لدى كافة الأديان قضايا إشكالية بحاجة الى إجابات تتفق مع معايير العقل ومبدأ العدالة، ولدى أتباع هذه الأديان أسئلة مكتومة ومعلنة بعضها بهدف دفاعي لتعزيز الإيمان وتكريسه أكثر، والبعض الآخر هو نتيجة وعي نقدي يحاول الخروج عن دائرة النص الى فضاء العقل للإقتراب والإيمان بالله بطريقة أخرى نابعة عن قناعات عقلية، وأحيانا يجنح هذا الوعي النقدي بصاحبه الى منطقة العبث والوقوع في هاوية الإلحاد.

تلجأ الأديان عند مناقشة القضايا الإشكالية الى الجزم والحسم واليقين المطلق في صحة إجاباتها، وهذا تصرف طبيعي منها كونها تنطلق من بديهية قدسيتها وصدورها عن الله.. ولهذا تتخذ إجاباتها طابع الوعظ والنصح والتهديد الظاهر أو المستتر، والتحذير من مزالق الشيطان، وقصور العقل البشري عن إدراك كل شيء.

و تستخدم أساليب التأويل والتخريجات والتبريرات، ومهارات اللغة والجدل، وإنهاء النقاش بالحجة التقليدية المعروفة: توجد حقائق لايدركها العقل البشري، وهذا صحيح، لكن هل طرح هذا العقل كافة الأسئلة ووصل الى طريق مسدود؟

على سبيل المثال: من القضايا الإشكالية في جميع الأديان:

- إدعاءات إحتكار الإيمان والحقيقة.. ووجود الإختلاف بين الأديان التي تدعي مصدرها واحد هو الله، وماينتج عنه من تعصب وكراهية وحروب دينية.

- عدم مساواة المرأة بالرجل في النصوص المقدسة.. ولماذا الدين ذكوري، أين النساء من منصب الحاخام الأكبر، وبابا الفتيكان، وفقيه ومرجع الأمة؟

- شرعية شن الغزوات والإستيلاء على الأراضي والأموال وسبي النساء.

- مشكلة الرق والعبودية.. لماذا لم تكافحها بجدية الأديان وتقضي عليها منذ زمن اليهودية ثم المسيحية وبعدها الإسلام؟

قضايا كثيرة تطرح أسئلة حائرة تبحث عن إجابات مقنعة.

لكن السؤال الكبير الغائب هو: هل الأديان مصدرها الله.. أم هي من صنع البشر؟

[email protected]