تسارع أحداث الإنتفاضات المشروعة في الشارع العربي..تجبرني على أن أضع موضوعيتي جانبا لأقف بكل عواطفي مع الشعوب العربية وحقها في المطالبة السلمية لإستعادة حقوقها المسروقه.

إن تعامل الأنظمة في الرد على المسيرات السلمية.. وفتح نيرانها على مواطنين عزّل أو إستصدار فتاوي في عدم شرعيتها لا أستغربه كثيرا وبالتأكيد أدينه إدانة شديدة..
ما أستغربه وبشدة هو حماس الدول الخليجية وبعض الدول العربية الأخرى لفكرة الحظر الجوي الآتي من الغرب.. مع ما سيحمله هذا الحظر من رسالة خاطئه عن نوايا الغرب للشعوب العربية.. وهو وفي هذه الحاله مزيجا من التعاطف مع حق الشعب الليبي في المطالبة بالحرية من نظام فاشي جثم على صدره 42 عاما.. وأيضا وعلى الأمد الأبعد الحفاظ على المصالح الغربية فيما بعد الثورة لضمان إستمرار تدفق النفط الليبي الأرخص إنتاجا..
ولكن السماح للغرب بفرض الحظر الجوي سيجعل من القذافي وفي أعين شعوب المنطقة العربية كلها بطلا عربيا قوميا يحارب إستعمار الدول الغربية وحده..

أما وفي حالة صدور قرار عربي داعم لفرض هذا الحظر الغربي.. وبرغم أنه سيضمن لهذه الدول إستمرارا مؤقتا للتربع على عروشها.. ولكن الأخطر منه ما الذي ستواجهه هذه الدول من هزة كبيرة لأنها ستكون كمن يساعد القذافي في فتح جبهة حرب مقرها ليبيا تحتضن العديد من شبان هذه الدول العاطلين عن العمل لحرب مقدّسه ضد هذا الإستعمار الجديد.. وضدهم أيضا..

أما خوف دول عربية أخرى من دعم هذا الحظر فله أسبابه ايضا.. وهو أيضا خوفها على كراسيها.. وبالتالي إعطاء صورة مغلوطة لشعوبها بانها الأئمن في إستمرار وجودها.. حتى مع إستبدادها واستئثارها للسلطة وللإقتصاد.
.
الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق.. هو تبني الدول العربي لقرار وبالإجماع على تنحي القذّافي من الحكم.. وإلا.. فالحظر الجوي العربي إضافة إلى مساعدة الثوار للإنعتاق من حكم القذافي.. قرار فوري يتماشى وفي خط متوازي مع الإصلاح الحقيقي وليس المظهري في دولها ويتقاطع مع خطة تنمية إقتصادية مستدامة للمنطقة العربية كلها... تعاملها مع حقوق شعوبها كحقوق مشروعة وليس كخروج عن الدين ومعصية الخالق.. المعصية الأكبر هي الإستبداد بالشعوب والتي مارسوها لسنوات طويله مستخدمين كل أشكال القمع والإستبداد والفساد..

- كاتبة وباحثة في حقوق الإنسان