ادعى مارك هايتلي، نجم منتخب انكلترا السابق، أن مرسيليا عرض عليه quot;مبلغاً كبيراً من المالquot; ليتغيب عن المباراة الحاسمة لرينجرز أمام الفائز بدوري أبطال أوروبا عام 1993.

كشف هايتلي، مهاجم منتخب انكلترا ورينجرز السابق، أنه تم عرض مبلغاً كبيراً من المال عليه للتأثير على نتيجة المباراة الحاسمة في دوري أبطال أوروبا بين بطل الدوري الاسكتلندي ومرسيليا خلال حملة النادي الفرنسي الناجحة عام 1993.

فقد تأهل مرسيليا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب رينجرز ثم مضى ليحرز لقب البطولة بعد فوزه على ميلان في المباراة النهائية. ولكن انتصاراته اعتبرت منذ فترة طويلة على أنها quot;ملوثة ومشكوكةquot;، إذ تم في وقت لاحق تجريده من لقب الدوري الفرنسي الذي فاز به في الموسم ذاته بعد اتهامه بالتلاعب بنتائج المباريات. ولكن فوزه باللقب الأوروبي في ميونيخ لا يزال قائماً، إذ لم يفكر يويفا في نزع شرف اللقب منه، على رغم الإدعاءات على تدخل برنار تابي، مالك النادي، لسنوات طويلة في محاولات للتلاعب بنتائج المباريات من خلال رشوة الحكام واللاعبين.

وادعى المهاجم الانكليزي أنه تلقى مكالمة هاتفية من quot;صديق لصديقquot; من أيام حياته المهنية في فرنسا حيث عرض عليه الوكيل، الذي لم يكشف عن اسمه، quot;مبلغاً كبيراً من المالquot; ليتغيب عن مباراة فريقه ضد مرسيليا الحاسمة في مرحلة المجموعات.

وعلى رغم رفض هايتلي العرض، إلا أنه لم يشارك في تلك المباراة نظراً إلى ايقافه بعد حصوله على بطاقة حمراء في مباراة سابقة امام بروج.

وعبرت جماهير مدينة غلاسكو في ذلك الوقت عن استغرابها من قرار الحكم لطرد مهاجم رينجرز، وما يزال الأخير يشعر بالقلق ما إذا كان الحكم أيضاً هدفاً لتابي ومرسيليا، حيث قال: quot;بمجرد حصولي على بطاقة حمراء جاءت المكالمة الهاتفية إلى ذاكرتيquot;. فيما وصفت تقارير صحافية نشرت في 1993 طرده بأنه كان quot;قاسياًquot;.

وفي المقابلة التي بثها التلفزيون البريطاني المستقل قبيل مباراة مانشستر يونايتد ضد مرسيليا في المرحلة الـ16 من دوري أبطال أوروبا، كشف هايتلي للمرة الأولى كيف أن شبكة تابي المليئة بالفساد، التي أدت في النهاية إلى سجن رئيس مرسيليا ستة أشهر، أثرت على الكرة البريطانية.

ولم يكن لأول دوري أبطال أوروبا مرحلة نصف النهائي، فبدلاً من ذلك فإن الفائز في مجموعتين من أربعة يصل إلى المباراة النهائية. وكان رينجرز قد أقصى ليدز يونايتد، بطل الدوري الانكليزي، ليتأهل إلى مرحلة المجموعات، بعد ذلك تعادل 2-2 مع مرسيليا في المباراة الأولى بعدما كان النادي الاسكتلندي متأخراً بهدفين، وسجل هايتلي هدف التعادل الثاني.

وعندما كان لاعبو رينجرز في الفندق في وقت لاحق من ذلك الأسبوع للاستعداد لمباراة الدوري الاسكتلندي ضد بارتيك ثيزل، تلقى هايتلي مكالمة هاتفية طالبة منه أن يتغيب عن مباراة ناديه الثانية ضد مرسيليا مقابل مكافأة مالية ضخمة.

وكان هايتلي المهاجم الرئيسي لرينجرز، وشكل شراكة غزيرة مع آلي ماكويست الذي تم تعيينه مؤخراً مديراً فنياً لرينجز اعتباراً من نهاية هذا الموسم، يتمتع بنجاح استثنائي ضد باسيلي بولي قلب دفاع مرسيليا، حيث سجل مرة أربعة أهداف ضد منتخب فرنسا تحتل الـ21 عاماً عندما كان المدافع الفرنسي يشارك في تلك المباراة.

وانتهت المباراة الثانية لرينجرز ناقصاً هايتلي في مرسيليا بالتعادل 1-1. وبعدها فاز النادي الفرنسي على بروج في آخر مباراة في مرحلة المجموعات ndash; المباراة التي كانت لاعباً أساسياً في وقت لاحق كجزء من قضية الادعاء ضد تابي ndash; بينما فشل رينجرز بالفوز على سيسكا موسكو ليتصدر مرسيليا مجموعته.

وفي ذلك الحين ادعى مدرب سيسكا أنه تلقى عرضاً مالياً لضمان خسارة فريقه في مرحلة المجموعات أمام بطل الدوري الفرنسي. ولكنه سحب مزاعمه في وقت لاحق.

وتم سجن تابي، الذي سبق له أن كان وزيراً في حكومة فرانسوا ميتران، لدوره في دفع 30 ألف جنيه استرليني لرشوة ثلاثة لاعبين من فالنسيا، خصم مرسيليا الأخير قبل المباراة النهائية. وكان تابي، المتقلب والمثير للجدل، رئيساً لمرسيليا من 1987 حتى 1993.

واعترف جان بيير بيرنز، الذراع الأيمن لتابي في النادي في المحكمة: quot;اعتدنا على شراء نحو 5 أو 6 مباريات في موسم بتكلفة تصل إلى 750 ألف استرلينيquot;. وعاد بيرنز، الذي حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لدوره في قضية الفساد في كرة القدم الفرنسية، إلى المباريات اليوم وكيلاً لديدييه ديشان مدرب مرسيليا الحالي وسمير نصري صانع ألعاب أرسنال.

وكثيراً ما كان ارسين فينغر، المدير الفني في ارسنال، الذي درب موناكو من 1987 إلى 1994، يقول إنه كان يشعر بأنه تم خداع فريقه من لقبين على الأقل. ولعب هايتلي لموناكو تحت إدارة فينغر من 1987 حتى 1990.

وأجاب مصدر مسؤول في يويفا، اتصلت به quot;ايلافquot; هاتفياً، عن امكانية فتح تحقيقات حول تصريح هايتلي وما إذا كان سيسعى لسحب اللقب من النادي الفرنسي الوحيد الذي نجح في البطولات الأوروبية الكبرى، من سجلات يويفا، بالقول: quot;لا أعتقد بأن هذا سيحصل لأن ادعاءات هايتلي جاءت بعد أكثر من عشر سنوات من المباراة النهائيةquot;.