ما أن تطرق باباً في الأنترنيت، إلا وتجد كردياً في انتظارك ؛ ليسألك : هل أنت كردي أو موالي لهم أوعلى الأقل متعاطف مع قضيتهم التي لم تحلّ بعدُ بتحقيق كردستانه الكبرى وما لاقوه من ظلم لاحد له ؛ فالويل لك، فلابد من حرمانك من استعمال أي وسيلة إعلامية وأي موقع فيه ؛ لأن قردو الذي ابندعه فلابد أن يكون يملكه، ذكرت هذا لأنه لايخلو موقع إلا وتجد جماهير مثقفي الأكراد تسارعوا الىمهاجمة مَن لم يعزف على مزمارهم.
دوخ الأكراد العالم ولمدة أكثر من نصف قرن: بأنهم شعب مظلوم مذبوح مقهور مضطهد مشرد من كردستانه من قبل عدة حكومات ظالمة، التي لم ترع حقوقه القومية فكُبحت جميع حركاته وثوراته وتمرداته بقسوة مشوبة بلا رحمة، كما في (حلبجة) التيرشها جلاوزة نظام صدام ب(الكيمياوي) حيث ذهب ضحية ذلك أكثر من ثلاثة آلاف كردي وفي رواياتهم أكثر من خمسة آلاف، وهنا أسأل مثقفي الأكراد وساستهم : هل وجدت في التاريخ البشري ثورة أو تمرّد قُمع بتوزيع الشكلاته والبسكويت على الثوار والمتمردين؟
هذا بالإضافة ألى أن ألأكراد خانوا وطنهم العراق ووقفوا في الحرب العراقية الإيرانية مع إيران وقد اعترف بذلك السيد(مسعود البرزاني شخصياً تلك الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقين، فما بال الأكراد هل كان متوقعا أن يكافئهم (صدام) كما هي الحال اليوم؟
والأنكى من كل هذا، إدعاءات الأكرد بأنهم وحدهم شعب مظلوم، علماَ أن التاريخ لم يُسجل أية وأقعة اعتدت فيها جماعة مسيحية على أية جماعة كردية ونكبت بها، ولنرَ كيف يكون المظلوم ظالماَ، حسب بعض المصادر.
يذكر المؤرخ الباحث(هرمز أبونا) في مجلده الخامس ص(308) الدورالكبير للأميرالكردي (محمد باشا الراوندوزي) الملقب ب(مير كور) منذ عام /1831/ م ) وعلى مدى عشر سنوات، والذي وصفه الدكتور (غرانت) بالدموي المرعب،
: quot; في اقتراف المذابح الجماعية ضد التجمعات الآشورية وتدميرقراهم ومدنهم العامرة quot; والذي لم تنجُ حتى المراكز الكردية من شره وما أن انتهى دوره حتى جاء دور البطل الرمز القومي الكردي(أحمد بدر خان بك) أمير( بوتان) عام/1842/م
فيقول العالم الآثاري الإنكليزي (هنري لايارد) مكتشف مدينة(نينوى القديمة) ألمفتري على الأكراد كما ورد في كراس الشاعر الكردي( المزوري) في رحلته التي لاتُنكر إلى جبال (هكارى) في (كتابه البحث عن نينوى) ما شاهدت عيناه : quot; quot;كانت قمم الجبال مكسوة برؤوس بشرية آشورية، بينما كانت الوديان ملأى بالجثث التي تمّ التمثيل بها، إذ بلغ عدد ضحايا الآشوريين على يد (بدرخان)عشرة آلاف شخص، وهو يعدّ العدة للهجوم على (تخوما)وغيرها من القرى الآشورية التي هي الآن في مأمن عنه، وفي ص(57) من نفس المصدر، يُبيّن دورعالم ديني كردي آخر quot; هوالمفتي الأعمى الشيخ(أبو طاهر) الذي كان يقود جماعة من رجال الدين مثله ويُحرض المسلمين على ضرورة قصّ رقاب المسيحيين الكفرة ويُحلل سفك دمائهم ونهب ديارهم وسلب مقتنياتهم وخطف نسائهم وبناتهم quot;؛ لذلك يعلم الكثير من الأكراد بأنهم أبناء لمسيحيين (أرمن وآشوريين)، ناهيك عن مجزرة (سيمل /1933/م) التي راح ضحيتها (5) آلاف آشوري بتدبير الحكومة العراقية العميلة وأسيادها الإنكليز وتنفيذ المجرم المقدم (بكر صدقي) الكردي الذي قاد الجيش العراقي لذلك الغرض، وتواجد العالم العبقري الكردي (محمد أمين زكي) وزيراً للمواصلات في ذلك العام، هذا العالِم الذي لم يستطيع أن يُفرّق بين القومية والمذهب االديني ؛ إذ اعتبر النسطرة قومية وليست مذهب ديني تمشياً مع سياسة الحكومة العراقية آنذاك في التزوير.
فلندع الماضي لننتقل إلى الحاضر، ففي العقد المنصرم من القرن العشرين والأكراد بدأوا ببناء حكمهم الذاتي في شمال العراق تمهيداً لانفصاله وبمشاركة من إحدى الفصائل الآشورية، تمّ قتل أكثر من ثلاثين آشورياً من نفس الفصيل كما تمّ اغتيال النائب الآشوري في البرلمان الكردستاني السيد(فرانسو شابو)، ثم أُلحق به السيد(فرانسو الحريري)الذي كان عضواً قيادياً في (الحزب الديموقراطي الكردستاني) ومحافظاً ل(أربيل)، هذا بالإضافة ألى اضطهاد الآشوريين وإرغامهم على ترك قراهم ومنازلهم وليذهبوا إلى الجحيم ؛ ليحلّ مكاانهم الأكراد من أي صوب قدموا لا فرق من (إيران،تركيا، سوريا أو من هنالولو وجزر الواق واق) لايهم ما دام هم أكراد، بالإضافة إلى إرغامهم بكافة الوسائل إلى التصويت لهم في انتخابات ديموقراطيتهم التي تمت، كل هذا تمّ على يد الأكراد.
والأنكى من كل هذا أيضاً ما تمً خلال السنة الماضية من تطهير مدينة موصل (مسيلا الآشورية) فقُتل (27) شخصاً آشورياً ما عدا ما ألحق بهم فيما بعد وشُردت (1500) عائلة آشورية منها، والدعوة بمكبرات الصوت في شوارعها لإخلاء المسيحيين منازلهم وممتلكاتم والخروج منها، وإلا فمصيرهم؛ كل هذا تمّ في القسم التابع من الموصل الواقع تحت سيطرة القوات الكردية ؛ ولهذا لاتجدي كافة المبررات والحجج الواهية التي قدمها الساسة والمسؤولون الأكراد في هذا الموضوع.
هذا هو حكم الأكراد وهذه هي ديموقراطيتهم.
التعليقات