طهران: ينتقد رجال الدين الشيعة في إيران الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لتداوله في الشؤون الدينية خلال تصريحاته السياسية ويطلبون منه ترك أمر الشؤون الدينية لهم. وقالت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الثلاثاء إن أحمدي نجاد تعرض في خلال سنوات حكمه التي قاربت على نحو ثلاث سنوات لانتقادات شديدة من الغرب، إلا أنه يتعرض لهجمات متزايدة من رجال الدين الشيعة في إيران الذين يتهمونه باستخدام الدين لتحويل الأنظار عن فشل حكومته في تطبيق وعودها بالنمو الاقتصادي والإصلاحات السياسية.

وكان أحمدي نجاد الذي تولى منصب رئاسة إيران في العام 2005 معلنا عن نيته العمل على quot;تسريع عودةquot; الإمام المهدي، قال في خطاب نقله التلفزيون الإيراني هذا الشهر أن الإمام المهدي دعم العمل اليومي لحكومته ويساعده في التصدي للضغوط الدولية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذا الأمر زاد عن حده في نظر رجال الدين الكبار بإيران، الذين يؤكدون أنهم الوحيدون المؤهلون للحديث في هذا الشأن.

ونقلت عن فريد مدرّسي أحد المراسلين الصحافيين العاملين في طهران قوله إن ملاحظات أحمدي نجاد هي معتقدات متداولة بالعموم عند المسلمين الشيعة، إلا أن ذكرها لا يتم في إطار الشؤون السياسية ولأهداف سياسية من قبل غير رجال الدين. وأضافت أن أحمدي نجاد الذي كان قد شكل مؤسسة ممولة جيدة لتحضير شعبه على عودة الإمام المهدي، عبّر عن انزعاجه من هذه الانتقادات.

كما أشارت إلى أنه بالنسبة للغرب وخاصة لإسرائيل فإن تركيز أحمدي نجاد على عودة الإمام المهدي يزيد من التحذيرات المعلنة تجاهه وتحديدا بالنسبة إلى معتقداته الأخرى وإلى طموحاته، وبشكل رئيسي ما يعتبره المحللون سعيه للحصول على السلاح النووي.

وأضافت الصحيفة أنه، مع الأخذ بالاعتبار معارضته الكاملة للدولة اليهودية ووجود إسرائيل وكذلك تأكيده على ضرورة التحقق من حصول quot;المحرقةquot; (الهولوكوست)، فإن زعم أحمدي نجاد بأن تصريحاته السياسية هي من إيحاء الإمام المهدي إنما يلمح للكثيرين ما وصفته الصحيفة بأنه مزيج سام من التصوف واللاعقلانية والعنف لدى أحمدي نجاد مما يجعله مصدر خطر هائل.