يوما بعد اخر خر ترتفع وتيرة العنف في العالم العربي وتتسع مدياته ومساحاته، ليتسبب في ازهاق المزيد من ارواح الناس الابرياء، وسفك دمائهم، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل مصالح الناس.واكثر من ذلك يفتح الابواب مشرعة على مصاريعها لتدخلات خارجية تحت عناوين ومسميات متعددة لايمكن ان تعود بالنفع والفائدة على المدى البعيد على أي طرف من الاطراف.

ففي بلد عربي يرفض الحاكم المستبد ان يتزحزح شبرا واحدا عن عرشه الخاوي، غير عابيء بما خلفه من مظاهر التخلف والاستبداد والحرمان والطغيان ومايخلفه الان من ماسي وكوارث دموية بحق ابناء شعبه. وغير مدرك ان مصيره في نهاية المطاف لايمكن الا ان يكون مصيرا اسود ليلقى في مزبلة التأريخ كما كان حال اسلافه من المستبدين والطغاة كصدام حسين وزين العابدين بن علي وحسني مبارك.

وفي بلد عربي اخر لايتورع الحاكم ان يستنجد ويلوذ بالاخرين ليستبيحوا حرمات شعبه ويعيثوا فسادا في بلاده فيقتلوا ويخربوا ويدمروا من اجل بقاء هذا الحاكم بأي ثمن، حتى لو كان انهار من الدماء وجبالا من الجثث والاشلاء.

وذات المشهد المأساوي المخزي يتكرر في اكثر من بلد عربي اخر، حتى ليبدو ان الحكام الطغاة العرب الذين هم مختلفين على كل شيء منذ ان تربعوا على عروشهم، متفقين على شيء واحد ووحيد، الا وهو ابادة شعوبهم وتدمير بلدانهم وقطع الطريق تماما علي أي شيء يمت الحرية والكرامة والديمقراطية بصلة.

لو احتكم هؤلاء الحكام الى منطق العقل والحكمة وقرأوا وتمعنوا في تجارب التأريخ واحداثه ووقائعه لتصرفوا بشكل اخر مختلف عن ما هو قائم حاليا. يؤدي الى الحفاظ على ارواح ودمائهم مواطنيهم وحفظ كرامة بلدانهم وكرامتهم اذا كانوا يحرصون عليها اكثر من حرصهم على عروشهم.

تغيير الواقع العربي السيء بات في هذا الوقت اكثر الحاحا واهمية مهما كانت الخسائر والاستحقاقات والنتائج والتبعات، لان بقائه لفترة اطول يعني مزيدا من الماسي والويلات والكوارث التي اتخمت الشعوب العربية بها على امتداد عقود طويلة من الزمن.

[email protected]