ربما أن هناك من لا يعرف أن&رجب طيب&أردوغان عندما ذهب إلى تونس لطلب "معبر" إلى ليبيا لتزويد حلفائه بالذخائر والأسلحة والمقاتلين&أيضاً فإنه لم يكن يريد الرئيس التونسي&قيس السعيد&وإنما رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي&على إعتبار أنه قائد "إخواني" وأنه يجب&أن يلتزم بقرار الإخوان المسلمين بضرورة دعم وإسناد حكومة&فايز&السراج&"الإخوانية" والواضح أنّ&طلبه هذا لم تتم تلبيته لأن الغنوشي يعرف أن غالبية الشعب التونسي&وأيضاً&أعضاء&حزبه يرفضون هذا الطلب على نحو قاطع وبصورة مطلقة!!.

كان الغنوشي، الذي بدأ حياته ومسيرته السياسية كـ"ناصري" وكعضو فاعل في حزب جمال الأتاسي (السوري)، قد إلتحق بـ "الإخوان المسلمين" في ظروف صعبة وقاسية وعندما تقطعت به السبل،&وهنا فإنني&أستطيع أن "أجزم" أن "إخوانيته" لم تكن كـ "إخوانية" السوداني حسن الترابي&ولا كـ "إخوانية" كبار "إخوان" مصر وأيضاً&ولا&كـ"إخوانية" رجب طيب&أردوغان&وأن في داخله دوافع وطنية تونسية غير الدافع "الإخواني" وهذا ما جعله يبتعد في فترة سابقة عن مسيرة هؤلاء ويعطي جلَّ&وقته للأوضاع في تونس بعد إسقاط زين العابدين بن علي وهروبه لاجئاً سياسياًّ إلى المملكة العربية السعودية&–&رحمه الله-.

والمؤكد أن أردوغان كان مخطئاً في تقديراته وربما في معلوماته أيضاً عندما ذهب إلى تونس كـ"أمير مؤمنين" وكمرشد&عام&للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وبقناعة&بأن "أوامره" لا يمكن رفضها وأن هذا البلد سيفتح أبوابه أمام الزحف "الإخواني اللّجب" في إتجاه ليبيا التي يجب أن تتحول&إلى&مثابة "إخوانية" للضغط على مصر وإستعادتها بعد أن أصبحت مُلْكا "إخوانياً" مضاعاً لا بد من إسترداده.&

وبالطبع ولأن المؤكد أن الغنوشي ما كان من الممكن أن يقحم تونس في مغامرة مكلفة جداًّ ولأن الرئيس التونسي ومعه كل&شعب هذا البلد&الذي له&تجربته الخاصة التي تشكلت وتكونت خلال المرحلة البورقيبية الطويلة جداًّ قد رفض رفضاً قاطعاً الحديث في ما جاء به أردوغان وأغلب الظن لا&بل&ويقيناً أن هذا الموقف هو موقف رئيس مجلس النواب الذي هو صاحب تجارب قاسية كثيرة.&

ولذلك ولأن رحلة أردوغان إلى تونس قد فشلت فشلاً ذريعاً فإنه لم يجد من يستعين بهم من خارج&بعض التشكيلات &"الإخوانية" الدولية وبعض&القوى&التركية سوى نزلاء سجون تركيا من السوريين الذين قادتهم حظوظهم السيئة إلى أن يصبحوا نزلاء معتقلات لرفضهم الإلتحاق&بتنظيم المسلمين التركي!