خسرو علي أكبر من طهران: تكرم مؤسسة مولانا الثقافية الدولية المطرب الروحي الإيراني شهرام ناظري الملقب في إيران بفارس الغناء التراثي، تقديرا لجهوده في التعريف بالشاعر الصوفي الكبير مولانا جلال الدين الرومي (المولوي) ونشر أفكاره والقيم الإنسانية التي كان يدعو إليها.
ومن المقرر أن يتم التكريم في مؤتمر (ملتقى شمس التبريزي بحافظ الشيرازي) والذي ينعقد في مديني شيراز وخوي(مقبرة شمس التبريزي) في أكتوبر ونوفمبر من العام الحالي حسب ممثلة مؤسسة مولانا في ايران فروزنده اريايي.

كما تستضيف مؤسسة مولانا الثقافية الدولية الفنان ناظري في الملتقى الدولي لعشاق الرومي في مدينة قونية التركية وبدعوة من مديرة مؤسسة مولانا، اسين جلبي.

وقالت آريايي ان الأستاذ ناظري قد أحيا في العقود الاربعة الأخيرة الكثير من الحفلات الموسيقية في مختلف أرجاء المعمورة ليدعو الى فجر الطمانينة، الحلم الذي كان غاية مولانا جلال الدين الرومي ونظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها ناظري في الغناء التراثي فان منظمة مولانا تفتخر باستضافته في ديسمبر القادم في ملتقى عشاق الرومي في مدينة قونية التركية حيث مزار مولانا جلال الدين الرومي.


وكانت آخر مشاركة دولية لشهرام ناظري في الدورة السادسة والأربعين في مهرجان قرطاج الدولي حيث شارك مع فرقة فردوسي الموسيقية و عزف مقطوعات من الموسيقى الملحمية وإنشاد مقاطع من كتاب الـquot;شاهنامةquot; للشاعر الخالد الحكيم أبي القاسم الفردوسي.
وهي المشاركة السادسة دوليا التي يقدم فيها ناظري أشعارا من الشاهنامة بعد أن رفضت الجهات الرسمية الموافقة على تقديمها في داخل ايران ايران ورفض تزويد القيمين على هذا العمل الفني ترخيصا رسميا.

ولد شهرام ناظري في العام 1950 في مدينة كرمانشاه من عائلة صوفية اشتهرت بإسهامها الكبير في مجال الفن والأدب، إذ كان والده من قراء المقام المشهورين، ومن العائلة ذاتها اشتهر الأستاذ حاج خان ناظري الذي تتلمذ على يديه كبار الموسيقيين في إقليم كرمانشاه، وقد قدم إضافات أساسية في مجال الموسيقى التراثية المتواشجة مع مراسيم الطرق الصوفية.
وحسب الشاعر والمترجم الإيراني موسى بيدج استطاع شهرام ناظري أن يحتل مكانة الصدارة في الغناء التراثي الإيراني إلى جوار عمالقة هذا الفن، بسبب نجاحه الكبير في تقديم الغناء التراثي بطريقة عصرية، وقد وظف الآلات والتقنيات الحديثة دون أن يمس جوهر الأغنية التراثية التي ترتبط بصلة وثيقة بالينابيع الروحية والشعر الصوفي، ان ما حققه ناظري في خلق التنوع والتجديد في المضمون والأداء. حوله إلى فنان النخبة المثقفة في إيران، وفنان الجيل الشاب على حد سواءquot;.

واتسعت شهرة ناظري من خلال إسهامه في إحياء الغناء التراثي سواء في داخل إيران أو خارجها إذ شارك في تظاهرات وملتقيات ثقافية وفنية ذات أهمية عالمية، كما ألقى محاضرات علمية حول الفن والموسيقى الكلاسيكية الإيرانية وساهم في تنظيم العروض الموسيقية للتعريف بالموسيقى الإيرانية، كما في جامعة طوكيو، وجامعات كولومبيا وبركلي واستنفورد ومشاركاته في مهرجانات عديدة مثل مهرجان مراكش، ومهرجان فاس للموسيقى الروحية.

حصل ناظري على وسام فارس الفرنسي، وعلى شهادة تقدير من الكونغرس الأمريكي نتيجة فعالياته المتواصلة، وعلى شهادة مماثلة من جامعة هاروارد، وكذلك حصوله في مدينة قونية التركية على الميدالية الذهبية من أيدي آخر أحفاد مولانا الرومي، وأقرت بلدية مدينة سان دياغو تسجيل يوم الخامس والعشرين من شباط / 2006، باسم شهرام ناظري تقديرا لجهوده في سبيل الارتقاء بمستوى إبداع وتميز الموسيقى الإيرانية على الصعيد العالمي.
ونال شهرام ناظري سنة 2007 على جائزة التراث الثقافي الشرقي من اللجنة الآسيوية في نيويورك { Asia Society}، كما حظي بشرف التقدير من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة اعترافا بقيمة أعماله الفنية حول تراث جلال الدين البلخي الرومي(مولوي)..
وهنا ترجمة لمقطع من قصائد الرومي التي أنشدها المطرب الروحي شهرام ناظري:

من بين ألفي quot;نحنquot; وquot;أناquot;
عجبا من الذات ومن الأنا
انصت لهذه العربدة!
ولا تضع يدك على فمي!
الآن وقد صرتُ واحدا من الحشد
فكف عن نثر هشيم الزجاج في طريقي!


للاستماع الى قصائد الرومي بصوت شهرام ناظري اضغط على الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=doNfxj2H4iM