اذكر هذة العبارة الحكيمة للرئيس مبارك فى بداية عهدة فى الحكم .. قالها الرجل عن قناعة تامة لابناء شعب مصر منذ عشرين عاما او اكثر محذرا المصريين بان بلدهم ان لم تستطيع توفير وتلبية احتياجات ابناءها من الغذاء فانها لن تستطيع امتلاك حريتها كاملة او استقلاها.وقد سعى الرئيس فى بداية حكمة لتحقيق هذا الهدف الا وهو الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية ولكن مع الزيادة الخطيرة المستمرة فى تعداد السكان فشلت هذة المحاولات فشلا ذريعا لدرجة انة صار الاعتماد على ما تنتجة الاراضى الزراعية والفلاحين المصريين من سابع المستحيلات اما الاعتماد على دول العالم الخارجى لاستيراد الغذاء فقد صار امرا لا مفر منة او بديلا عنة فى الوقت الراهن او المستقبل القريب.


واليوم وبعد مرور عشرين عاما او اكثر على تصريح الرئيس نجدة للاسف بدلا من الاعتراف بعجزة وفشل نظامة ووزراءة فى معالجة الاسباب الرئيسة التى ادت الى ازمة الغذاء الخطيرة التى تتعرض لها مصر حاليا .. نجد سيادتة اليوم يلقى باللوم والمسئولية على دول الغرب وتحميلهم مسئولية ما تتعرض لة مصر وافريقيا من مجاعات وازمات غذائية !!


لقد احسن الرئيس مبارك عندما حذر شعبة فى بداية حكمة من عواقب عدم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء ومغبة الاعتماد على الدول الاخرى من اجل توفير الطعام لهم ولكن بحكم موقعة والسلطات الدستورية والقانونية والتنفذية المخولة الية فانة بغض النظر عما صرح بة او حذر منة يظل المسئول الاول والاخير عما يتعرض لة امن مصر الغذائى حاليا من مخاطر وصعوبة حصول الغالبية العظمى من المصريين على السلع الغذائية الرئيسية والضرورية باسعار مناسبة تتماشى مع دخولهم المحدودة المتواضعة.


لقد كان من الواجب على نظام الرئيس مبارك العمل بكل جهد وقوة على زيادة مساحة الرقعة الزراعية فى مصر وفى نفس الوقت التصدى لمشكلة زيادة السكان التى كانت ولا تزال من اخطر المشاكل التى تواجهها مصر .وقد كان اولى بالرئيس مبارك بدلا من تحميل مسئولية الارتفاع الكبير فى اسعار المواد الغذائية على الدول الغربية القاء المسئولية على الدول المصدرة للبترول التى رفعت اسعارة بطريقة مجنونة ادت الى زيادة رهيبة فى تكلفة المنتجات الزراعية وشحنها الى اسواق العالم.


لقد كانت الدول الاوروبية واستراليا وامريكا وكندا يصدرون اللحوم والسلع الزراعية والنتجات الغذائية الى دول العالم والدول ومنهم مصر باسعار معقولة للغاية لعشرات السنيين الى ان فوجئنا منذ عام او اكثر بالارتفاع المجنون فى اسعار البترول فبعد ان كان البرميل يباع بعشرين او خمسة وعشرين دولار منذ اعوام قليلة وصل اليوم لاكثر من 150 دولار .. ومن ثم لم يكن هناك مفرا امام الدول المستوردة للطاقة سوى رفع اسعار المحاصيل الزراعية وبقية المواد الغذائية بالمقابل.


اننى كنت اتمنى لو قام الرئيس مبارك بالدعوة الى مؤتمر عالمى لحل مشكلة الارتفاع الحاد فى اسعار الوقود او على الاقل مناشدة الدول المنتجة والمصدرة للبترول وفى مقدمتهم دول صديقة لة مثل السعودية والكويت وليبيا وغيرهم بخفض اسعارهم العالية لان هذا الارتفاع الغير معقول يعد من اهم الاسباب التى ادت الى ازمة الغذاء فى كثير من دول العالم ومنهم بالتحديد مصر التى اصبح الكثيريين من ابناءها يجدون صعوبة فى الحصول على رغيف الخبز او سلعة شعبية مثل العدس او الفول المدمس.


والحقيقة يبدوا ان الرئيس مبارك وسط مشاغلة الكثيرة محليا وعالميا وبصفة خاصة انشغالة بايجاد حل لمشكلة اخوتنا الفلسطنيين منذ ان جلس على عرش مصر فى عام 1981 وحتى الان ..يبدو انة لم يعد يتذكر او يذكر ما قالة فى بداية حكمة الا وهو ان من لا يملك او ينتج طعامة لا يملك بالتالى حريتة وقرارة .. ولو كان سيادتة كتب هذة الكلمات البليغة الحكيمة التى قالها لشعبة وووضعها فى برواز وعلقة على حائط مكتبة لما كان حال مصر هكذا الان من ذل وفقر وهوان.

صبحى فؤاد
استراليا
[email protected]