عاشوراء.. في أيامه الحزينة يكشف عن المستور في معالجة المسلمين لتأريخ يمتلأ بالعقد ويخلو من الحلول, و يكشف الهوة بين شيعة وسنة , لاسيما في الإعلام.
ولتكن الفضائيات نموذجا..
فبينما تنشغل فضائيات quot;الشيعةquot; في حدث مقتل الحسين , يغيب المشهد كليا في الإعلام quot;السنيquot;.
فما لذي يحدث يا ترى؟

مسلمون يرون quot;الطفquot; مفصليا في تاريخ الأمة , واخرون لا ينبسون ببنت شفة عن الحدث.
فضائيات تغرق في الحزن , وفضائيات تهلل من الفرح !
أو ليس للمسلمين تاريخ واحد , هكذا نسمع من ذات الفضائيات المختلفة , سنية وشيعية.
وهكذا نسمع من علماء سنة وشيعة!

فلم إذن الاختلاف في الطف ؟
ومثال ذلك قنوات الفضائية quot;سنية quot; , فكأن ما يحتفل به مسلمون في العراق وإيران ولبنان , يحدث في الواق واق , والمحتفلون من دين اخر ! فلا اذن سمعت ولا عين رأت.
وذات الأمر ينطبق على فضائية quot;شيعيةquot; , فكأن الطف نهاية التاريخ , وعلى الأمة أن تواصل الحزن ابد الدهر !..
حدث واحد , ومعالجتان متناقضتان , تكشف عن عمق الخلاف في تفسير التأريخ.

خلاف عميق لا يستدعي بحث الأسباب , ذلك ان علماء الدين من كلا الطائفتين فسر ويفسر الأسباب والنتائج على مدى قرون , وليس ثمة من وفاق.
معالجة quot;معركة الطفquot; بطريقين غير متوازيين , تكشف أن توترا حادا في الفكر والإعلام بين طائفتين مسلمتين , والدليل أن لا السنة quot;تجاملquot; الشيعة فتظهر الحزن , ولا الشيعة quot;تجاملquot; السنة , فتتريث في لعن امة قتلت سبط رسول الله.
كثيرون يتحدثون عن التقارب بين مذاهب وطوائف , لكني لا المسه, لا في الإعلام ولا في غيره.
كثيرون يرون وحدة التاريخ لكني لا أراها.

كثيرون يريدون ان نتعلم من دروس الماضي , لكن كثيرين من حولي يرتبكون أمام واقعة تاريخية هي الطيف , فالشيعي (يطبر )
حتى الموت , والسني يصمت أو يتجاهل.
ولا أبالغ في ذلك , فسني يخبرني : انه يوم القضاء على الفتنة التي أخرت الفتوحات , وشيعي يرفض هذا المنطق فيقول : يوم اسود في تاريخ امة سيلعنها الله إلى ابد الآبدين.
هكذا إذن.. تاريخان وطائفتان , وليس تأريخ واحد كما تروي لنا كتب المدارس..وعلى الأقل في الفضائيات التي تنقل لها وجهين مخضبين بالخلاف والاختلاف.

[email protected]
[email protected]