الاثار العراقية.. اصبحت خطا احمر
عبد الجبار العتابي من بغداد: اكدت الدكتورة اميرة عيدان المدير العام للمتاحف العراقية ان اسبانيا ما زالت ترفض تسليم القطع الاثارية العراقية التي لديها على الرغم من الجهود المبذولة والادلة الدامغة التي قدمتها للسلطات الاسبانية، مناشدة اياها بإعادتها لانها تمثل التراث والتاريخ العراقي، وان هذه القطع هي مما تعرض للنهب والسرقة ابان احداث عام 2003، مشيرة الى ان ملف استعادة الاثار العراقية واحد من اعقد الملفات، وقالت: الملف المعقد جدا هو مع اسبانيا التي تحتفظ وزارة خارجيتها بالقسم القانوني بـ (22) قطعة اثارية، حين كنا نطالب بها عبر المراسلات والمكاتبات، طلبوا منا لاكثر من مرة اثبات عائديتها الى العراق، حيث كنا في البداية قد كاتبناهم وراسلناهم، واثبتنا لنا عائديتها الى العراق بالادلة، لكنهم لم يكتفوا بهذا، فطلبوا خبيرا عراقيا ان يذهب الى هناك ويثبت ان هذه القطع قطع اثارية، ذهبت بنفسي، وكانت القطع عبارة عن كتابات مسمارية، وانا متخصصة في الكتابات المسمارية، فاثبت لهم بالقراءة والدليل انها تعود الى مناطق الجنوب العراقي، ذكرت لهم اسماء مدن عراقية، ذكرت لهم اسماء ملوك عراقيين، ولكن مع الاسف كانت النتيجة مخيبة، وما زالوا الى الان يحتفظون بهذه القطع التي خرجت من ارض العراق، من الجنوب العراقي.
واضافت: الاثار العراقية لها دلالتها الكبيرة، وتتمنى العديد من الدول ان تحتفظ بها لانها تجذب السياح، أي اثر عراقي يعرض في لي متحف عالمي، تأكد انه سيأتي بدل السائح الواحدة عشرة سياح، حضارة وادي الرافدين لها دلالتها ولها راغبون في مختلف انحاء العالم، والاسبان هم يعملون من هذا الباب عسى ان تبقى لديهم.
وحين سألناهم: هل قاموا بعرض هذه الاثار؟
اجابت: كانت معروضة بالقسم القضائي في وزارة الثقافة، فهم لا يستطيعون المجازفة وعرضها في متاحفهم لانها اثار مسروقة.
وحين قلنا لها: ما حجتهم في الممانعة وعدم اعادتها؟
قالت: حجتهم اننا تأخرنا في المجيء، ا وان هناك دول لديها اثار كتابات مسمارية، انا لاعرف حقيقة الممانعة، ولكنها امور جانبية، وسوف نظل نتابع القضية الى ان نستعيد هذهه القطع.
فسألناها: هل يستطيعون اخذها والاحتفاظ بها؟
فقالت:هم لايستطيعون اخذها، لان الاتفاقيات والقوانين الدولية تمنع ذلك، ولكن يجب الاعتراف ان ملف استعادة الاثار ملف معقد ولا يمكن ان ترجع الاثار الى العراق بسهولة، لا يمكن ان تذهب اليهم وتقول لهم هذه اثار عراقية فيقولون لك: خذها، صدقني انني اتعب كثيرا في محاولات استعادة الاثار.
وحول عدد القطع الاثارية الميتعادة، قالت: 35 الف قطعة استعيدت منذ عام 2003 الى الان وهذا رقم قياسي، وخلال الاشهر القليلة الماضية اعدنا اربع قطع من تركيا، الانتربول في انقرة متعاون جدا ونحن على اتصال يومي معه، ويزودنا بكافة المستجدات حول القطع الاثرية الموجودة في استنبول، العاصمة الاردنية عمان اعادت لنا مجموعة من القطع، ومن هولندا.. بجهود سفير العراق في هولندا تمت استعادة مجاميع كبيرة من الكنوز، بعد ان اثبتنا بمختلف المراسلات عائديتها الى العراق واستلمتها قبل شهرين، وكذلك من العديد من الدول العربية، بالاضافة الى اكثر من الف قطعة استعدناها من الولايات المتحدة.
وفي الختام قالت الدكتورة اميرة عيدان: نحن متفائلون بأعادة اثارنا، اليوم اصبحت الاثار العراقية خطا احمر بفعل العديد من الجهود، واصبح العالم يتحفظ بشدة في التعامل مع الاثار العراقية، نحن متفائلون، فقد كنا قبل مدة قصيرة في احدى الدول التي عانت من حادثة مشابهة، فلن تستطع الى الان ومنذ الحرب العالمية الثانية من استعادة ما سرق منها.
التعليقات