ينتظر السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم نهاية الشهر الجاري على أحرّ من الجمر لأنه التاريخ الذي سيعرف فيه وبشكل رسميّ لائحة المرشحين لمنافسته على رئاسة الفيفا في الإنتخابات التي ستقام في غرة يونيو/حزيران 2011 في مدينة زيوريخ.


رغم أنبلاتر لا يمانعوجود مرشحين ضده على الأقل لإعطاء شرعية أكثر للعملية الانتخابية، لكنه لا يريد منافسين من العيار الثقيل ممن يهددون عرشه.

ويفضل بلاتر مرشحين في متناوله، كما حدث في انتخابات عام 1998 مع السويدي لينارت جوهانسن، وانتخابات سنة 2002 مع الكمروني عيسى حياتو،حيثتمكن من اكتساحها بفارق كبير من الأصوات.

لكن المعطيات تغيرت في السنوات الأخيرة ورياح التغيير بدأت تهب على الفيفا، والأصوات المنادية بذلكأصبحت علنية بعد الهزات العنيفة التي عرفها الاتحاد، خاصة في موضوع تنظيم نهائيات كأس العالم لدورتي 2018 و2022 وما رافقها منحديث عن الفساد الذي ينخر جسد الفيفا، وهي المعطيات التي لم تعد في مصلحة بلاتر، الذي فقد الكثير من حلفائه الذين تحولوا إلى ألدّ أعدائه المطالبين بإسقاطهبالضربة القاضية، وعلى رأسهم القطري رئيس الاتحاد الأسيوي محمد بن همام، الذي لعب دورًا محوريًا في فوزهبانتخابات 2002.

غير أن هؤلاء الذين غيروا جلدهم ومواقفهم بين عشية وضحاهايدركون جيدا أنهم لن يتمكنوا من هزم بلاتر، الذي رغم ما حدث له لا يزال يتوفر على حظوظللمنافسة على تاجه،لذلك عمدوا إلى التنقيب عن أقوى مرشح يمكنهإزاحة بلاتر منرئاسة الفيفا بعد 13 سنة من خلافة البرازيلي جواو هافلانج، فوجدوا في الفرنسي رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتينيالحصان الذي يمكن المراهنة عليه من دون خوف من الهزيمة،التي حتى وإن حدثتفستكون بشرف.

وقبل إعلان نجم نادي جوفنتوس الايطالي لعشرية الثمانيناتعن ترشحه رسميًا ناشدتهجهات عدة بالإقدام على هذه الخطوةومنحتهصوتها قبل التصويت بدواع مختلفة، بعضها انتقامًا من بلاتر على غرار الاتحاد الانجليزي، وبعضها رغبة في التغيير.

والحقيقةالتي ربما يجهلها الكثير من محبّي كرة القدم في العالمويدركها بلاتر هي أن المراهنين على بلاتينييراهنون على اسمه الذي يتمتع بصفات متميزة يفتقد إليها آخرون، صفات تجعله يدخل الانتخابات بصفة المرشح الأول أولاهاالتأييد المطلق له من قبل جل أعضاءالاتحاد الأوروبيواتحادات قارية أخرىبما فيها الأسيوي والأميركي الجنوبي،وأيضًا من قبل الإعلام واللاعبين القدامى منهم والحاليين، وعلى رأسهم الأسطورة البرازيلي بيليه، الذين يرون فيهرجل المرحلة المقبلة، وبصراحة أكثر فإن بلاتيني يجمع كل أعداء بلاتر من القارات الخمس. في المقابل فإن أي مرشح آخر، بما فيهم ابن همام، يميزه اختلاف المواقف بشأنهبسبب تزايد عدد خصومه منذ كونغرس ماليزيا عام 2009.

الصفة الثانية التي يتمتع بها بلاتيني هي قدرته على إحداث التغيير الذي يحتاجه الفيفا، وهي ميزةأثبتها بلاتيني في الاتحاد الأوروبي، إذ أقدم على خطوات جريئة عدةعلى مختلف الأصعدة،لقيت مساندة مطلقةمثل الاستعانة بخمسة حكام وتغييريوم مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا من الأربعاء إلى السبت، وغيرها من التغييرات التي ساهمت في رفع أسهمه.

الميزة الثالثة هي نظافة ذمته، فالرجل لم يسبق له أن تورط في قضايا فساد مالي أو إداريمنذ كان لاعبًا والفيفا يحتاج من يزيل عنه قذارته.

أكثر من ذلك فإن الجميع يرغب حقًا في التخلص من بقايا هافلانج، ولا يريدون مرشحًا يعمل تحت عباءة آخر رئيس للفيفا، وبلاتيني في نظرهم هو الذي يمثل هذه النوعية،فهو مرشح الجميع، الذي لا يجامل أحدًا، ويريدون أيضًارئيسًا شابًا، سبق له أن مارس كرة القدم على أعلى مستوى.