هل هي مصادفة ان يتم الأعلان عن أعتقال أحدى خلايا فرق الموت المسؤولة عن أغتيال شقيقة نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي، وبعدها بعدة أيام يتم أعتقال النائب محمد الدايني؟
القراءة السياسية للحدث تكشف لنا ان هذا التزامن ليس صدفة أبداً، بل هو ترتيب مقصود الهدف منه أعتقال عناصر من فرق الموت الشيعية وابراز هذا الأعتقال اعلامياً في محاولة لإرضاء السنة، ومن ثم القيام بعملية أعتقال الدايني المحسوب على الطائفة السنية وأظهار الحكومة العراقية نفسها بمظهر العادل غير المنحاز طائفياً، ولكن من سوء حظ الحكومة ان هذا السيناريو مفضوح ولايمكن تغطيته بأعتقال مجموعة من عناصر فرق الموت.
فالأمر الخطير الذي كشف عنه هذا التزامن في الحادثتين هو ان الحكومة العراقية ربما تعرف اسماء وعناويين عناصر فرق الموت وسكتت عنها ان لم نقل وفرت لها الحماية، وعندما احتاجت الى أعتقال بعضهم للتغطية على اعتقال الدايني تمكنت بسهولة من القاء القبض عليهم.
الأمر الأخر هو كان لافتاً اعلان الحكومة العراقية أنها هي من قام بعملية الأنزال الجوي لإعتقال أحد عناصر مجلس محافظة كربلاء وليس الجيش الأمريكي، وهذا الحادث وفق السياق المنطقي لتحليل ما يجري هوالأخر تم للتغطية على اعتقال الدايني.
ولكن هل تم أعتقال الدايني بسبب ارتكابه جرائم الارهاب وتفجير مبنى البرلمان؟
لو كانت الحكومة العراقية حريصة بالفعل على مكافحة الإرهاب لقامت بجهود وطنية جادة لمنع التدخل الايراني - السوري الداعم رقم واحد للإرهاب في العراق، بل نرى العكس منها فهي كل يوم تفتح المزيد من ابواب العراق امام ايران وسوريا وتقيم معهما المزيد من العلاقات الدبلوماسية والتجارية وكأنها تكافؤهما على قتل العراقيين، ولو كانت جادة في محاربة الإرهاب لفتحت كافة الملفات وطبقت العدالة على الجميع من دون تمييز طائفي وقومي،أين جهود مكافحة الفساد الأداري والسرقات وتهريب النفط، لماذا تسكت الحكومة العراقية على محاولات قيام ايران بسرقة نفط العراق من الحقول الحدودية؟
أما لماذا أستهداف الدايني تحديدا، فان السبب قطعاً ليس أرتكابه لجرائم الإرهاب، وانما لانه كان من الأصوات القوية جدا في نقد التدخل الايراني وفضح العناصر الموالية الى ايران، ويبدو ان أمر اعتقاله هو رسالة تحذير واضحة لكل من يحاول التصدي للنفوذ الايراني في العراق.
بقي ان أشير الى انني لاأدافع عن النائب محمد الدايني فهو معروف من خلال تصريحاته الى وسائل الاعلام بميوله البعثية - الصدامية، ولاأستبعد تورطه بجرائم الإرهاب وأطالب في حال ثبت فعلياً ادانته بانزال أشد العقوبات بحقه، ولكن الدايني ليس الشيطان الوحيد وقضية اعتقاله لم تكن دوافعها وطنية من أجل العراق ومكافحة الإرهاب.
خضير طاهر
[email protected]
التعليقات