يوم 28 حزيران، وجدت في بريدي الالكتروني رسالة تقول أن النطق بالحكم بالإعدام على السيد عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني صدر في يوم 29 حزيران.
ماذا يعني هذا التاريخ بالذات؟.
إنه نفس التاريخ الذي نفذ فيه حكم الاعدام بالشيخ سعيد بيران قائد ثورة 1925 الكردية في آمدquot;دياربكرquot;. هل يمكن لجاهل أوعاقل أن يعتقد بأن تنفيذ حكم الاعدام بزعيم كردي وبعدها بسبعين عاماَ، إصدار نفس الحكم على زعيم كردي آخر وفي نفس اليوم هو مجرد صدفة؟. طبعاً لا....إنه يشير الى الحقد الدفين في quot;الكماليزمquot;، وكذلك الى عدم مصداقية ونزاهة جهازالعدالة والقضاة القائمين عليه. الأمر كان مبيتاً منذ البداية.
إذا كان تاريخ قراءة النطق بالحكم مبيتاً، فإن المحاكمة كلها تعتبر أيضاً أمراً مبيتاً ومسرحية جرى الإعداد لفصولها مسبقاً حتى قبل البدء عملية المحاكمة. الهدف كان الإساءة الى الشعور القومي الكردي وإستفزازه لزرع روح الإنتقام والكراهية.
في 29 حزيران تم تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ الجليل وكوكبة من رفاقه شهداء الحرية في ميدان في آمد دياربكر. وإمعاناً في الحقد والإنتقام حولت الدولة التركية ذلك الميدان الى معمل حكومي لتقطير الخمور...وحسب معلوماتي لم يتبدل الوضع حتى الآن؟.
كان الشيخ الشهيد مؤمناً ومتمسكاً بمبادئ الدين الحنيف في حياته كلها وأظهر من الشجاعة ورباطة الجأش أثناء المحاكمة وأثناء تنفيذ الحكم، مما أفقد الطغاة صوابهم ولم تبقى أمامهم إلا تلك الطريقة الخسيسة والجبانة للإنتقام وهو بناء معمل للخمور في الميدان الذي استشهد فيه الشيخ سعيد وصحبه.
الشيخ عبدالسلام البرزاني، والد الملا مصطفى البرزاني قائد ثورة أيلول في كردستان العراق، نٌفذ فيه نفس الحكم سابقاً في آمد، إلا أنني لا أعلم فيما إذا جرى ذلك أيضاً في نفس الميدان؟.
نأمل من رئيس بلدية آمد أن يقوم بما ينتظره الكرد منه في هذا الصدد.
من أهم أسباب تقدم العالم المسيحي في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وقداسة حرية الفرد، وجود الضمير الحي اليقظ لدى رجالات الدين وإحساسهم بشعوررعيتهم. ولو حدث ما جرى أعلاه quot;أي تحويل ميدان للشهداء السياسيين إلى معمل للخمورquot; في أي بلد مسيحي، لكانت الكنيسة تحركت ومن ورائها الرأي العام لإزالة آثار هذا العمل الهمجي اللاإنساني.
أما أصحاب الفتاوى من المسلمين فهم منشغلون ومن خلال الفضائيات بقضايا أخطرمثل quot;كيفية التعامل مع الزوجات في المخدعquot;!. والإسلام السياسي لم يتطرق مطلقاً الى هذا العمل الهمجي والذي جرى في بلد مسلم وضد رجل دين مسلم. أول ما يجب عمله لإنقاذ هذا الدين مما هو فيه، زرع القيم الإنسانية العليا في الأفراد وخاصة الضمير الحي. هذه القضية هي قضية إنسانية بحتة وليست سياسية. سنرى إذا كانت لاتزال هناك ضمائر إسلامية حية ؟.
هذه حادثة واحدة فقط، وهناك الكثير الذي حدث لغير المسلمين أيضاً على أرض الإسلام ويتطلب نفس التعامل والإستنكار.
أقل ما يمكن قوله لهؤلاءهو: هذا الشيخ الجليل المؤمن هو رمز الشهادة والحرية لأربعين مليون كردستاني أكثريتهم quot;لايزالون الى حينهquot; مسلمون.
بنكي حاجو
طبيب كردي السويد
[email protected]
التعليقات