تتسارع خطى نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي بإتجاه قيادة البلاد نحو ديکتاتورية متوشحة بدثار ديمقراطي زائف و تمويهي، ومن فرط عجلته يبدو وکأنه لايستمع او ينتبه لما يدور حوله وانما يريد فقط أن ينفذ ما قد صمم اوquot;اوحيquot;إليه من طرف خلف الحدود.
نوري المالکي الذي تتسع يوما بعد آخر دائرة الرفض ضده و ضد سياساته الاکثر من خاطئة، يحاول جاهدا و بکل مافي مقدوره الالتفاف على أصل و جوهر القضية(وهو سوء إدارته و أخطائه الکثيرة)، من خلال الدعوة لحل مجلس النواب او تجميد الدستور، من أجل الاستفادة من الوقتquot;کما هو حال حليفه النظام الايراني في تعامله مع المجتمع الدوليquot; و تمرير أجندة مفروضة عليه، وهو ماقد يقود البلاد أکثر فأکثر صوب التأزم و حتى إندلاع مشاکل قد تعقد من الاوضاع کثيرا.
مسألة رفض المالکي، هي اساسا رفض للاملاء السياسي المفروض على حکومته من جانب النظام الايراني خصوصا بعد أن تجاوز النظام الايراني کل الحدود المألوفة و صار يتدخل في کل شاردة و واردة تتعلق بالعراق و يريد أن يفرض إرادته عليها، والانکى من هذا، ان النظام الايراني قد بات يعلم يقينا أن المستهدف الاساسي من قضية إزاحة او تغيير المالکي هو بنفسه دون غيره، ولذلك يبدو النظام الايراني مصرا على الوقوف بوجه الاعصار الذي هب من فترة و لازال مستمرا ضد حکومة المالکي وان الدعم الذي يقدمه للمالکي يمکن تسميته بنوع من الدفاع غير المباشر عن أمن و إستقرار النظام ذاته، والحقيقة أن هذا النظام يدرك بأن أي تغيير في الوقت الحاضر في العراق من شأنه التأثير جدليا على الاوضاع الداخلية في إيران ولاسيما وانه يعي جيدا بأن يده لن تکون مطلقة بهذه الحرية الحالية مثلما ان العديد من الامور المهمة و الحيوية التي تتعلق به من قبيل الدعم اللوجستي المقدم للنظام السوري و کذلك الاستفادة من الاراضي العراقية لخرق العقوبات المفروضة عليه، ستکون عرضة لتهديدات و مخاطر سلبية.
إجتماع 5+ 1 المزمع عقده في بغداد، لايمکن فصله او تصوره مسألة لاعلاقة لها بالاوضاع في العراق، وانما قد باتت بحکم التحالف القوي القائم بين المالکي و النظام الايراني، ذات علاقة قوية بمجريات الاحداث العراقية، حيث أن إقصاء المالکي عن کرسي رئاسة الوزراء و جلب بديل آخر حتى وان کان هذا البديل متعاونا مع النظام الايراني، لن يکون بمثابة نهاية المطاف او مسك الختام، وانما ستکون بداية لوضع جديد يضع نفوذ النظام الايراني تحت المجهر و يتابعه بکل دقة، وهو يدري جيدا بأن عليه تحديد تحرکاته و تدخلاته و إملائاته في العراق، وهو کما نعلم أمر ينعکس سلبيا في الوقت الحاضر على النظام الايراني، و النقطة الحساسة الاخرى أن ملف المعارضة الايرانية في العراق، أي معسکر أشرف و ليبرتي، لم يحسم لحد الان بالصورة التي کان يحلم بها النظام و قد لايکون بإمکان بديل المالکي أن يستمر بنفس هذا المستوى من التشدد في سياسته المتبعة تجاه هؤلاء المعارضين الايرانيين مما يعني بالنسبة للنظام الايراني الکثير خصوصا وانه يعلم بأن منظمة مجاهدي خلق تعرف جيدا کيف تستفاد من الثغرات و تنفذ من خلالها الى عمق النظام نفسه، ولذلك فإنه من المتوقع جدا قيام المالکي خلال الايام القادمة بمغامرة ما ضد سکان أشرف و ليبرتي في ضوء سيناريو خاص متفق عليه من أجل حسم هذه القضيةquot;کما يحلمquot;، وهو خطر جدي قائم يهدد أمن و حياة هؤلاء المعارضين.
المالکي في عجلة من أمره، لکن المشکلة تکمن في ان الاخرين أيضا في عجلة من أمرهم و يريدون أن تنتهي لعبة القط و الفأر بين الطرفين، وبقدر مايسعى النظام الايراني و يرغب في بقاء المالکي في منصبه، فإن هناك أطرافا سياسية عراقية و دولا في المنطقة و العالم تريد أن ترى المالکي بأسرع مايکون مجردا من مناصبه، وبديهي أن المهمة الاصعب هي التي بإنتظار النظام الايراني!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات