هنالك من يعتقد إن على الموسيقى إن لا تتدخل في السياسة، و لم نسمع من هؤلاء عن تدخل السياسة بالموسيقى، فإذا اتفقنا جدلا إن على الموسيقى إن إلا تتدخل بالسياسة فذالك من باب إن للموسيقى أهداف سامية إنسانية روحية ارفع بكثير من مهمة السياسة، فالموسيقى جاءت من الإنسان ومن اجله، والسياسة جاءت في أكثر الأحيان لتحتكره وتستغله أو تروض عقله لعقيدة أو أيديولوجية في أفضل الأحوال خصوصا في واقعنا العربي، إذا فالسياسة تفرق الناس والموسيقى توحدهم.
لذا فعندما يُضطهد الإنسان ويقهر وتهان كرامته وحريته فعلى الفن الصادق غير المرتزق وغير المسيس إن ينتفض دفاعنا عن الإنسان وهو قيمة الفن والموسيقى العليا، وهذا يعني إن الفن ينتفض دفاعا عن نفسه وقيمه العليا، وهو رفضا لقمع السياسة للموسيقى وليس تدخلا فيها. يقول مايكل انجلوا : إن الفن ليس لتزين الشقق بل هو سلاح هجومي ودفاعي ضد الظلم لنصرة الإنسان.
ولكي ندرك زيف أكثر الموسيقيين والمغنين نلاحظ عندما يكون تقديم إي عمل موسيقي يصب في خدمة دكتاتورية من الدكتاتوريات العربية، نجدهم يتناثرون في فضائياتهم دفاع عن الكرامة والشرف المهدور فهذا يغني الحلم العربي وذلك يغني الحلم العراقي وأخر يبكي ورابع يوقف عطلته وخامس يلغي حفلاته، لكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن حرية الإنسان والتي هي دائما تهز عروش الدكتاتوريات، نجد الجميع يقبع في جحره محافظاً على مصالحه من شقق مخملية وحفلات يٌدفع لها بسخاء وامتيازات تسد ضعفهم الموسيقي وتقمع المنافسين، وحينها تذهب شعارات الحرية و الإنسان التي يتبجحوا بها إدراج الريح.
في الثورة التونسية مثلا أخر، إذا نرى انتهازية بعض مشاهير المغنين التونسيين واضحة ذا فلم يقفوا مع ثورة الشعب إلا بعد هروب الدكتاتور لأنهم كانوا ينتظرون النتائج، والمغنية لطيفة التونسية التي وقعت عريضة تطالب دكتاتورها التونسي بالترشيح لانتخابات 2014 هي مثالاً واضحاً للانتهازية الفنية التي يوجد منها نماذج كثيرة في العراق، كيف لا وهي التي وقفت ضد سقوط صدام سابقا وبررت قتله للشعب العراقي بحجة الحفاظ على الأمن مع عرّابها عازف الدكتاتوريات. فهل يا ترى هذا ما سيفعله أمثال الفنان المصري محمد صبحي والفنانة رغدة وعرّابهم العراقي وأشباههم من الفنانين إزاء ثورة الشعب المصري؟ و هم من وقفوا مع صدام الدكتاتور وساندوه ضد شعبه.
هي رسالة عاجلة لكل فنان يريد حفظ ماء وجهه ويعمل بغايات الفن و أهدافه الحقيقية، ساندوا شعوبكم في ثوراتهم قبل فوات الأوان. فسيأتي زمان يمسح التافهين بلا ذكريات؟؟؟
- آخر تحديث :
التعليقات