتم إعدامهم.
لقد نبهت وقد أعذر من أنذر...
....
ولا بد أن أختم بنكتة قديمة وسط كل هذه المآسي:
quot; من المعروف أن الرئيس السادات كان لا يحب البابا شنودة حتى أنه عزله من منصبه فى أواخر أيامه، ولكن قبل أن يعزله من منصبه طلب منه الحضور إلى مكتبه ودار بينهما هذا الحديث:
السادات: بص بقى يا أبونا شنودة، النهاردة أنا منزعج جدا من الفتنة الطائفية، وعاوز أعمل حاجة وحبيت آخد رأئك فيها
البابا شنودة: خير ياريس
السادات: دلوقت إحنا كلنا مصريين ما فيش مسلم ولا مسيحى، حتى إن كلمة قبطى يعنى مصرى، المسيحيين ياخدواكل الوظائف المؤهلين لها، حتى إنى قررت إلغاء خانة الديانة من بطاقة تحقيق الشخصية.
البابا شنودة: دى خطوة عظيمة ياريس ربنا يخليك لينا
السادات: وعشان تصدق إنى ما عنديش تفرقة بين مسلم ومسيحى أنا قررت تعيين حسين الشافعى عشان يكون بابا الأقباط.
البابا شنودة: أيوة ياريس بس حسين الشافعى ده مسلم
السادات: والله عجايب يا أبونا... حترجع تانى تقوللى مسلم ومسيحى!!
....
[email protected]