كشفت انتخابات الدورة الثانية لمجلس النواب العراقي عمليات استخدام وسائل مريبة لوصول البعض إلى البرلمان وخاصة الكتل والمجموعات سواء تحت غطاء ديني مذهبي أو عرقي قومي، تفوح منه رائحة التطرف تارة والشوفينية تارة أخرى، من خلال كراهية الآخر أو إشاعة الخوف منه كما حصل في كثير من المناطق المختلطة دينيا ومذهبيا وقوميا، وفي ذلك يتذكر الكثير ماكينة الدعاية التي استخدمت من قبل حركات معينة أشاعت بين الأهالي الكراهية والخوف من الكورد وإقليم كوردستان وخاصة في المناطق ذات الأغلبية الكوردية أو ما تسمى بالمناطق المتنازع عليها، حيث استخدم الكورد والإقليم ومؤسساته وسيلة دعائية لتخويف الأهالي العرب والتركمان والآشوريين والكلدان في هذه المناطق بادعاء انهم يرومون السيطرة عليها وتكريدها كما حصل في الموصل حينما حققت إحدى المجموعات السياسية أغلبية في الأصوات باستخدام الشحن الشوفيني والعنصري ضد الكورد واللعب بمفاتيح الغرائز والبداوة عند الأغلبية التي سطح عقلها وتفكيرها نظام صدام حسين طيلة ما يقرب من أربعين عاما فكانت بيئة خصبة لأي محاولة للشحن والتأليب ضد الآخر!؟
وقد نجحت تلك القوى في تحقيق مآربها ووصلت إلى دفة الحكم في المحافظة من خلال تهييجها للرأي العام وخاصة أولئك الذين استخدموا في عمليات التعريب سيئة الصيت أيام حكم البعث في المناطق المختلطة، إلا أنها وخلال اقل من سنتين أثبتت فشلها في تحقيق أي من وعودها التي وعدت بها مواطنيها لتحسين أوضاع المحافظة والمدينة، التي كانت تدعي أن الكورد والإقليم يتحملون مسؤولية تقهقرها وانهيار أوضاعها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، فأصبحت المدينة تغرق في أكوام من القمامة وتعج بقوافل من العاطلين عن العمل، وانحدار كارثي في الخدمات الحيوية للمواطن في الماء والكهرباء والصحة والتعليم والطرق والمواصلات والسكن خلال سنتين فقط من حكمهم؟
ويبدو إن ما يحدث الآن وما تقوم به كتلة القانون وحزبها القائد ورئيسها في اختلاق الأزمات تلو الأزمات مع إقليم كوردستان إنما تستخدم ذات التطبيقات في الاستحواذ على السلطة باستغلال اولئك الذين انتجتهم حقبة البعث، وذلك بشحنهم وتأليبهم ضد الإقليم وشعبه تحت مختلف الاتهامات والتسويقات المفبركة، وخاصة إذا ما علمنا أن ذات الإدارة الحالية للحكومة الاتحادية كانت تدعم تلك المجموعة في الموصل رغم ما كان يعلن بأنهما متناقضان وان الأولى متحالفة مع كتلة الإقليم!؟
وما يجري الآن من حملات إعلامية وتصريحات نارية موجهة ضد الإقليم وإدارته ومؤسساته إنما يعتمد ذات الأسلوب وخاصة بعد محاولة تشكيل قيادة عسكرية للمناطق المتنازع عليها من قوات ذات مكون مذهبي وسياسي يمثل إرادة حزب السلطة ورئيسها في عملية مفضوحة تحضر لانتخابات مجالس المحافظات المزمع إقامتها في نيسان القادم وما يليها بعد فترة أخرى الانتخابات العامة في البلاد، هذه القوات يتم شحنها بذات الأسلوب الذي استخدمته المجموعة الأولى قبل سنوات بالتعاون مع المجموعات التي خسرت الكثير بسقوط نظام صدام حسين وخاصة تلك التي استخدمت في تعريب المناطق ذات الأغلبية الكوردية في كركوك والموصل وديالى،
إنهم يتسلقون سلم انتخابي بائس لا يقل بؤسا عن تلك الأدوات التي استخدمتها كل الأنظمة التي عادت كوردستان وشعبها طيلة ما يقرب من سبعين عاما وكانت نهايتها جميعا السقوط والانهيار، وكم كان جميلا ورائعا أن يتسلقوا كوردستان بين ناخبيهم بما يقدمونه من خدمات واعمار تقنع الشارع في دهوك واربيل وكركوك والسليمانية وسنجار وخانقين بأنهم فعلا حريصون عليهم ويحبونهم بصدق دونما غش أو غدر أو خداع!؟
التعليقات