العراقيون هم الذين يتحملون المسئولية التاريخية لمستقبل العراق، وهم الذين عليهم الواجب الوطني والاخلاقي المقدس لاخراجه من المحنة، وهم الذين يجب ان ينفضوا أيديهم من الخطأ المرتكب الان. ان التجاسر على الثوابت الوطنية منذ بداية التغيير قد جعلنا صغاراً في نفوس الشعوب وقياداتها الاخرى. وليتذكر الجميع الحكمة القائلة (لو دامت لغيرك ما وصلت أليك).


لا احد يشك ان عودة العراق الى ما كان عليه قبل التغيير قي 2003،اصبحت مستحيلة الان رغم أماني المتأملين،ورغم العوامل العديدة التي تعمل ليل نهار من أجل استمرار بقائه خارج التاريخ، وتدمير شعبه ومستقبله السياسي والاجتماعي.وتقف العناصر الطامعة والمنحرفة عن الخط الوطني بالداخل في مقدمة الركب، وتليها بعض دول الجوار التي تعمل ليل نهار من أجل تثبيت مسيرة التدمير.حتى تأمن ما حصلت عليه من مكتسبات خارج القانون والحق الوطني لهم.وحتى تأمن أستمرارية حكمها بعد ان اصبح النظام الديمقراطي الحر يهدد مستقبل حكامها الذين يحكمون.


مع الاسف ان بعض الجهات العراقية أصطفت معهم في مشاريع تجزيئية فئوية كمشروع أقليم البصرة ومشروع أقليم الوسط والجنوب، لكن الشعب الواعي بقياداته الوطنية هزمت المشروعين وستهزم كل المشاريع الاخرى التي تنوي عرقلة مسيرة الوطن الحبيب.


ان الجهات التي ظلمت العراق ما قرأت التاريخ البعيد والقريب التي حذرتها وتحذرها من اللعب بالنار والتجاوز على الثوابت الوطنية العراقية.وعليهم ان يدركوا ان العراق اليوم غير عراق الامس، فهو عراق المُنتخبين،فالاجدر بهم ان لا يتركوا ثغرة واحدة يدخل منها كل من في رأسه ثأر قديم.


لقد ظلم الوطن من بعض مواطنيه ومن جيرانه الاخرين،بعض مواطنيه لم يحسبوا حساب الزمن والاهل، فراحوا يعتقدون ان المال الحرام والغنى بديلا عن الوطن والمواطنين، والآن هم يتحسرون على المخلصين،رؤوسهم منكسة في قصورهم وفنادقهم،والاخرون في وطنهم مرفوعة رؤوسهم مع المواطنين.أما جيران العراق المغتصبين هم مثل الاخرين متهمين ومكروهين من العراقيين،وكان احسن لهم الف مرة قبل ان يقدموا على التجاوز على حرمة الوطن والشعب والمواطنين ان يكونوا غير الذي هم فيه من الخاسرين.

ان ثالوث التدمير الذي مرره بريمر على من رافقوه من القياديين هي الطائفية والعنصرية والمحاصصة الوظيفية القاتلة،ومن قبله كوكس البريطاني (فرق تسد)،واليوم حصد الحاكم من القياديين نتائج أنتخابات الشعب وسيواجه أكثر في الانتخابات العامة التي نرجو لها ان تزيحهم عن حكم العراقيين تمهيدا لتقديم الناكثين الى محكمة الشعب لتفضح المتآمرين. وسيبقى الاحرار ومن يلتزم بدولة القانون قولا وتطبيقاً على صهوة الحصان الابيض مؤيدين.


لقد ظن البعض ndash;وهم واهمون-ان العراق مات ودفن ولم تبق منه الا الثروات المنهوبة وحراسها السارقين،لكنهم وهموا فهذا العراق وهذا تاريخه فلن تغلبه المغول ولا الفرس ولا العثمانيون ولا بريطانيا ولا امريكا المتورطة فيه اليوم ولا تدري كيف المصير؟
لقد تغير النظام في العراق بعد 2003،ولكن عقل النظام بقي دون تغيير (على حد قول المنظر حسن العلوي)لاسيما عندما يحتفظ النظام الجديدبعقلية النظام القديم.لان النظام الجديد يحتاج الى أشخاصٍ لا يقل وجودهم في المعارضة عن عشر سنوات،ومن المؤهلين لادارة وزارة او سفارة لا كما نرى من غير المؤهلين.اليوم نقول للمالكي وعليه ان يسمع ويرد ان كنا على الخطأ لاننا نحن الشعب وهو الحاكم فعليه ان يسمع ويستجيب ان كنا على السراط المستقيم.

ان عليه اليوم ومفاوضات الحدود على الابواب ان لا يسمح للذين تجرأوا على الثوابت الوطنية في السابق ان يكونوا هم من المفاوضين،فقد آماتوا حقنا في الوطن وهم عنه راضون بعد ان تحققت مصالحهم الشخصية التي ملئت جيوبهم عار السنين،فوزارة الخارجية هي السرطان القاتل لحقوق العراقيين.فانتدب المخلصين والمقدرة والعارفين حتى لا تلام غدا في خطأ يوقعه كان من كان من الموقعين،،فلا تكن ممن باع الكل بالبعض،فالوطن وطن العراقيين.وانت اليوم من تشرأب لهم الاعناق لتحقيق أماني العراقيين.

وراقب تنفيذ قوانينك الصادرة بتوقيعك والتي تتباهى بها في كل مناسبة وفي كل حين،قانون 24 لسنة 2005،وقانون 441 لسنة 2008،فهي تنفذ لبعض المواطنين دون الاخرين،فهل سترضاها وانت الذي يتطلع اليك كل العراقيين؟ فهل عاد مرة اخرى قانون أصدقاء الرئيس صدام حسين حين غُلب الجاهل على العاقل والمتخلف على الكفوء ونحن لا زلنا من المظاليم.انها قوانين الفرصة المنتهزة كما يسمونها الفاشلين.


نفذ كلامك الذي وعدت به في مؤتمر الكفاءات واعيد حقوق المظلومين، وحقق في قوانين الفرصة المنتهزة،فالتعليم العالي اذا فسد فهو كالسمكة التي اذا فسد رأسها فسد الجسد.العلم والحقوق الكل شركاء فيها كالماء والهواء حقاً وصدقاً كما قال امير المؤمنين.نريد ايمانك بدولة القانون صادرا من العقل لا من القلب وسيكون له قدره وأهميته في كلِ حين.

الانتخابات العامة قادمة على الابواب ولن يفوز بها الا من كان من المخلصين،نريد منك عدلا وصدقا في تنفيذ القوانين، نريد منك فصلا لسلطات الدولة عن حقوق الناس،نريد منك حكما قائماً على المساواة وشعور الناس بحرية الحركة وحرية العمل والقول،نريد منك تحريرا للمظلومين، نريد منك عودة للمهجرين،نريد منك بيوتنا التي اغتصبت من المغتصبين ولا يهمك تقولات الناكثين.

عُد يا عراق الحضارات الى ما كنت فيه،فمنك خرج الاصلاح عند آوركاجينا ومنك خرجت شريعة آور نمو،ومنك صدرت قوانين حمورابي المتقدمة في حقوق الانسان،لذا ارادوا تدمير تراثك ومتحفك.ومنك ظهرت الكتابة ومن قصبك صنع القلم والورق وبقلمك دونت المونات القانونية الحضارية،عُد ياعراق الحضارات فوالله أنت لن تموت. وهم الذين سيموتون؟

د.عبد الجبار العبيدي
[email protected]