واضح ان الاستاذ حارث الضاري امين عام quot; هيئة علماء السنة quot; يترنح هو وهيئته المزعومة بتمثيل سنة العراق تحت ضربات الامن والاستقرار والقوة والثبات في العراق. وان هذا الترنح سبب لهذه الهيئة وكل رموزها نوع من الغيبوبة من خلال تلاشي دورها المعادي للعملية السياسية. وعلى أثار قمة الدوحة الفاشلة شكلا ومضمونآ. بثت قنوات اعلامية مسمومة وطائفية ومحرضة مثل ال خطاب على طريقة quot; عاجل وشامل quot; للاستاذ حارث الضاري. ليس في هذا الخطاب المفاجيء او الجديد سوى الكثير من اطلالات قاموس وسلوك ومفردات الخراب والقتل والتدمير العراقي الذي مارسته اقلية حاكمة منذ ثمانية عقود مضت حتى سلمت العراق الى القوات الاجنبية وتزاحمت رموزها بين حفر حقيرة او توقيع صكوك الاستسلام في مدن معينة او سرقة البنوك والمتاحف والهروب الى دول الجوار. بعد ان نزعوا كل ملابسهم وركضوا بملابسهم الداخلية مذعورين مرتجفين امام شاشات التلفاز كان ذلك في 9 نيسان 2003 وكل هذا الجيل مازال حي يرزق ليشهد على تلك المفخرة quot; العارية quot; لهولاء الابطال الاشاوس. لذلك هذه الامور لاتحتاج الى الاستعانة بصحائح الكتب او رواة الحديث وهذه مساهمة مجانية مني الى قناة المسستقلة ودكتورها الهاشمي حتى لايتعب نفسه للبحث في بطون مظالم التاريخ وبؤر التزيف التي يعشقها جدا.
اهم فقرة في الخطاب التاريخي للاستاذ الضاري كانت عبارة عن نكتة الموسم التي لاتصلح ان تكون حتى كتقليد لكذبة نيسان المشهورة. فقد طالب الدول العربية quot; ان لاتدعم حكومة السيد المالكي.. quot; وحقيقة لااعرف كيف وصل الى هذه الدرجة من التفكير وكأن المالكي ذهب للدوحة طالبا صك الغفران والاستجداء من الحكومات العربية. او كأن الدول العربية هي التي جاءت بالمالكي!!
ان المالكي هو وليد شرعي ودستوري وانساني لذلك المرعب المخيف quot; صندوق الانتخابات quot; الذي يخيف غالبية الحكام العرب وكل هيئات وقنوات التحريض. نعم المالكي ذهب للدوحة وهو رجل سياسي يمثل اهم واخطر منصب تنفيذي في عراق اليوم لذلك من ابسط واجباته الدستورية و الاخلاقية اتجاه بلده وشعبه ان يحضر مثل هكذا اجتماعات تسمى قمم عربية. ومحاولاته ومطالبته للدول العربية بالتعاون مع العراق الجديد لاتعني ضعفا او استجداء اطلاقا. فالعرب اعطوا مثالا حيا للعراقيين منذ سقوط الصنم وحتى يومنا هذا يتلخص بان quot; العراق وشعبه الكريم ممكن ان يعيش بافضل الدرجات ويتقدم ويتطور دون الحاجة الى دعم العرب quot; اما مسالة التواصل مع العرب فهذه مسالة اصبحت شكلية ليس ذات اهمية تذكر وليس هناك من ضرر ان يتم تسجيل مجرد حضور في هذا النشاط العربي او ذلك. ففي النهاية العراق جزء من امته العربية وهو يتشرف بعروبته بنفس الوقت الذي يعي جيدا ان عروبته النقية هذه لاتحتاج الى صك من قمة عربية او دولة عربية او حاكم مزمن على الديكتاتورية او كاتب او صحفي مدفوع الاجر مسبقا. لذلك نحن العراقيين علينا ان نعمل بجد ومثابرة اكبر لنهوض عاصمة الرشيد حتى تكون مزار لكل العرب الحقيقيين ومركز اشعاع فكري وثقافي وحضاري يليق بنا قبل غيرنا.
التحديات كبيرة ومتشعبة لكن لن يكون العائق نوعية علاقتنا مع الدول العربية او تصريحات او هذا او ذلك quot; الطبل quot; الفارغ. فلنتجه الى علاقة مميزة وقوية و مستقلة ومتكافئة مع الغرب وامريكا، فلنرسل البعثات الى العلمية والادبية والهندسية والثقافية والفنية والمسرحية الى عواصم الثقافة و الحضارة المدنية في اوربا. وللعراقي جينات تاريخية في دمه لاكتساب هذه الخبرات باسرع وقت والاضافة اليها وممازجة التاريخ والحاضر والغربي والشرقي لصناعة حضارتنا التي اندثرت معالمها منذ عقود حكم ابناء القرى المتشابهه. فلنعمل بجد ومثابرة لعودة الكفاءات العراقية المغتربة والمهاجرة فهذه كنوز لاتعوض ولاتقدر بثمن وفي كل مجالات الحياة.
شكرا للمالكي الذي اثلج قلوب العراقيين وهو ياخذ الحديث ويعترض على فقرة quot; التصور العربي quot; المشبوهه في البيان الروتيني الختامي والتي اضافتها بخلسة ودون خجل او حياء جامعة الدول العربية حول الوضع الجديد في العراق. فالتصور العربي للعراق تصور مريض وهو عبارة عن سجلات عتيقة كنت كتبت عنها مقالة في ايلاف تحت عنوان quot; حرق السجلات العتيقة في الدوحة quot; وكمواطن عراقي عربي توقعت هذه الامراض العربية المزمنة حتى قبل انعقاد قمة الدوحة الفاشلة هذه. فهذا أبعد مدى ممكن ان تصل له الحكومات العربية ليس الا...
وقد تكون رسالة الاستاذ حارث الضاري هي مدى اخر للعقلية التي تصيبها الحساسية من مجرد سماع مفردات مثل الديمقراطية وصندوق الانتخاب وحرية الاختيار والتصويت.
لذلك خطر في بالي تساؤل لماذا لايطرح نفسه للانتخابات الاستاذ حارث الضاري وفي ذلك عدة فوائد قد تكون اولها تجربة امر جديد لم يتمتع به طيلة حياته، وثانيا ان يرى حجم التأيد الحقيقي لكل مايطرحه من افكار وتصريحات.
بقي فقط اني اجد نفسي مدين بتوضيح للقاريء الكريم، باني قصدت ان يرشح الاستاذ حارث الضاري نفسه للانتخابات داخل هئية علماء السنة فقط. فهو غير مسموح له بالترشح ضمن دوائر الانتخابات العراقية الوطنية لانه مطلوب للقضاء العراقي في عدة تهم وعليه تسليم نفسه واثبات برائته اولا. كما مطلوب من الحكومة العراقية ان تجرب ايقاف النفط العراقي الى المجاني منه والمخفظ وبشكل مفاجيء حتى تنقلب الدنيا في الدول التي يصلها وحتى تعرفحكوماتهاان مبدأ العقاب والثواب بيد حكومة العراق وهي قادرة على زعزعة الوضع الاقتصادي فيها خلال لحظات قليلة. وان لاحسن نية في التعامل السياسي ومثال ذلك رسالة وحملة الاستاذ الضاري التي انطلقت من احدى العواصم العربية. لذلك يجب ان تكون هكذا رسالة العراق النفطية مقابل رسالتهم البائسة هذه. والباديء أظلم.
محمد الوادي
[email protected]
التعليقات