"إيلاف" من القاهرة:في أول تعقيب من الجامعة العربية أعرب حسام زكي الناطق باسمها عن الأسف البالغ ازاء قيام الادارة الأميركية بتوقيع حزمة من العقوبات على سورية، ونقل عن أمينها العام عمرو موسى قوله اليوم الأربعاء إن "مثل تلك الخطوة لا يمكن الا ان تضاعف مشاعر المرارة في المنطقة، وأن تثير مزيداً من علامات الاستفهام لدى الرأي العام العربي بشأن الخطط الموجهة الى المنطقة العربية بشكل عام"، وهو ما عبر عنه موسى نفسه بتساؤلات قال فيها : "لمصلحة من هذا؟ هل لمصلحة العلاقات العربية الأميركية؟" وأجاب قائلاً "بالقطع لا"، ثم عاد يسأل : "هل لمصلحة الاستقرار في المنطقة العربية؟ بالقطع لا.. وجهات النظر الاسرائيلية يجب ألا تفرض نفسها على السياسة الأميركية بهذا الشكل"
وشدد الناطق باسم أمانة الجامعة العربية على أهمية الحوار وتفهم المصالح الوطنية والاقليمية كوسيلة مثلى لادارة الخلافات في العلاقات الدولية، مشيرا في هذا السياق إلى أن "أسلوب فرض العقوبات لا يصب في مصلحة تحقيق الاستقرار والسلام الذي تسعى إليه جميع الدول العربية، وأنها تلقي بظلال كثيفة من السلبية على صورة الولايات المتحدة في المنطقة"، على حد تعبيره.
ومضى موسى قائلاً إن "هذا شيء مؤسف جدا وكنا نرجو أن تعيد واشنطن النظر في علاقتها وتصرفاتها ازاء العرب والدول العربية"، مضيفاً أنه الى جانب الاحداث التي تقع في العراق وفي الاراضي الفلسطينية يأتي القرار الأميركي "ليزيد الطين بلة"، على حد تعبيره.ومضى موسى إلى وصف التحرك الاميركي بأنه "قرار خطير جدا يضاف الى الخطوات السلبية، والنظرة السلبية الى العلاقات العربية الأميركية من العراق إلى فلسطين الى سورية"، وفق ما صرح به أمين عام الجامعة العربية.
ووقع الرئيس الأميركي جورج بوش أمرا تنفيذيا يوم أمس الثلاثاء يصف سورية بأنها "خطر غير عادي واستثنائي" ويفرض سلسلة عقوبات منها حظر الصادرات الاميركية الى سورية ما عدا الغذاء والدواء، إضافة إلى قطع العلاقات المصرفية مع المصرف التجاري السوري، وتجميد أموال سوريين وهيئات سورية يشتبه بتورطهم في طائفة من المجالات المحظورة من الارهاب الى اسلحة الدمار الشامل، كما تشمل العقوبات حظر الطائرات السورية من الطيران الى الولايات المتحدة او منها.ويرى المراقبون أن تأثير العقوبات الاميركية على سورية من الناحية الاقتصادية ضئيل, لكنه هام جدا من الناحية السياسية، بالنظر إلى أنه يثير مخاوف من الخطوة القادمة لو لم تتحسن الأوضاع بين دمشق وواشنطن على نحو أفضل، وهو ما يستبعده المراقبون في المدى المنظور.