آبو، هو اللقب المختصر الذي يطلقه مؤيدو حزب العمال الكردستاني في تركيا على عبد الله أوجلان زعيم الحزب نزيل سجن إيمرالى، الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة بعد محاكمة شابها الكثير من النواقص القانونية. والآبوجية ( على وزن القومجية) هي تسمية أخرى لأعضاء حزب العمال ومناصريه في كردستان العراق كما في تركيا وتعني quot; السائر في طريق آبوquot;.


ولكن طريق آبو ذاته آودى به إلى السجن، وإلى الإنهيار أمام المحققين وتقديم إعترافات لا تليق بقائد حركة قومية حملت شعار الإستقلال الكامل غير المنقوص لكردستان الكبرى، ولكنه أنتهى إلى مطالب متواضعة لا تنسجم مع بدايات الإنطلاق وسقف الطموحات التي وعد بها ( آبو ) شعبه الكردي.
وتميزت سياسة أوجلان الداخلية مع حزبه ومع الاطياف الأخرى المتواجدة على ساحة النضال الكردي في تركيا، بالقسوة والتعالي، وكيل إتهامات التخوين والإنهزامية الى الآخرين. فإنشق من أنشق عن حزبه، بما فيهم شقيقه عثمان أوجلان، ووقع حزبه في مستنقع من الإنعزالية والنفور حتى في تعامل الأحزاب الكردية معه. ومع هذا فأن إعلام الحزب على إختلاف قنواته ما زال يطلق على عبد الله أوجلان لقب قائد الشعب الكردي، فيما النضال الطموح لهذا الحزب أختزل في طلب إطلاق سراح زعيمه، وليس أطلاق الحريات والحقوق القومية لملايين الكرد في بلاد الأناضول.


ولأن طبع الغرور ورغبة الإستفراد لا تعرف الفوارق القومية، ولا تفرق بين هذا الكردي وذاك التركماني، فإن الصورة التركمانية للسياسة الآبوجية تتكرر عند الجبهة التركمانية رغم أن الأخيرة هي حليفة لتركيا فيما الأبوجيين شهروا السلاح بوجهها.


ولكن كما قال ف. إ. لينين في الادبيات اليسارية الغابرة quot; أذهب إلى أقصى اليمين تجد نفسك في أقصى اليسار. وأذهب إلى أقصى اليسار تجد نفسك في أقصى اليمينquot;. فلا خير من التحالف مع أنقرة أو معاداتها طالما أن الإستعلاء والتخوين هي السياسة السائدة. وحال الجبهة التركمانية مع زعيمها الذي تطلق عليه اعلام الجبهة اسم قائد الشعب التركماني، يشبه الى حد بعيد حال العمال الكردستاني في تمجيد قائده، لأننا لم نشهد أي نوع من الممارسة الديمقراطية لإختيار قائد للشعب التركماني، وهي ممارسة يستحقها هذا الشعب الذي يملك نخبة ممتازة من المثقفين والكوادر من السياسيين و التكنوقراط.


وعادة ما تختار الشعوب قادتها إما في خضم معترك النضال فيستمد منهم شرعيته الثورية، او في إنتخابات تمثيلية للبرلمان أوإنتخابات قومية تتجاوز التجاذبات الحزبية أو إحتكار التمثيل لمجتمع متنوع سياسيا، فيستمد بها شرعيته الديمقراطية. وطبعا فإن المجتمع التركماني لا يشذ عن قاعدة التنوع، ما يعني أنه ليس بإستطاعة الجبهة التركمانية أن تحتكر تمثيل التركمان، وبالتالي لا يحق لرئيس الجبهة أن يحتكر قيادة التركمان. فتمثيل التركمان لا يكون بالإدعاءات الكاذبة وتسفيه الخصوم من الاحزاب الاخرى سواء بالتخوين أو العمالة، فالقيادة لا تأتي بمجرد الرغبة في حمل اللقب، ولذلك فلا أوجلان أضحى آبو(عما) لأكراد تركيا، ولا زعيم جبهة لايحترم إختلاف الخط السياسي لناشطي مؤتمر أربيل عن خط جبهته سيصبح (آتاتوركمان)، فليس من صفات القيادة تهميش الآخرين من أبناء شعبه، وأنما القائد يفترض به أن يكون جامعا للملة لا مفرقا لها؟!.

ستران عبدالله