ذهب وزير الصحة المصرى الدكتور حاتم الجبلى يوم السبت الماضى لزيارة احدى المدارس فى مدينة القاهرة بطريقة مفاجئة لم يعلن عنها او يعطى بها علما مسبقا لمدير المدرسة. وعندما وصل الوزير لم يتعرف عليه الناظر فلم يسمح له بالدخول وتركة منتظرا لبعض الوقت للتاكد من شخصيتة.. بعدها سمح له بالدخول وعندما سال الوزير الناظر اذا كان يقرا الصحف او يشاهد قنوات التلفزيون فقال الناظر بما معناة انه لا يشاهد قنوات التلفزيون لان اولاده لا يعطوه اي فرصة.


خبر عادى جدا وتصرف سليم وطبيعى من ناظر مدرسة لم يتعرف على شخصية الوزير المصرى لايدل باى حال من الاحوال على غباء او قصور او اهمال الناظر.. ومع هذا افردت quot;روز اليوسفquot; صفحاتها فى اكثر من عدد لاتهام الناظر بانة يعيش فى شرنقة ولايقرا الصحف ولا يشاهد برامج التلفزيون.. وانتهى الامر بتحريض رئيس التحرير كمال عبداللة السلطات ضد المدرسة والناظر حيث قال بالحرف الواحد:
لو كنت مكان وزير التعليم لأخضعت هذه المدرسة للمتابعة الفورية.. وأخضعت المدير لإعادة تأهيل.. وراجعت معلوماته العامة.. واستحضرت ورقته في امتحانات كادر المعلمين لكي أعرف إن كان قد اجتازه.. وحصل علي إضافة أجر الكادر.. وتساءلت كيف به اجتازه من الأصل؟! اننى لا اعرف ما الجريمة التى ارتكبها ناظر المدرسة لكى يقوم بتعنيفة واهانتة واحتقارة والتقليل من شانة وهبتة الصحفى كمال عبداللة.. وهل اصبحت جريمة فى مصر عدم التعرف على وزير او مسئول كبير؟؟ وما هى العلاقة بين التعرف على الكبار والمعروفين وتربية التلاميذ وتعليمهم فى المدارس؟؟ وهل معرفة اسماء الكبار فى المجتمع المصرى دليل قاطع على العبقرية والثقافة والتحضر والمعرفة ونجاح الشخص فى عمله او وظيفته سواء كان ناظر مدرسة او غيره؟


ولمن لا يعرف اود الاشارة الى ان السيد عبداللة كمال من السادة الكبار المتعلمين الذين يديرون مصر من وراء الستار لكونة عضوا فى لجنة السياسات بالحزب الحاكم التى يشرف عليها ابن الرئيس مبارك جمال.. فاذا كان هذا الهجوم العنيف الكاسح ضد ناظر مدرسة لم يرتكب معصية او جريمة وانما لم يتعرف على وزير مصرى من عبداللة كمال المعروف بادبة ودماثة خلقة وعدم اندفاعة فى اصدار الاحكام فترى ماذا نكون تركنا للقلة الهدامة المخربة المتطرفة المتعصبة المتخصصة فى صناعة الاكاذيب يوميا والاساءة الى الاخرين وتشوية سمعة الشرفاء بلا ضمير؟؟


والمدهش فى الامر انه فى اليوم التالى قام كمال عبداللة الذى quot; مسح بكرامة الناظر الارضquot; بكتابة مقالة يعالج فيها ازمة الفهم الخاطىء لمفهوم حرية الصحافة وانعدام الاخلاق والضمير عند بعض الصحفيين جاء فى نهايتها الكلمات التالية:
نحن أمام مشكلة.. وكبيرة جدًا.. وما يجري ليس حرية ولا ممارسة لها.. ولابد من وقفة قانونية وتنظيمية ومحاسبة سليمة.. ولن يتأتي هذا إلا من خلال الإجراء الناجع.. بدون أن نخشي أي رد فعل.. طالما أن من يقترفون تلك الجرائم هم مخطئون.. وبالتالي فإن أصحاب القلوب الرحيمة الذين يتراجعون يومًا تلو آخر.. خشية أن يغضبوا الصحافة.. وأن ينسب إليهم إنهم قد حبسوا صحفيًا.. عليهم أن يعرفوا أنهم إنما يضرون الصحافة.

القانون لابد أن يطبق.. والتنظيم لابد أن يتبع.. هذا يحمي الصحافة قبل غيرها.. والصحفي أو المنسوب للصحافة الذي يفعل هذه الأفعال المقيتة.. يتخلي عن صفته الصحفية وقت ارتكابه جريمته.. فإما أن ندافع عن الحرية بسياج القانون.. وإما إننا سوف لن نفاجأ يوما تلو آخر بكوارث من نوع أضخم من قصة نور أو قصة سرور.. وأستطيع أن أشتم في الأفق كارثة كبيرة سوف تسببها هذه الحالة.. والله أعلم أن كان وقتها هناك أحد يمكنه أن ينصت إلي وأنا أقول: لقد حذرت؟! وهكذا وجدنا واحد من كبار الصحفيين المعروفين فى مصر يفعل نفس الخطا _ عندما اساء ادبيا ومعنويا الى ناظر مدرسة لم يرتكب جريمة _ وفى نفس الوقت يطالب بفرض القانون على غير ة..!! حقا انها مشكلة عندما نجد بعض الصحفيين يغتالون من لا يرتاحون او يتفقون معهم باقلامهم باسم حرية الصحافة.. وحرية الكلمة..

ولكن هذة المشكلة حلها سهل وبسيط للغاية اذا تم تطبيق القانون على الجميع من صغار او كبار العاملين فى كافة وسائل الاعلام بلا استثناء او تميز او مجاملة.. واذا راعى كل صحفى او اعلامى ضميرة وخاف ربة وتمسك باخلاقيات العمل الصحفى وشرف المهنة الذى يتطلب الصدق والامانة.. هنا فقط سوف يتوقف الصحفيون الفاشلون المتطرفون عن فبركة الاخبار والاحاديث الصحفية وتوجية الاتهامات الملفقة غير الصادقة بغرض التشوية المعنوى والادبى او ابتزاز الاخريين لسبب ما.


لقد احسن الفنان المصرى quot; نور الشريفquot; لتصدية قضائيا للذين اتهموه فى عرضه وشرفه بطريقة غير مباشرة لقد احسن عندما رفض الغفران والتصالح معهم لانه لا يعقل ان نقتل الانسان ثم نقوم بتقديم الاعتذار لة وطلب السماح..

واثق اننا جميعا لو تصدينا مثله لهؤلاء العابثين الظلاميين من الصحفيين الفاشلين واصحاب الجرائد الصفراوية ورفعنا امرهم للقضاء المصرى للتعامل معهم طبقا للقانون لما كنا راينا الخروج على اخلاقيات العمل الصحفى - الذى يتطلب الصدق والامانة ونظافة اليد والضمير - اصبح امرا عاديا مالوفا يتكرر يوميا من قبل بعض الصحفيين المصريين بدون خوف او حياء..


ليت جميع العاملين فى الصحافة والاعلام المصرى يدركون ان العمل الصحفى عمل مقدس شريف يقوم على الصدق والامانة والبحث والتحرى من صدق المعلومات قبل النشر.. وان حرية الكلمة والتعبير عن الراى لاتعطى حلا او تصريحا لاى صحفى او عامل فى مجال الاعلام لنشر الاكاذيب والافتراءات لاغتيال الاخرين ادبيا واجتماعيا ومهنيا ومعنويا لاي سبب من الاسباب..


استراليا
[email protected]