quot;الطغاة quot; ذاكرة ارهاب تمحوها آمال الشباب
quot;يكفي ان يعبس الرأي العام بوجه العنف حتى يفقد كل قوته quot; ليف تولستوي
ويكفي ان يعبس الشعب بوجه الطاغية حتى تنهار سلطته!
طيلة نصف قرن ساد الاعتقاد ان quot;تغيير الانظمة الاستبداية quot; متعذر الا بوسائل عنفية او بانقلابات عسكرية تصنعها الجيوش، وفي زمن كثرت فيه الحروب وquot;البلطجة quot; الدولية وquot;المحلية quot; عبر الانظمة، كانت طروحات اللاعنف للتطبيق في حالة الدفاع عن الحقوق المدنية امرا quot;طوباويًّاquot; وحلما بعيد المنال لا سيما في بلادنا العربية التي احترف زعمائها فن القمع وتزوير الانتخابات وسرقة الاموال وسلب الشعوب انسانيتها وكرامتها وحريتها واعملت قبضة quot; السلاح والامن quot; في رقبة شعوبها حتى لم يعد من خيار امام quot;الانسان quot; الا ان يقف امام اجهزة القهر مطالبا quot;الزعيم quot; ونظامه ذاكرة الكراهية بالرحيل.
ان تسارع الأحداث في تونس ومصر عكس بما لا يترك مجالا للشك ان وقوف الناس في الشوارع رجالا ونساء واطفالا عراة الصدور داعين اجهزة القمع بالسير فوق جثثهم دون ان يرف لهم جفن لهو سلوك فطري تلقائي سلمي من اجل كرامة الانسان.
انها ببساطة quot;ثورةquot; ايجابية تعكس معجزة المعاناة الطوعية من اجل ايقاظ الضمير...
فالأزمات الأكثر حدّة ومأساوية التي شهدتها البلاد كانت حصيلة تقنيات عدوانية وقهرية مرعبة أخضعت الشعوب لمركزية quot;سلطةquot; المختزلة بالمركزية quot;الانوية للرؤساء والزعماء الذين مارسوا تصلبًّا ناتج عن اعتقادهم بامتلاك quot;كل شيئ quot; بما فيه quot;شعوبهمquot; و حقوقها، فالديكتاتوريات إذن هي نتاج quot;عقل متدنٍ quot; منفعل وبالتالي عدواني لا يقيم للانسان وجودا او احتراما اومعنى.
اول الغيث رحيل quot;بن عليquot; وquot;ايام الحرية quot; في مصر تعصف الان.... ولا ندري رياح التغيير والحرية من تطال بعد ذلك... والاحتمالات اصبحت مفتوحة على كل شيئ. فماذا بعد؟ قراءات متعددة وسيناريوهات أكثر من تحصى بعضها يُهول وآخر يبشر، ومهما تكن النتائج فإننا نراهن على quot;الوعي quot; و عدم اجهاض quot;سلمية quot; التحركات لنضمن تمام حريتنا
ربما سؤالنا اليوم :كيف اتصور البلاد بعد تلك الاحداث ؟ كيف اجعل منها مكانًا آمنا ؟ كيف اتفاعل مع من تربطني معهم مصائر واحدة ؟ كيف يمكن تقديم رؤية لعالم عارٍ عن الكراهية والاستغلال ؟ كيف لنا ان نثق بحكومات quot;انقاذ quot; وطني تضمن لنا انسانيتنا وحقوقنا ؟
الحرية اذن محور ومدار جميع التساؤلات.
نعم... كبشر نعيش تمام انسانيتنا ندرك ان من حقّ كلّ كائنٍ ان يحيى الحياة مكرما متألقا بالمحبة والوعي وهذه الرؤية تحتم علينا فهم الحرية كقوَّةٍ فاعلة في كيان الانسان ترفع به لاقصى مستويات الوعي لان الحرية وعي ملازم لجوهر الانسانية !
وبهذا التوصيف يمكني ان اشبه quot;الثورةالسلمية quot; وquot;الاعتصامات المدنية quot; بمهومها الايجابي شرارة تحث المجتمع للانطلاق من متاهات ماضٍ اليم وذاكرة كراهية مشحونة بالاخطاء التراكمية المتمركزة في لاوعي الشعوب.لذلك فإن quot;الثورةquot; او quot;الانتفاضة اللاعنفيةquot; هي ذوبان مركزية quot;الانا التجمعيةquot; ومركزية quot;الزعيم quot; في انسانية الشعوب ليتألق السلام!
ما يمكن قوله اخيرا رسالة تصلح لكل زعيم او ملك اوحاكم بمن فيهم من يعتبر نفسه انه quot;محبوب مرغوبquot; وانه بمنأى عن التغيير والتبديل :
بأن لا اموال طائلة، ولا ترسانة هائلة من رجال الامن والمخابرات والحرس والاسلحة ممكن ان تجلب الأمن والبقاء لدولة اوحزب او زعيم تعاظمت quot;غطرسته quot; وتجاهل حقوق الآخرين في ضمان سعادتهم!
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/
التعليقات